قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال أعوام الانتفاضة الخمسة بإحكام حصارها وإغلاقها على كافة المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بذريعة الأمن، وحولت الأراضي الفلسطينية إلى سجن كبير، ومنعت المواطنين من الوصول إلى أماكن سكناهم وعملهم حتى الذين يمضون سيراً على الأقدام، وذلك بنصب عدد كبير من الحواجز، هذا إضافة إلى قيامها بتصعيد إجراءاتها التعسفية وممارسة سياسة العقاب الجماعي ضد أبناء شعبنا الفلسطيني، وذلك بممارسة كافة أشكال الإذلال للمواطن الفلسطيني، وشهدت الحواجز العسكرية والمعابر الحدودية في المحافظات الشمالية والجنوبية الكثير من عمليات الإغلاق غير المبرر.
هذا عدا عن عرقلة واحتجاز الطواقم الطبية لساعات طويلة دون وجود أسباب تستدعي لذلك والاعتداء على حياتهم ومنعهم في كثير من الأحيان من الوصول إلى المرضى والمصابين لنقلهم إلى المستشفيات لتقديم العلاج اللازم لهم، كما حصل مع المواطن بشار فخري القادري (23 عاماً) الذي استشهد جراء احتجازه من قبل جنود الاحتلال في حفرة وهو مقيد اليدين لأكثر من ساعتين تحت أشعة الشمس الحارقة، بتاريخ 14/8/2005، وذلك جراء احتجازه من قبل جنود الحاجز الإسرائيلي المقام على مقربة من بلدة بيت إيبا في نابلس.
وقد قام مركز المعلومات في وزارة الصحة برصد وتسجيل 129 مريضاً توفوا على الحواجز العسكرية حتى تاريخ 14 أغسطس 2005 بسبب منع قوات الاحتلال الإسرائيلي لسيارات الإسعاف من نقلهم إلى المستشفيات أو إعاقة مرورهم على الحواجز العسكرية بالرغم من تدني وضعهم الصحي.
ونتيجة لهذه السياسة تحولت المدن والقرى في المحافظات الشمالية إلى كانتونات وجزر معزولة عن بعضها البعض مما اضطر آلاف المرضى في المحافظات الشمالية المقيمين في القرى البعيدة عن المراكز الطبية والمستشفيات إلى سلك الطرق الفرعية لتجاوز الحواجز العسكرية الإسرائيلية.
وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على المواطنين الذين يسلكون هذه الطرق الفرعية ومطاردتهم وقد سقط نتيجة هذه الإجراءات المشددة 96 شهيداً من المرضى في الضفة الغربية و32 شهيداً في قطاع غزة، إضافة إلى وفاة شهيد آخر داخل الخط الأخضر من مدينة أم الفحم نتيجة للأسباب نفسها.
توزيع الشهداء حسب العمر والجنس:
وصل عدد الشهيدات 47 مريضة أي ما نسبته 36.4% من إجمالي عدد المرضى الذين توفوا على الحواجز العسكرية. كما وصل عدد الشهداء من المرضى الذين سقطوا على الحواجز العسكرية من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً 26 شهيداً من بينهم 14 طفلاً أعمارهم تقل عن العام والنصف. وبلغ عدد الشهداء من الكهول والشيوخ الذين تزيد أعمارهم عن ال55 عاماً وسقطوا على الحواجز العسكرية 53 شهيداً ومن بينهم 14 شهيداً تزيد أعمارهم عن 70 عاماً.
