صناعة الجلـود والأحذيـة

 

عانـى قطـاع الجلـود والأحذيـة الفلسـطينية، الـذي يتركـز فـي غالبيتـه فـي محافظـة الخليـل، مــن ســوء الظــروف الاقتصاديــة وعــدم الاســتقرار؛ إذ شــهد عصــره الذهبــي فــي الأعوام مــن 1975 إلــى 2000، إلا أنــه تعــرض إلــى تراجــع مســتمر منــذ ذلــك الحيــن وبشــكل متسارع لعــدة أســباب، أبرزهــا الواقــع السياســي والإقتصــادي، علاوة علــى المنافســة غيــر العادلة مع البضائــع المســتوردة مــن شــرق آســيا؛ نظــرًا لانخفــاض أســعارها رغــم افتقارها إلى لجودة. وقــد أدت هــذه العوامــل إلــى انخفــاض عــدد ورش العمــل فــي هــذا القطاع من 1000 ورشة تشغل أكثر من 30000 عامل (بشكل مباشر وغير مباشر) في عـام 2000 إلـى حوالـي 230 ورشـة عمـل توظـف فـي الوقـت الحاضـر أقـل مـن 2500 عامـل.

تعمــل الشــركات الصغيــرة والمتوســطة المنتجــة للأحذيــة فــي ورش صغيــرة فــي الخليــل مـزودة بـأدوات تقليديـة أساسـية جيـدة إلـى حـد مـا. ويمتـاز القطـاع بطبيعتـه الحرفية التــي تشــكل عنصــر قــوة لــه فــي الأسواق ذات الأســعار المتوســطة والعاليــة، وخاصــة فــي حـال اسـتجاب لاحتياجـات السـوق والأذواق وبالجـودة الملائمـة للطلـب فـي هذه الأسـواق.

وتتصـف المنشـآت العاملـة فـي هـذا القطـاع بالملكيـة العائليـة والتـوارث بيـن الأجيال بشـكل ملحـوظ. وعـادة مـا يمـارس المالكـون أدوارهـم كمـدراء للإنتـاج ومراقبيـن للجـودة ومسـؤولي تســويق وربمــا مشــترين للمــواد فــي آن واحــد. إلا أن المعرفــة التقنيــة بالعمليــات (عناصــر الســوق ومتطلباتــه، المتغيــرات، جوانــب الجــودة وغيرهــا مــن عوامــل الإنتــاج والتســويق) ضعيفـة؛ لأن العامليـن فـي هـذه الـورش لـم يحصلـوا علـى التعليـم أو التدريـب المناسـب فـي اختيــار المــواد المســتخدمة فــي صناعــة الأحذيــة، كمــا التصميــم وصناعــة النمــاذج، وكذلــك اســتخدامات التكنولوجيــا الحديثــة و/ أو إدارة الإنتــاج.

وتتلخـص التحديـات الفنيـة الرئيسـية لصناعـة الجلود والأحذية الفلسـطينية فـي عدم المعرفة بخصوصيات صناعة الأزياء والتكنولوجيا الإنتاجية المتطورة، وفقدان مهارات تطوير المنتجات، وغيـاب آليـات ضمـان الجـودة فـي مختلف أنحاء سلسـلة القيمة وبدرجـات متفاوتة.

ويبيــن الجــدول أدنــاه أبــرز نقــاط القــوة والضعــف، وكذلــك الفــرص والتحديــات لهــذا القطــاع فــي محافظــة الخليــل

نقاط القوة

نقاط الضعف

- وجود عدد كاف من المنشآت المستهدفة في المنطقة الجغرافية ورأس المال متوفر للتشغيل والتوسع.

- معظم عناصر سلسلة القيمة الإنتاجية متاحة محليا. عبر الاستيراد المباشر أو عبر وسطاء.

- توفر المدابغ المحلية وتوفر موردي المواد الخام المحلية.

-القرب الجغرافي بين المنشآت.

- قوة الخدمات اللوجستية للصادرات.

- السمعة الجيدة للمنتجات في السوق المحلية.

- توفر بعض المصممين المهرة.

- انخفاض معدل دوران القوى العامل.

- المرونة والقدرة على إنتاج جميع أنواع الأحذية.

- انخفاض مستوى التعليم للعاملين في سلسلة

القيمة.

- فهم محدود للجودة وعدم كفاية نظام الإدارة

العامة.

- عدم كفاية وفعالية التسويق والعلامات

التجارية

- عدم الدراية الكافية بعمليات تقدير التكاليف

والتسعير وغياب نظم الإدارة المالية السليمة في المنشآت العاملة.

الفرص

تهديدات

- تزايد مؤشرات الانتعاش في الصناعة من خلال عودة الورش للعمل والاستثمار في التصميم والتكنولوجيا.

- وجود منظمات دعم الأعمال (HFLI,HCCIA).

- اتفاقيات الحكومة للتوسع نحو السوق العربي والأسواق الإقليمية.

- تنامي السياسة العامة تجاه دعم المنتجات الوطنية.

- القدرة على التعاون العمودي بين مختلف عناصر سلسلة القيمة وأفقيا مع القطاعات التكميلية.

- صدور التعليمات الفنية الإلزامية (الفحص الفيزيائي)

- انخفاض مستوى التعليم للعاملين في سلسلة

القيمة.

- فهم محدود للجودة وعدم كفاية نظام الإدارة

العامة.

- عدم كفاية وفعالية التسويق والعلامات

التجارية.

- عدم الدراية الكافية بعمليات تقدير التكاليف

والتسعير وغياب نظم الإدارة المالية السليمة في المنشآت العاملة.

المصدر: وزارة الاقتصاد (العنقود الصناعي 2021-2023)

 

تأثير أزمة كورونا على الصناعة: مصانع الأحذية الجلدية في الخليل فقدت 80% من قدرتها الإنتاجية في المدينة، بسبب أزمة جائحة كورونا التي عصفت في البلاد، وأدت إلى إغلاق العديد من الورشات التشغيلية في هذا المجال؛ فأدت إلى تسريح نحو 1500 شخص يعملون في قطاع الأحذية، بسبب انخفاض قدرتها الإنتاجية لـ 20% فقط.

كما أثرت الجائحة على التصدير من فلسطين إلى العالم؛ إذ تسببت في غلق خطوط التصدير إلى الدول العربية والأوروبية وأمريكا؛ ما انعكس سلبًا على عمل المصانع في الخليل.

الدورات التدريبية متوقفة منذ البدء بتفشي فيروس كورونا في فلسطين، إضافة إلى غزو الأحذية المستوردة من الصين للأسواق الفلسطينية، وهو ما أثَّر سلبًا على المنتج المحلي.

 

المصدر: (اتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية) 2021