اجتماعات وبيانات المجلس الثوري لحركة "فتح" لعام 2008

البيان الختامي للمجلس الثوري لحركة فتح 13  كانون الثاني 2008 رام الله الدورة الرابعة والثلاثين

دورة وحدة الوطن - دورة الشهيد فؤاد البيطار

أولاً: الوضع في قطاع غزة

 يؤكد المجلس الثوري إدانته الكاملة للحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر ضد أهلنا وشعبنا في قطاع غزة، ويطالب المجلس برفع هذا الحصار الظالم وفتح المعابر الدولية وتمكين شعبنا من ممارسة حياته العادية وحرية العبور والتنقل للبضائع والأفراد؛ حيث أدى هذا الحصار إلى شل الاقتصاد الوطني وتدمير المصانع والمنشآت في عموم قطاع غزة. ويؤكد المجلس على الموقف الوطني الذي أعلنه الأخ الرئيس أبو مازن في الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاقة فتح؛ حيث أعلن الأخ الرئيس فتح صفحة جديدة لتعزيز وحماية وحدتنا الوطنية. وضرورة تراجع حركة حماس عن الانقلاب كمدخل ضروري لاستئناف الحوار الوطني الشامل الذي يجمع كافة القوى والفصائل وصولاً إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة على أساس القواسم الوطنية المشتركة والحرص على الوحدة الوطنية.

وأكد المجلس دعمه الكامل للجنة القيادية لحركة فتح في قطاع غزة، وأدان الممارسات اللاأخلاقية ضد قيادات وكوادر حركة فتح في غزة واقتحام مقراتها وسرقة محتوياتها، وكذلك العمل المشين ضد المناضل إبراهيم أبو النجا، عضو المجلس الثوري ورئيس لجنة المتابعة للفصائل والقوى في قطاع غزة. وعبر المجلس الثوري عن دعمه الكامل لهيئة العمل الوطني في قطاع غزة والتي تضم كافة القوى والفصائل الوطنية، كما أكد المجلس على ضرورة توفير كافة أشكال الدعم لأهلنا في قطاع غزة وصرف الرواتب لجميع العاطلين في السلطة الوطنية، سواء في الإدارات أو الأجهزة الأمنية دون تأخير ودون تمييز. 

ثانياً: المؤتمر العام السادس للحركة

 أكد المجلس الثوري على ضرورة مواصلة الجهود لعقد المؤتمر العام السادس للحركة بما يعزز وحدتها ودورها القيادي على الصعيد الوطني، وأكد على ضرورة الإسراع في عقد مؤتمرات الأقاليم في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف والخارج لانتخاب لجان الأقاليم ومندوبي المؤتمر العام، ودعا المجلس الثوري اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس برئاسة الأخ أبو ماهر إلى استئناف اجتماعاتها، فوراً لتحضير وثائق المؤتمر وعرضها على القواعد والإطارات الحركية، للاطلاع عليها تمهيداً للمؤتمر العام السادس، ودعوة اللجنة المركزية للاجتماع ومواكبة عمل اللجنة التحضيرية وإقرار البرامج والوثائق. 

ثالثاً: المؤتمرات الدولية وزيارة الرئيس بوش

شهد العام الماضي مؤتمرات دولية هامة هما أنابوليس وباريس لدعم حق شعبنا في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وقد حضر ممثلو خمسين دولة المؤتمر الدولي في أنابوليس في الولايات المتحدة، كما حضر مؤتمر باريس لدعم الدولة الفلسطينية تسعون دولة؛ حيث جرى التعهد بجمع مبلغ 7.4 مليارات دولار لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة خلال ثلاث سنوات، وجاءت زيارة الرئيس الأميركي للشرق الأوسط واجتماعه مع الأخ الرئيس أبو مازن لتؤكد بدورها على مركزية القضية الفلسطينية وضرورة التحرك الدولي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية. ويدعو المجلس الثوري الرئيس بوش إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وبقرارات مجلس الأمن 242 و338 التي تؤكد على حتمية الانسحاب الإسرائيلي الكامل والشامل من الأراضي الفلسطينية والعربية إلى خط الرابع من حزيران عام 1967.  كما يدعو المجلس الثوري الرئيس بوش إلى إلغاء قرار الكونغرس بشطب نصف المساعدات للشعب الفلسطيني. إن  هذا التحرك الدبلوماسي والمؤتمرات الدولية قد أسقطت الذرائع الإسرائيلية بعدم وجود شريك فلسطيني للتفاوض معه، ولابد من مواصلة العمل على الصعيد العربي والدولي لمواصلة الضغط على إسرائيل للرضوخ للشرعية الدولية، وصولاً إلى عقد مؤتمر دولي وبرعاية دولية لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويؤكد المجلس على دعوة الاتحاد الروسي لعقد المؤتمر الدولي الثاني لقيام الدولة الفلسطينية ويدعو إلى المشاركة الدولية الواسعة لإنجاح هذا المؤتمر. 