إغلاق المعابر:
وقد شمل الإغلاق والحصار الذي فرضته قوات الاحتلال الإسرائيلية المعابر الحدودية التي تربط الأراضي الفلسطينية بالدول الشقيقة المجاورة وجراء ذلك تعرضت حياة آلاف المواطنين المسافرين والعائدين إلى أرض الوطن ومعظمهم من كبار السن والأطفال والنساء والمرضى الذي عولجوا بالخارج إلى الخطر حيث باتوا محرومين من التمتع بأبسط أنواع الخدمات التي تسد أدنى احتياجاتهم الأساسية واضطروا للتعايش مع ظروف مأساوية وغير إنسانية خلال فترات الإغلاق. هذا عدا عن الاحتياجات الخاصة التي لم تكن متوفرة للمرضى الذين أنهوا فترة علاجهم أو أجريت لهم عمليات جراحية مما أدى إلى وفاة 22 مواطن على المعابر نتيجة مضاعفات ألمت بحالتهم الصحية لعدم توفر الخدمات الطبية اللازمة.
نماذج عن ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي على الحواجز العسكرية:
• بتاريخ 25/10/2000 منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيارة إسعاف من نقل المريض أحمد عبد القادر سبيتان البالغ من العمر 62 عاماً من مستشفى الخليل الحكومي إلى مستشفى رام الله رغم معاناته من مشاكل في القلب مما أدى إلى وفاته.
• بتاريخ 05/02/2001 أعاقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المواطنين على حاجز كفر قدوم في قلقيلية لساعات طويلة مما أدى إلى إصابة السيدة خضرة مصطفى البالغة من العمر 55 عاماً بنوبة قلبية توفيت على أثرها.
• بتاريخ 26/02/2001 قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز السيدة ندى أسعد حسني البالغة من العمر50 عاماً وهي أم لثمانية أطفال عند حاجز بيت فوريك في نابلس لساعات طويلة بالرغم من أنها مصابة بجلطة حادة.
• بتاريخ 30/06/2001 منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي والذي يربط المحافظات الجنوبية بجمهورية مصر العربية الشقيقة من دخول المواطنة فاطمة حسن الشرافي البالغة من العمر 64 عاماً من سكان مخيم جباليا شمالي غزة بالرغم من أنها كانت تتلقى العلاج في معهد ناصر بمصر وعند عودتها بقيت تنتظر يومين حتى تدهورت حالتها الصحية وأصيبت بنوبة قلبية فارقت على أثرها الحياة.
• بتاريخ 21/07/2001 أعاقت قوات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز عسكري في نابلس وصول الطفل الرضيع خالد عبد الناصر موسى البالغ من العمر 4 أيام إلى مستشفى رفيديا حيث كان مريضاً وفارق الحياة.
• بتاريخ 01/03/2002 توفيت الطفلتين جميلة وهدى الصفدي البالغتين من العمر 7 و5 أعوام من قرية عوريف إثر منع جنود الاحتلال الإسرائيلي لهما بالمرور على حاجز حوارة بالرغم من أن الطفلتين كانتا قد أصيبتا جراء سقوط حائط المنزل عليهما.
• بتاريخ 05/04/2002 توفي توأم السيدة وجدان إلياس القاضي (أمنة وفاطمة) اللتين لم تتجاوز أعمارهما الأيام نتيجة فرض قوات الاحتلال الإسرائيلي حصار مشدد على مدينة نابلس ومنع سيارات الإسعاف من الوصول بالرغم من حالة الطفلتين الحرجة وحاجتهما الماسة لوضعهما في حضانة طبية في المستشفى.
• بتاريخ 07/04/2002 توفي السيد مبتسم الريماوي البالغ من العمر 60 عاماً من سكان بيت ريما في رام الله حيث كان بحاجة ماسة لنقله للمستشفى ولم يأبه جنود الاحتلال الإسرائيلي لصرخات الاستغاثة التي أطلقها المواطن وعدد من أبنائه بخصوص مرض القلب الذي يلازمه وأمعنوا في تعذيبه وإجهاده وعندما تملكه التعب رفضوا إسعافه ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل رفضوا إعطاء ذويه التصريح بمواراة جثمانه.
