تفتقر فلسطين إلى وجود النفط في أراضيها بكميات يمكن الاعتماد عليها في توليد الكهرباء وتشغيل المصانع والآلات الزراعية ووسائل النقل وغيرها. وتعد هذه المشكلة من أهم مشكلات التصنيع في فلسطين؛ فما تم اكتشافه حتى الآن ليس ذا قيمة تجارية، ولا يغطي تكاليف استخراجه. فحتى اليوم لم يكتشف النفط الخام؛ لكن من الممكن اكتشافه لأن الصخور التي تبنى منها طبقات النفط في مناطق الشرق الأوسط هي نفس صخور فلسطين إلا أن موقعها عميق جدًا.
اكتشف النفط للمرة الأولى في فلسطين عام 1955 في منطقة عسقلان، ولم يستخرج لأن الكمية المكتشفة قليلة.
الطاقة المتجددة:
نتيجة لإسراف الإنسان في استخدام مصادر الطاقة وما نتج عنه من تلوث بيئي وآثار سلبية قريبة وبعيدة المدى وتهديد للحياة على سطح الأرض؛ شكلت الأمم المتحدة عام 1983 لجنة خاصة باسم "اللجنة الدولية حول البيئة والتنمية".
وقد أنهت اللجنة عام 1987 عملها بوضع توصيات دعت إلى انتهاج طرق جديدة في التنمية أسمتها "التنمية المتزنة"، ومن أهم مبادئها إيجاد مصادر آمنه للطاقة غير مضرة بالبيئة، وذات مردود اقتصادي، عرفت لاحقًا بـ"الطاقة المتجددة"؛ ويقوم مبدؤها على استغلال مصادر طبيعية للطاقة موجودة باستمرار لا تتناقص ولا تترك آثارًا سلبية، ومن أهم هذه المصادر:
1- الطاقة الشمسية: تستعمل اليوم لتسخين المياه في الحمامات الشمسية وفي مصانع الأملاح لتبخير المياه، وفي توليد الكهرباء في العديد من دول العالم، لكنها اليوم لا تنافس الطرق الأخرى المعروفة في توليد الكهرباء؛ نظرًا لتكلفتها العالية وطاقتها الإنتاجية المحدودة؛ غير أنها تعتبر ذات قيمة كبيرة لتوليد الكهرباء للمناطق النائية، كمراكز المراقبة والحدود والأبحاث والمزارع البعيدة القرى الصغيرة النائية حيث لا يتوفر مصدر آخر للطاقة الكهربائية. فمثل هذه المناطق تحتاج إلى الإنارة وتشغيل الأجهزة الكهربائية وضخ المياه الجوفية، وغيرها من الأغراض؛ ما يحتم ضرورة استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء.
وفي الأردن أقيمت محطات تجريبية كثيرة لتوليد الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية؛ ويعقد على هذه المحطات آمال كبيرة لحل مشكلة الطاقة في المزارع والمناطق النائية.
وفي بلادنا أيضًا يمكن الاعتماد على الطاقة الشمسية؛ نظرًا لصيفها الطويل ذو الشمس الساطعة فقد كانت أول تجربة في عام 1955م، حين أقام "المركز الوطني للمصادر المتجددة" تجربة إنارة العيادة الطبية لقرية كفر جمال (قضاء طولكرم) بالطاقة الشمسية.
طاقة الرياح: استخدمت قديمًا دواليب الهواء لطحن الحبوب وسحب المياه للري، وكانت الطاقة الوحيدة المتوفرة؛ ولكن مع اكتشاف الآلة البخارية؛ فقدت طواحين لهواء أهميتها وأهملت وتحولت إلى ذكرى.
قطاع الطاقة فلسطين
يتكون قطاع الطاقة في فلسطين من ثلاثة قطاعات فرعية هي: الكهرباء، والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وقطاع الهيدروكربون (الغاز والبترول)؛ بحيث تشرف سلطة الطاقة والموارد الطبيعية على الكهرباء والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة؛ بينما تشرف الهيئة العامة للبترول التي تم تأسيسها عام 1995 على قطاع الغاز ومشتقات البترول. وقد تم ضمها تحت مظلة وزارة المالية، بقرار صادر عن مجلس الوزراء عام 2008.