رابعاً: تعزيز وتفعيل منظمة التحرير

 يؤكد المجلس أن تعزيز منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني هو مهمة أولى وأساسية لحركتنا "فتح" لقطع الطريق على المحاولات المحمومة لسرقة قرارنا الوطني. ويعتبر المجلس دعوة المجلس المركزي والتحضير لدعوة المجلس الوطني الفلسطيني خطوة هامة لتعزيز المنظمة ودورها ودوائرها في مختلف المجالات. 

خامساً: إدانة الدعوة للمؤتمر في دمشق

إن المجلس الثوري يدين كافة المحاولات الانشقاقية والانقلابية والخروج على الشرعية الوطنية التي تقوم بها حركة حماس لإعطاء الشرعية للانقلاب في قطاع غزة، إن هذا المؤتمر لا يخدم سوى بقاء الانفصال والانقسام في قطاع غزة على حساب وحدتنا الوطنية وضرورة توحيد كافة القوى والجهود في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بما يمكن شعبنا من مواصلة صموده في وجه الاحتلال والاستيطان واستعادة أرضنا المحتلة الفلسطينية والعربية. 

سادساً: المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية

استمع المجلس إلى تقارير عدة حول استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد التحرك الدولي وعقد مؤتمري أنا بولس وباريس وزيارة الرئيس بوش إلى الشرق الأوسط وفي هذا المجال، أكد المجلس على التمسك الكامل بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق ويؤكد على الانسحاب الإسرائيلي الكامل والشامل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في عام 67، ويرفض المجلس قرار إسرائيل بضم القدس الشريف وبناء المستوطنات داخل المدينة وتطويقها بالكتل الاستيطانية. إن  الاستيطان لاغٍ وغير شرعي حسب كل قرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف وفتوى محكمة العدل الدولية ولا بد من اقتلاعه من قدسنا الشريف ومن أرضنا الفلسطينية، فلا يمكن للأمن والسلام أن يتحققا في ظل الاستيطان والمستوطنات وعصابات المستوطنين التي تعيث فسادا في أرضنا الفلسطينية. ويرفض المجلس الثوري خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة التي تستهدف بقاء جدار الفصل العنصري والمستوطنات في أرضنا الفلسطينية ويدين المجلس المشروع الذي تقدمت به حركة حماس لجهات دولية والذي تقبل بموجبه الدولة ذات الحدود المؤقتة وتتخلى عن حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم ووطنهم مقابل هدنه لمدة (15) عاماً. ويدعم المجلس الثوري الموقف التفاوضي الذي أعلنه الرئيس أبو مازن والذي يؤكد على رفض الاستيطان ورفض ضم القدس ويصر على الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع أرضنا المحتلة الفلسطينية والعربية وإلى خط الرابع من حزيران 67. 

سابعاً: الوضع الفلسطيني في لبنان

يعبر المجلس الثوري عن دعمه لأهلنا الصامدين في المخيمات والمنفى والشتات ويتوجه بالتحية لأهلنا في مخيمات لبنان ويخص بالتحية أهلنا الصامدين في مخيم نهر البارد الذي تعرض للخراب والتدمير بفعل جريمة عصابة العبسي التي لا تمت بصله إلى فتح أو إلى الإسلام، والتي تسللت إلى المخيم لتجعل منه نقطة انطلاق لضرب السيادة اللبنانية ولضرب التلاحم والوحدة بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، وقد أدت هذه المؤامرة إلى تدمير المخيم وتشريد سكانه، وهنا يؤكد المجلس الثوري على ضرورة الإسراع في إعادة بناء المخيم وتعميره وعودة الحياة الطبيعية لأهلنا، ويدعو المجلس الثوري السلطة اللبنانية إلى تمكين أهلنا اللاجئين من ممارسة حقوقهم المدنية وحق العمل لتمكين اللاجئين من توفير لقمة العيش لأسرهم. ويحيي المجلس الثوري أشقاءنا في لبنان الذين يمدون يد المساعدة لأهلنا اللاجئين في مخيم نهر البارد، ويؤكد المجلس مجدداً رفضه للتوطين والتهجير والاستيعاب، ويؤكد على حق اللاجئين الطبيعي والقانوني في العودة إلى وطنهم وفق القرار 194. 