• بتاريخ 23/05/2002 توفي أربعة مواطنين في الضفة الغربية وهم: عارف حنني البالغ من العمر 60 عاماً من سكان محافظة نابلس عندما أصيب المواطن بنوبة قلبية أثناء سلوكه طرق فرعية وعرة وعند أحد الحواجز الإسرائيلية المنتشرة في المنطقة رفض جنود الاحتلال الإسرائيلي له السماح بالمرور مما أدى إلى وفاته. والسيدة عائشة علي حسن البالغة من العمر 21 عاما، والسيدة/ وصفية قنديل البالغة من العمر 40 عاماً، والسيدة خاتمة عبد الرحمن البالغة من العمر 37 عاماً وكلهن من سكان محافظة رام الله وتعانيان من فشل كلوي وبحاجة لغسيل كلى.
• بتاريخ 23/09/2002 توفيت الطفلة الرضيعة روان حريزان البالغة من العمر 3 أيام في مستشفى المحتسب التخصصي للأطفال في مدينة الخليل وقد أوضح الطبيب أن الرضيعة روان وصلت إلى المستشفى عند الثامنة والربع. حيث طرأ تغير على صحة الطفلة عند الساعة السادسة صباحاً، وتم الاتصال من قبل ذوي الطفلة بالطبيب المشرف على ولادتها والذي قام بدوره بتحويلها إلى المستشفى غير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة عند حي أبو سنينة، منعت ذوي الرضيعة من مواصلة طريقهم للمستشفى، الأمر الذي اضطرهم إلى سلوك طرق التفافية وعرة عبر التلال المحيطة، مما أدى إلى وفاتها في الطريق. وقد تبين، عقب الفحص الطبي، أن الطفلة كان يمكن إنقاذ حياتها لو وصلت إلى المستشفى في الوقت المناسب.
• بتاريخ 02/03/2003 توفيت المواطنة نجوان الصالحي البالغة من العمر 17 عاماً من سكان مخيم عين بيت الماء في نابلس عندما منعتها السلطات الإسرائيلية من عبور الحدود إلى المملكة الأردنية الهاشمية لتلقى العلاج الطبي اللازم هناك وهي تعانى من مرض خطير في الرئة وفشل كلوي وأجبروها على العودة رغم أنها تحمل تقارير صحية تؤكد حاجتها الماسة لتلقى العلاج.
• بتاريخ 19/08/2003 توفيت السيدة المسنة خضرة عرار البالغة من العمر 74 عاماً من سكان بلدة قراوة في رام الله بعد منعها عند حاجز بيت حنينا من المرور إلى القدس واحتجازها تحت أشعة الشمس الحارة لما يزيد عن ساعة ونصف وهى مسنة ومريضة بالقلب وكانت قد أنهت فحوصات لها في مستشفى رام الله كما أنها أخبرت الجنود أنها ذاهبة لحجز موعد لإجراء عملية جراحية في العين بالقدس واضطرت أن تسلك الطرق الالتفافية الوعرة إلى أن لفظت أنفاسها.
• بتاريخ 13/02/2002 توفيت السيدة سعاد القريناوي البالغة من العمر 62 عاماً من سكان محافظة رفح في قطاع غزة إثر عرقلة قوات الاحتلال الإسرائيلي عند معبر رفح الحدودي إجراءات دخولها إلى القطاع أثناء عودتها من رحلة علاج في مصر وأرغمت على الوقوف أكثر من 5 ساعات داخل المعبر بالرغم أن السلطات الإسرائيلية على علم بالوضع الصحي للمريضة وبأن حالتها لا تسمح بالبقاء دون رعاية كما أنهم لم يسمحوا لطواقم الإسعاف بنقلها من الإسعاف المصري إلى الفلسطيني واجبروها على المشي لمسافة طويلة للانتقال للإسعاف الفلسطيني مما أدى إلي إجهادها خاصة وأنها أجرت عملية جراحية وهى مريضة سرطان دماغي.