ويختلف قطاع الطاقة في فلسطين عن مثيلاته في الدول المجاورة من عدة جوانب أهمها: التأثير الواضح للوضع السياسي الراهن المتمثل في استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والذي يعيق تنفيذ معظم خطط الحكومة الفلسطينية في تطوير وتنمية هذا القطاع، وعدم القدرة على استغلال مصادر الطاقة المحلية، وقلة الموارد المالية الضرورية لتنمية القطاع، خاصة في مجال الإنتاج المحلي للطاقة؛ إضافة إلى انعدام التواصل الجغرافي بين شقي الوطن (الضفة الغربية، وقطاع غزة(.
وتبذل سلطة الطاقة والموارد الطبيعية منذ تأسيسها عام 1995 جهوداً كبيرة في تطوير وتنمية هذا القطاع الحيوي المهم، من خلال: تنفيذ مشاريع إيصال التيار الكهربائي إلى المناطق الفلسطينية، وتأهيل وتطوير شبكات التوزيع، وإعداد الأطر القانونية والتشريعات والنظم الضرورية لتطوير القطاع، وبناء وتفعيل المؤسسات اللازمة لإدارة وتطوير وتشغيل القطاع، بما فيها شركات توزيع الكهرباء والشركة الفلسطينية لنقل الكهرباء؛ إضافة إلى إعداد الخطط والإستراتيجيات اللازمة لتنمية وتطوير وتوحيد مكونات القطاع، ورفعها إلى الحكومة لإقرارها.
وتعتمد فلسطين بشكل عام على استيراد مصادر الطاقة من إسرائيل؛ كما تقوم باستيراد جزء بسيط من ومصر والأردن؛ بالإضافة إلى ما يتم انتاجه من محطة توليد كهرباء غزة، ويشكل % 7 من إجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة محلياً.
وفيما يخص مصادر الطاقة المتجددة، فما زالت تستغل بشكل أساسي في تسخين المياه من خلال اللواقط الشمسية المركبة على أسطح المنازل، واستخدام الحطب والجفت لأغراض التدفئة، والتي تشكل ما يقارب % 18 من إجمالي ميزان الطاقة في فلسطين. وتسعى الحكومة الفلسطينية إلى توسيع استغلال مصادر الطاقة الشمسية في إنتاج الكهرباء؛ حيث تم اعتماد إستراتيجية وطنية لذلك، ويتم تنفيذها حالياً؛ ولكن بشكل بطيء بسبب غياب السيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية نتيجة الاحتلال الإسرائيلي الذي يعيق تنفيذ هذه الخطط، وخاصة في المناطق المسماة "ج".
2- طاقة المياه: من أهم وسائل توليد الكهرباء في الدول التي تملك الشلالات والسدود اللازمة. أما في بلادنا فإمكانية استعمالها محدود نظرا لعدم وجود أنهار ذات تدفق كبير أو شلالات كبيرة. لكن في حالة تنفيذ "مشروع قناة البحرين" (الواصلة بين المتوسط والميت)، ونظرًا لفارق الارتفاع بينهما(400)؛ أو قناة البحر الأحمر/الميت- ستنشأ مناطق ذات سرعة تدفق قوية للمياه سيجري فيها توليد الكهرباء بطاقة المياه.
3- طاقة الغاز الحيوي: وذلك بوضع النفايات العضوية بكافة أشكالها (من مخلفات الإنسان والحيوان ومصانع الألبان والمنتجات الغذائية والمزارع والمنازل، وغيرها) في حجرة مغلقة معزولة عن الهواء، حيث تقوم البكتيريا اللاهوائية بتحويل المركبات العضوية إلى مركبات أبسط منها؛ وينتج عن ذلك غاز الميثان الذي تمثل نسبته 70% من مجموع الغازات الحيوية المتكونة، ويمكن استخدامه في مصابيح الغاز أو كبديل لأسطوانات الغاز المستعملة حاليًا للأغراض المنزلية، كما يمكن استخدامه كبديل للوقود في توليد الكهرباء.