ثامناً: المجلس الثوري يدعو إلى إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين

يؤكد المجلس الثوري على أن قضية الأسرى والمعتقلين هي القضية الأولى والأساسية في أي مفاوضات فلسطينية إسرائيلية؛ حيث يقبع في سجون الاحتلال ومعتقلاته أكثر من عشرة آلاف مناضل فلسطيني. ويدعو المجلس الثوري الهيئات الدولية ولجان حقوق الإنسان إلى الضغط على إسرائيل لإطلاق سراح أسود الحرية من سجون الاحتلال ومعتقلاته. ويحيي المجلس صمود أبطال الحرية ويؤكد أن أي اتفاق إسرائيلي لابد وأن يضمن حريتهم وعودتهم أحراراً إلى أهلهم وذويهم.  كما يحيي المجلس الجرحى وأهالي الأسرى والمعتقلين، ويؤكد أن حركة فتح ستواصل مسيرة النضال حتى تحقيق الاستقلال الوطني وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

تاسعاً: المجلس الثوري يدعو إلى تجميد العمل بقانون التقاعد

 يدعو المجلس الثوري إلى تجميد العمل بقانون التقاعد في هذه الظروف الدقيقة؛ حيث يتعرض شعبنا لمؤامرات داخلية وخارجية لضرب مشروعنا الوطني ويؤكد المجلس على تأمين الرواتب التقاعدية لجميع الذين أحيلوا على التقاعد في الفترة الماضية. 

عاشراً: العمل الدؤوب لتعزيز الأجهزة الأمنية

يحيي المجلس الثوري أجهزتنا الأمنية ضباطاً وجنوداً، الذين يقومون بواجبهم الوطني وحفظ الأمن والنظام والقضاء على الفلتان الأمني الذي يشكل ذريعة لإسرائيل لاستمرار احتلالها وعدوانها ويعتبر المجلس إعادة فرض سلطة القانون في مدينة نابلس انجازاً وطنياً تحاول إسرائيل تعطيله باقتحاماتها وعدوانها لإفشال خطة السلطة والحكومة لتطبيق الاستحقاقات الفلسطينية في خطة خارطة الطريق. ويدعو المجلس الثوري إلى تامين الرواتب واللوازم والتجهيزات لأجهزة الأمن بما يمكنها من القيام بواجباتها على الوجه الأكمل. 

حادي عشر: اللاجئون الفلسطينيون في العراق

يدعو المجلس الثوري الحكومة العراقية إلى توفير الأمن والحماية للاجئين الفلسطينيين في العراق كما يدعو إلى توفير أسباب الحياة للاجئين الذين تركوا العراق وأقاموا في مخيمات على الحدود السورية والأردنية، ويتوجه المجلس بالشكر إلى الحكومة السودانية التي وافقت على استضافة هؤلاء اللاجئين في السودان. 

ثاني عشر: المجلس الثوري يوجه التحية للدول الشقيقة والصديقة

إن المجلس الثوري يحيي كافة الدول الشقيقة والصديقة التي تقف مع شعبنا في وجه الاحتلال والاستيطان والتي تعمل جاهدة على تحريك المجتمع الدولي لفرض الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية والعربية وتأمين حق شعبنا في الاستقلال والحرية، كما يتوجه المجلس بالتحية إلى كافة الدول والهيئات الإقليمية والدولية التي شاركت في مؤتمري أنابوليس وباريس لدعم الشعب الفلسطيني وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 