• بتاريخ 13/04/2004 توفي المواطن أحمد عبد الرحمن البالغ من العمر 56 عاماً نتيجة إصابته بنوبة قلبية عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بناية الإسراء في حي المخفية جنوب غرب نابلس، ومنع سيارة الإسعاف من الوصول إليه مما أدي لوفاته.
• بتاريخ 11/07/2004 توفي المواطن سليم العامودي نتيجة التأخر بنقله بالسرعة الممكنة إلى مستشفى أريحا بسبب عمليات الإعاقة التي تعرضت لها سيارة الإسعاف التي هرعت لنقله من الجانب الأردني للمعبر. وتمثلت هذه الإعاقة بالتفتيش غير المبرر للسيارة على بوابات العبور وتأخير السيارة بحجة عدم وجود المسئولين عن منح تصاريح العبور كما منعوا ضابط الإسعاف أثناء عمليات التفتيش من البقاء في السيارة لمتابعة حالة المريض الحرجة ونتيجة لهذه الممارسات اللاإنسانية استغرقت عملية نقل المريض نحو ساعتين وفي المستشفى مما أدى لوفاته.
• بتاريخ 24/11/2004 توفي المواطن حسن عبد الله رمضان البالغ من العمر 70 عاماً عند حاجز بيت ايبا العسكري غرب نابلس حيث تعرض للإصابة بجلطة عند الساعة العاشرة صباحاً وتم نقله بسيارة عمومية والالتفاف عشرات الكيلومترات عبر حاجزي صرة وبيت أيبا وقام جنود الاحتلال بتفتيش وفحص الأوراق الثبوتية، وقد توفي المواطن هناك قبل التمكن من اجتياز الحواجز حيث استغرقت عملية نقله إلى المستشفى نحو ساعة وربع توفي خلالها. مع العلم أن قرية تل لا تبعد عن مدينة نابلس أكثر من 4 كيلومترات ولكن الوصول إلى المدينة يتطلب اجتياز أكثر من ثلاثين كيلو مترا والمرور عبر حاجزين عسكريين إسرائيليين دائمين إضافة إلى حواجز أخرى متنقلة.
• بتاريخ 20/01/2005 أعلن عن استشهاد 7 مواطنين من سكان قطاع غزة على معبر رفح الحدودي وجميعهم من المسنين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 – 70 عاماً وذلك بعد تفجر أزمة معبر رفح الحدودي الذي قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاقه لمدة 40 يوماً متواصلاً (من تاريخ 12 كانون الأول/ ديسمبر 2004 وحتى تاريخ 20 كانون الثاني/ يناير 2005).
• بتاريخ 27/04/2005 توفيت المواطنة فاطمة أبو عبيد البالغة من العمر 55 عاماً من سكان حي البرازيل في رفح جنوب قطاع غزة، واستشهدت عندما كانت في طريقها للعلاج في مصر، وذلك بعد خروجها من جهاز التفتيش الإشعاعي بـ 15 دقيقة على معبر رفح الحدودي، بسبب دخولها غرفة الأشعة التي وضعتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لتفتيش المواطنين.
منع المرضى من متابعة علاجهم رغم اتفاقية شرم الشيخ:
بالرغم من إبرام السلطة الوطنية الفلسطينية هدنة مع الجانب الإسرائيلي في شرم الشيخ بتاريخ 08 شباط/ فبراير 2005. إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لازالت تضع الحواجز العسكرية المتنقلة بالإضافة إلى الحواجز الثابتة وواصلت معاملة المواطنين الفلسطينيين عند الحواجز العسكرية بطريقة لا إنسانية ومنع أو إعاقة وصول سيارات الإسعاف إلى المرضى ونقلهم إلى المستشفيات ودون مبرر، وإغلاق المعابر الحدودية لفترات طويلة وقد قام مركز المعلومات لوزارة الصحة برصد الانتهاكات الإسرائيلية ضد القطاع الصحي والمواطنين الفلسطينيين ومنعهم من متابعة علاجهم في مستشفيات المحافظات الشمالية أو داخل الخط الأخضر وهذه بعض النماذج:
فبراير/ شباط 2005
- اعترض جنود الاحتلال في الخليل بمنطقة السهلة، سبيل سيارة إسعاف تابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أثناء توجهها إلى حي أبو سنينة في البلدة القديمة في مدينة الخليل، لإسعاف فتىٍ فلسطينياً يبلغ من العمر 15 عاماً بعد إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي. وبعد مرور ساعتين من الانتظار، تم استلام الفتى الفلسطيني من الجيش الإسرائيلي دون تقديم الإسعاف له، وكانت نبضات قلبه متوقفة، في الحال أسرع الطاقم الطبي الفلسطيني بنقل الفتى إلى أحد المستشفيات الفلسطينية في مدينة الخليل، وفي المستشفى تم الإعلان عن وفاته على الفور.
- وضعت السيدة نفين خليل البالغة من العمر 24 عاماً من كفر عقب مولودها عبد الله على حاجز قلنديا العسكري بين رام الله والقدس، حيث كانت متوجهة إلى القدس استعداداً للولادة في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني وبسبب الحواجز العسكرية والشعور بآلام المخاض الشديدة توجهت إلى رام الله لاختصار الوقت والمسافة وبسبب الحواجز والتأخير اندفعت مشياً على الأقدام نحو السيارات في المقدمة على أمل الوصول إلى المستشفى بسرعة ولكن فاجآها المخاض داخل السيارة.
مارس/ آذار 2005
- في نابلس اعترض جنود الجيش الإسرائيلي سبيل سيارة إسعاف، على حاجز متنقل بالقرب من مستوطنة عيلي، جنوبي مدينة نابلس، وذلك أثناء توجهها لنقل مريض إلى أحد المستشفيات الفلسطينية في مدينة القدس، وبدون أي سبب يذكر بدأ أحد الجنود بالصراخ على الطاقم وتوجيه الشتائم، كما قام بالهجوم على السائق وضربه بسلاحه على رأسه، و أجبره على الرجوع إلى أخر نقطة في صف السيارات المحجوزة على الحاجز، وبعد مرور 15 دقيقة سمح للطاقم بالمرور.
- منعت قوات الاحتلال الإسرائيلية عند الحاجز العسكري في قلقيلية طاقم العيادة المتنقلة التابع للإغاثة الطبية من دخول قرية رأس طيرة المحاصرة لتقديم العلاج لسكانها إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة من الإدارة المدنية.
أبريل/ نيسان 2005
- اعترض جنود الاحتلال الإسرائيلي المتواجدون على حاجز بيت ايبا في قلقيلية، سبيل سيارة إسعاف، كانت متوجهة إلى المستشفى الوطني في مدينة نابلس، وذلك لنقل مريض يبلغ من العمر 87 عاماً، يعاني من وجود ماء على الرئة، ونظراً لحالة المريض الصحية السيئة والحاجة إلى نقله السريع إلى المستشفى، فقد قام السائق بإعطاء إشارة إلى الجنود باستخدام الزامور والسماعة، واستمرت محاولة المرور للحاجز عدة مرات ولكن لم يستجب أحد من الجنود، وأثناء ذلك ساءت حالة المريض وتوقف القلب والنبض، حيث قام الطاقم بمحاولة عمل اللازم وإجراء تنفس اصطناعي، لكن دون جدوى، وعندما سمح لسيارة الإسعاف بالمرور بعد حوالي 20 دقيقة، تم نقل الحالة إلى المستشفى الوطني، حيث تم الإعلان لاحقاً عن وفاة المريض.