ثالث عشر: المجلس الثوري يدعو الولايات المتحدة إلى القيام بدور نزيه ومحايد

يؤكد المجلس الثوري على ضرورة قيام الولايات المتحدة الأميركية بدور نزيه ومحايد لإيجاد حل عادل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وهذا يتطلب أن يكون تحرك الولايات المتحدة على أساس قرارات الشرعية الدولية، لأن عدم احترام هذه القرارات لن يؤدي إلى الأمن والسلام في الشرق الأوسط، ويؤكد المجلس أن الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن حقوقه الوطنية الثابتة، والتي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرارات 194، 242، 338، والقرار 1397 الخاص بالدولة الفلسطينية وفتوى محكمة العدل الدولية التي أكدت على عدم شرعية وبطلان الاستيطان الإسرائيلي في أرضنا الفلسطينية. وكانت اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح قد بدأت بعد تلاوة أسماء الأعضاء للتثبت من النصاب؛ حيث أعلن الأخ حمدان عاشور (أمين السر) عن افتتاح دورة المجلس؛ حيث عزف النشيد الوطني، وقرأ الرئيس وأعضاء المجلس فاتحة الكتاب ترحماً على أرواح شهداء شعبنا وعلى رأسهم الشهيد الخالد الرئيس ياسر عرفات. وبعد ذلك قدم أمين سر المجلس حمدان عاشور مشروع جدول الأعمال على النحو التالي:

أولاً: الوضع في قطاع غزة بعد انقلاب حماس ويتضمن:

ا- تقرير لجنة التحقيق في أحداث قطاع غزة.  ب- تقرير اللجنة الأمنية.  ج- الحصار المفروض على أهلنا في قطاع غزة.  د- مستقبل العلاقة مع حركة حماس.  ه- تقرير اللجنة القيادية في غزة.  ثانياً: الوضع السياسي العام ويتضمن:

ا- المؤتمرات الدولية لدعم قيام الدولة الفلسطينية.  ب- المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية.  ج- زيارة الرئيس بوش.  ثالثاً: الوضع الحركي الداخلي ويتضمن:

ا- المؤتمر العام السادس للحركة.  ب- تعزيز اللجنة القيادية لفتح في قطاع غزة.  ج- التعبئة والتنظيم وعقد مؤتمرات الأقاليم.  د- الوضع الفلسطيني في لبنان.  رابعاً: الوضع الفلسطيني العام ويتضمن:

أ‌- دور حركة فتح في حماية وتعزيز الوحدة الوطنية.  ب- اجتماع المجلس المركزي.  ج- التحضيرات الجارية لدعوة المجلس الوطني الفلسطيني للاجتماع.

وقد استمرت دورة المجلس ثلاثة أيام، تحدث خلالها الأخ الرئيس أبو مازن عن مجمل الأوضاع الداخلية والوطنية والسياسية، مؤكداً على الثوابت الوطنية وإدانة ورفض الاستيطان والتأكيد على التمسك الكامل في المفاوضات بحقوقنا الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف والإصرار على حتمية الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967 والتطبيق الكامل لقرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية وخطة خارطة الطريق والقرار 194 الخاص بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة.  كما أكد الرئيس العمل الدؤوب لحماية وحدتنا الوطنية من خلال فتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية، وأكد الرئيس إدانته الكاملة للحصار الإسرائيلي الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة واعتباره "كياناً معادياً"، مطالباً الأسرة الدولية بالتحرك لإنهاء هذا الحصار الظالم الذي يتعرض له أهلنا في قطاع غزة، كما يدين المجلس الاعتداءات الإسرائيلية على أهلنا في الضفة الغربية وخاصة في مدينة نابلس. وتحدث الأخ أبو الأديب، رئيس المجلس الوطني عن أعمال الدورة الجديدة للمجلس المركزي بهدف تعزيز وتصليب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني.  كما تحدث الأخ أحمد قريع " أبو علاء"، مفوض التعبئة والتنظيم ورئيس طاقم المفاوضات عن الاستعدادات الجارية لعقد المؤتمر العام السادس للحركة، كما تناول اللقاءات الفلسطينية – الإسرائيلية وزيارة الرئيس بوش للسلطة الوطنية. وقد استمع المجلس الثوري إلى عدة تقارير تناولت مختلف الجوانب الحركية والوطنية، وعقد المجلس ثلاث جلسات للنقاش العام؛ حيث تناول أعضاء المجلس مختلف القضايا وخاصة الوضع في قطاع غزة ودور اللجنة القيادية لفتح، وقد عبر أعضاء المجلس عن تقديرهم الكبير لجماهيرنا وتنظيم فتح في قطاع غزة في إحياء الذكرى الثالثة لقائدنا الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وفي إحياء الذكرى الثالثة والأربعين لانطلاقة حركة فتح، وأدان الأعضاء الممارسات القمعية للانقلابيين ضد أبناء شعبنا.