- أدت الإجراءات الإسرائيلية القاسية على الحواجز الإسرائيلية ومنع المواطنين من المرور، إلى إجهاض السيدة ابتسام أحمد اللحام تبلغ من العمر 37 سنة وهي حامل بالشهر السادس، حيث تم إعاقة سيارة الإسعاف التي كانت تقلها على حاجز التفاح جنوب غزة لمدة ساعة كاملة، حيث كانت تعاني من ألم شديد ومن نزيف حاد، ولم يكترث الجنود المتواجدين على الحاجز لحالتها، وبقيت تنزف حتى أجهضت.
مايو/ أيار 2005
- قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإعاقة سيارة إسعاف تقل طفلاً بحالة خطيرة لمدة ساعة ونصف عند حاجز جيلو.
- قام جنود الاحتلال باعتراض سيارة إسعاف تقل مريضة مسنة لمـدة ساعة، كما احتجزوا هوايات الطاقم الطبي والمريضة بشرط إيصالها إلى المستشفى خلال مدة ثلث ساعة.
يونيو/ حزيران 2005
أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدة حواجز عسكرية جديدة في منطقة العقبة شمال طوباس وعلى مدخل بلدة طمون جنوب شرق طوباس وعلى طريق وادي الباذان في جنين وبالقرب من بلدة كفر ثلث شرق قلقيلية وعلى مختلف المفترقات والطرق المؤدية إلى مدينة طولكرم وفي مدينة الخليل وبلدات يطا ودورا وبني نعيم جنوب شرق الخليل وعلى مداخل البلدات في مدينة القدس، وشهد معبر رفح الحدودي في قطاع غزة العديد من عمليات الإغلاق.
- منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي دخول ثلاث سيارات إسعاف والمرضى الموجودين بها رغم أن جميع المرضى من السيدات والأطفال.
- منعت المريض إسماعيل عاشور 45 عاماً وهو مريض قلب ويحتاج للقسطرة من العبور من معبر رفح.
- ماطل الجانب الإسرائيلي بالموافقة لمرضى القلب ومن الذين ينتظرون الرد طيلة أسبوع للرد وهم كلاً من: 1. جمعة طومان 55 سنة مريض مقعد، 2. سعود محمد أبو فول 45 عاما ًمريض أورام
- في تاريخ 26 حزيران منعت دخول السيدات اللواتي تتراوح أعمارهم بين 35 – 50 عاماً من دخول المعبر.
-• منع الجانب الإسرائيلي مواصلة العلاج والمتابعة للمريض/ محمد يزيد الناظر البالغ من العمر 18 عاماً وهو مريض سرطان دم وأمراض أخرى بالرغم من السماح له عشرات المرات بالمرور.
- منع الجانب الإسرائيلي المريض رباح عابد البالغ من العمر 42 عاماً ومصاب بعدة كسور وأجريت له عمليات جراحية للعظام في تل هاشومير وتحسنت حالته الصحية منع من السفر ومتابعة العلاج رغم وجود تصريح معه وموعد بالعيادة الخارجية.
يوليو/ تموز 2005
احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي طاقماً طبياً تابعاً للجمعية العلمية واعتدت على أفراده واعتقلت الصيدلانية المرافقة على حاجز زعترة بالقرب من نابلس وأقامت عدة حواجز عسكرية في محيط بلدتي طوباس وطمون على الطريق التي تصل بين قريتي الفارعة و الباذان وعلى مفترق علار- زيتا شمال مدينة طولكرم. وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح الحدودي في قطاع غزة ومنعت أكثر من 50 مريضاً من السفر لاستكمال علاجهم خارج قطاع غزة، خلال الفترة الواقعة بين 07/07/2005 – 22/07/2005 حيث اضطر بعض المرضى للانتظار أكثر من 4 ساعات على المعابر والحواجز العسكرية، مثل:
-• المريض سامر سهيل أبو سمرة (5 سنوات) من الشجاعية، والذي تم إحضاره من مستشفى "سوروكا" في بئر السبع في أراضي 1948، واضطرت سيارة الإسعاف إلى الانتظار طيلة 3 ساعات قبل أن يسمح له بالدخول.