بيان المجلس الثوري لحركة فتح 28  أيار 2008 رام الله الدورة الخامسة والثلاثين

دورة وحدة الوطن

أولاً: الذكرى الستون للنكبة :يؤكد المجلس الثوري تمسك حركتنا فتح بحقوقنا الوطنية الثابتة في وطننا فلسطين، ويدين المجلس المؤامرة الاستعمارية التي اغتصبت وطننا وأقامت إسرائيل على أنقاض كياننا الوطني، ويؤكد المجلس على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم وديارهم التي شردوا منها بقوة السلاح والعدوان والمجازر ويعلن المجلس التمسك الكامل بقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار الأمم المتحدة 194.

ويدين المجلس حكومة إسرائيل التي ترفض وتتحدى هذه القرارات الدولية، ويدعو مجلس الأمن الدولي إلى ممارسة صلاحياته، فالي متى تبقى إسرائيل المعتدية والمحتلة دولة فوق القانون الدولي، والى متى تستمر سياسة ازدواجية المعايير على المستوى الدولي؟.

إن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية تقع على عاتق الأسرة الدولية، وفي هذا المجال، ويرفض المجلس الثوري ما يتردد عن يهودية دولة إسرائيل، ويرفض المواقف المنحازة لإسرائيل.

ثانياً: المجلس الثوري يحيي جماهير شعبنا الصامدة في وجه الاحتلال والاستيطان في القدس والضفة القطاع: يحيي المجلس الثوري جماهير شعبنا الفلسطيني الصامدة والمرابطة والمتصدية في وجه العدوان والاحتلال والاستيطان الإسرائيلي.

ويؤكد المجلس على حق شعبنا المطلق والمشروع في الدفاع عن أرضه في المقاومة المشروعة للمحتلين وقطعان المستوطنين.

ويتوجه المجلس الثوري بالتحية إلى أهلنا الصامدين في قطاع غزة في وجه الحصار والعدوان الإسرائيلي، ويدعو المجلس الأسرة الدولية لتوفير الحماية الدولية لشعبنا في قطاع غزة، كما يدعو المجلس حركة حماس إلى التصرف بمسؤولية وطنية واعتماد سياسة مسؤولة تأخذ بعين الاعتبار المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني، في إنهاء هذا الانقلاب الأسود والعودة إلى الشرعية والكف عن هذه الممارسات التي تلحق الضرر بشعبنا وتقدم الذريعة لإسرائيل المعتدية لمواصلة عدوانها واعتبار قطاع غزة كيانا معاديا وتفرض عليه الحصار وتقطع عنه المواد الغذائية والمحروقات.

إن هذه الجرائم الإسرائيلية هي جرائم حرب ولا بد للمجتمع الدولي أن يتحرك لرفع هذا الحصار الظالم عن أهلنا في قطاع غزة، وتحيي في هذا المجال الجهود التي يبذلها الأسقف الجنوب إفريقي ديزموند توتو الحاصل جائزة نوبل للسلام.

ثالثا: القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولتنا الفلسطينية المستقلة.

يؤكد المجلس الثوري أن القدس الشريف جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 67 وتنطبق عليها قرارات الشرعية الدولية، ويرفض المجلس قرارات إسرائيل بالضم والتهويد والاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري لعزل القدس الشريف عن محيطها الفلسطيني، ويدعو المجلس الأمم المتحدة إلى تطبيق فتوى وحكم محكمة العدل الدولية حول القدس والذي اعتبر الاستيطان والجدار وبناء الكتل الاستيطانية باطلا وغير شرعي ولا بد من إزالته.

إن المجلس الثوري يدعو إلى توفير كل أسباب الصمود لأهلنا في القدس الشريف، ويعتبر المجلس انعقاد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس تجسيدا لاستعداد ومساهمة كل القوى والفعاليات للعمل الجدي والحثيث لمواجهة سياسة التهويد الإسرائيلية، ولا تكريس القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.

رابعا: المجلس الثوري يتمسك بالمبادرة اليمنية لإنهاء الانقلاب والانفصال وتعزيز الشرعية ووحدة الوطن.