- المريض أحمد يعقوب عزيز (55 سنة) والذي تم تحويله للعلاج في مستشفى معهد ناصر في جمهورية مصر العربية، واضطر للانتظار في المعبر 4 ساعات رغم حالته الحرجة التي لا تسمح بذلك.
كما أن هناك الكثير من المرضى الذين منعتهم سلطات الاحتلال من السفر للعلاج، بالرغم من أنه تم التنسيق لهم عدة مرات وسبق لهم العلاج في إسرائيل، وهذه بعض الأمثلة:
- الطفلة إسراء طلعت النجار 12 سنة معسكر النصيرات تعاني من سرطان الدم – تحت العلاج منذ شهرين رفض الاحتلال منحها التصاريح اللازمة لاستكمال علاجها عدة مرات.
- فايزة عاشور 35 سنة بيت لاهيا تعاني من سرطان الغدة منعت من السفر عشرات المرات رغم أنها قد حصلت علي علاج قبل عام وبشكل دوري داخل الخط الأخضر.
- الطفل عبد الله كمال جوده 3 سنوات يعاني من سرطان الدم وهو تحت العلاج والمتابعة بقسم أمراض الدم والسرطان في تل هاشومير وهو تحت العلاج منذ الولادة، يمنع الجانب الإسرائيلي مرافقته من قبل والده ووالدته، وبهذا يفقد الطفل الاستمرار في العلاج علما بأنه تم تحويل ملف علاجه للطبيب المختص في مركز الأورام في حيفا.
- دعاء أكرم حرز الله 21 سنة تعاني من سرطان الدم، منعت من السفر داخل الخط الأخضر علما بأنها عولجت عدة مرات في تل هاشومير.
- يونس عمر جميل عابد 16 سنة يعاني من سرطان في الأوعية اللمفاوية والغدد اللمفاوية تحت العلاج منذ 2003، ومنذ يونيو 2005 ورفض تصريحه أربعة مرات أخر مرة بالعلاج في تل هاشومير وبتصاريح متصلة ودورية حتى 02/02/2005 ، ونصح من قبل طبيبه بالراحة لمدة أربعة شهور وبهذا يكون قد فقد استكمال علاجه ومتابعته.
- المريضة صباح أبو مراحيل /النصيرات /53 سنة تعاني من جلطة بالقلب وأمراض مختلفة منع من المتابعة في مستشفي أخلف.
- صباح أحمد أحمد 45 سنة بيت حانون سرطان بالدماغ والمخ وقد تلقت العلاج سابقاً في إسرائيل مستشفي اسوتا وعمل لها عشرات الجلسات بالأشعة العميقة وثم رفضها من تاريخ 29/06/2005 وكذلك 03/07/2005 .
- الطفل أنس أبو ضلفة 6 سنوات غزة – التفاح يعاني من الفشل الكلوي ومجري له عمليات جراحية بالمسالك البولية بمستشفي تل هاشومير – رفض عدة مرات ومعه المرافقين لاستكمال العلاج.
- عطاف حسن صلاح 40 سنة جباليا مريضة بالأوعية الدموية تم رفضها أربعة مرات متتالية وعدم السماح بالسفر للعلاج وقد سافرت قبل ذلك .
- وفاء جابر شعت 35 سنة خانيونس مريضة أورام وقد قدم لها العلاج بالمستشفيات الإسرائيلية ويوجد لها ملف بذلك وبدأت العلاج إلا أن الأمن الإسرائيلي يمنعها منذ أسبوعين لاستكمال العلاج.
- الطفل يونس جلال الحلاق 3 سنوات غزة- الشاطئ تحت العلاج عشرات المرات ويعاني من أمراض الجهاز البولي والعيوب الخلقية وأجريت له عدة مرات عمليات جراحية في مستشفي إيخلوف منع من العلاج واستكمال بروتوكولات المتابعة ومعه أهله وهو في حالة سيئة جداً.
- ياسمين عماد كريزم 12 سنة الشاطئ تعاني من اضطرابات وفشل كلوي وتضخم بالكلي منعت مع الأهل أكثر من ثلاثة مرات وهي بحاجة ماسة للعلاج لعدم وجود إمكانية بالوزارة.
- ناهض فتحي أبو صافي 45 سنة الزيتون رفض أكثر من عشرة مرات للعلاج والمتابعة علما بأنة تلقي خدمة طبية مبيت وعلاج سابقاً.
- فايزة محمد عاشور 30 سنة من سكان بيت لاهيا تعاني من إصاباتها بالسرطان
-• نسرين فتحي أبو دلال 28 سنة من سكان النصيرات تعاني من إصابتها بالسرطان
- علاء حكمت طه 25 سنة من سكان معسكر الشاطئ يعاني من سرطان الدم ومنع أكثر من 4 مرات من السفر، يحتضر وفي طريق الموت.
- محمد يزيد زهير الناظر 16 سنة من سكان الرمال في مدينة غزة يعاني من إصابته بمرض السرطان.
- مصطفى محمود الحلو 35 سنة من سكان مدينة غزة يعاني من إصابته بمرض السرطان وهو في حالة ميئوس منها ( سرطان عظام ).
- عبير مصباح أيوب 27 سنة من سكان جباليا وتعاني من مرض سرطان دم.
- هبة سلمان الجرجاوي 30 سنة من سكان غزة-الدرج.
- وفاء جابر شعث رفضت عدة مرات ومعها (سرطان الرحم).
بيد أن سلطات الاحتلال كانت تماطل في منح الموافقة بالمرور للعلاج داخل الخط الأخضر لبعض المرضى دون إبداء الأسباب ومنهم:
• ديب سمير تكفة، الذي يعاني من إصابات شديدة وتهتك في الوجه والأنف والأذن والحنجرة.
• صلاح سالم أبو مصطفى، الذي يعاني من شلل نصفي.
• فاطمة محمد المصري، وتعاني من حالة قلبية وبحاجة للقسطرة.
• محمد خليل حمادة، الذي يعاني من السرطان في الصدر والشعب الهوائية.
• وسام علي أبو دقة، الذي يعاني من ورم في الدماغ وشبه غيبوبة.
• هدى حسني السوسي، التي تعاني من ورم بالثدي.
وفي إعادة قوات الاحتلال الإسرائيلية احتلال مدن الضفة الغربية منذ بداية عام 2002 واعتداءاتها وتوغلاتها المتكررة في قطاع غزة فإن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة مازالت حسب القانون الدولي مناطق واقعة تحت الاحتلال.
وإن الالتزام القانوني لإسرائيل كقوة محتلة للأراضي الفلسطينية يتطلب تطبيق أحكام اتفاقية جنيف الرابعة تطبيقاً فعلياً حتى زوال الاحتلال بشكل نهائي عن كافة الأراضي الفلسطينية. هذا ما أكد عليه البيان الصادر عن مؤتمر الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الذي عقد في جنيف بتاريخ 05/12/2001 والذي جاء فيه "إن الدول المتعاقدة تعبر عن عميق قلقها من تدهور الوضع الإنساني للمدنيين وخاصة الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وتعتبر الانتهاكات الإسرائيلية كالمعاملة اللاإنسانية والاعتداء على الكرامة، ضد المواطنين الفلسطينيين من الانتهاكات الجسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة بشأن المدنيين زمن الحرب لسنة 1949. وقد اعتبرت المادة الخامسة من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف لسنة 1977, والمتعلق بحماية ضحايا المنازعات المسلحة الدولية، إن الانتهاكات الجسيمة للاتفاقية وللبروتوكول تعد جرائم حرب.
المصدر: مركز المعلومات/ وزارة الصحة