يعلن المجلس الثوري تمسك حركة فتح بالمبادرة اليمنية والتي وافق عليها وزراء الخارجية العرب وكذلك القمة العربية ويدعو المجلس حركة حماس إلى إعلان قبولها لهذه المبادرة من أجل سرعة تنفيذها.

ويؤكد المجلس أن موافقة حركة حماس على المبادرة والتراجع عن الانقلاب ومضاعفاته يوفر الأرضية الملائمة للحوار الوطني وعودة الحياة الديمقراطية ورفض استخدام القوة لحل الخلافات الداخلية.

وفي هذا المجال يحي المجلس الثوري الأشقاء العرب والجامعة العربية لما يبذلونه من جهود لإنهاء الانقلاب والانفصال في الساحة الفلسطينية الذي يشكل ذريعة لإسرائيل لتصعيد عدوانها ورفضها تنفيذ استحقاقات عملية السلام، وضربة للأهداف الوطنية في الصميم.

خامسا: المجلس الثوري يثمن الجهود المصرية من أجل التهدئة.

يتوجه المجلس الثوري بالتحية لمصر الشقيقة والرئيس حسني مبارك على الجهود الصادقة والخيرة لوقف العدوان الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة.

 ويؤكد المجلس دعمه ودعم السيد الرئيس لهذه الجهود الأخوية المصرية التي تعبر عن حرص مصر الشقيقة وقيادتها على شعبنا ومستقبله، ويدعو المجلس حركة حماس والقوى والفصائل إلى التجاوب الكامل والصادق مع المبادرة المصرية لتفويت الفرصة على المعتدين الإسرائيليين ولرفع المعاناة والحصار والعدوان على شعبنا في قطاع غزة.

ويؤكد المجلس حرصه على العلاقات المصرية- الفلسطينية ويرفض أي مساس بهذه العلاقات الأخوية والتاريخية، ويحذر المجلس كما أنه يدين أي مساس بالحدود المصرية مع فلسطين ويشجب أي اعتداء على إخوتنا رجال الأمن المصري.

سادسا: تعزيز العلاقات النضالية مع القوى والفصائل الفلسطينية.

يؤكد المجلس الثوري على قرار حركتنا فتح بتعزيز العلاقات الأخوية والنضالية مع كل القوى والفصائل الفلسطينية، والعمل كذلك لتعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والإطار الوطني العريض الذي يضم كل القوى المناضلة في سبيل الاستقلال والحرية وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وانتصار المشروع الوطني.

ويدعو المجلس الثوري اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني لمواصلة عملها للتحضر لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني لتعزيز وحدة شعبنا والشرعية الوطنية ولقطع الطريق على كل المحاولات الرامية إلى التشكيك بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.

سابعا: العمل مع القوى والأحزاب العربية لقيام الجبهة العربية المساندة.

يؤكد المجلس الثوري على الأهمية الاستراتيجية للعمق العربي في مسيرتنا النضالية لاستعادة وطننا وقيام دولتنا المستقلة، وفي هذا المجال يؤكد المجلس على ضرورة  تحرك الأطر الحركية في عموم الساحة العربية لإقامة أوثق العلاقات مع القوى والأحزاب العربية، والعمل معها لإقامة الجبهة العربية المساندة لدعم الصمود وكفاح شعبنا.

كما يؤكد المجلس على التحرك والعمل في العالم الإسلامي وعلى المستويات الدولية لمزيد من الدعم والتضامن مع كفاحنا العادل والمشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ثامنا: العمل الحثيث لإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين.

إن أكثر من عشرة آلاف أسير ومعتقل يقبعون في سجون الاحتلال ومعتقلاته، وان حريتهم من حرية الوطن، ولا يمكن أن يبقوا رهائن في يد الاحتلال يسومهم سوء العذاب، ولهذا يؤكد المجلس وهو يوجه التحية لأبطال الحرية، أن قضية الأسرى والمعتقلين دون تمييز هي قضية فتح وقضية المنظمة والسلطة وكل بيت فلسطيني، وان هذه القضية تقع على رأس كل الاهتمامات الوطنية.

ويؤكد المجلس على ضرورة التحرك على المستوى الدولي لفضح هذه الممارسات الإسرائيلية ضد أسرانا ومعتقلينا والعمل على إطلاق سراحهم دون تأخير.

ويؤكد المجلس على ضرورة توفير كل متطلبات الأسرى والمعتقلين، وتأمين الحياة الكريمة لأسرهم وذويهم، فهم أمانة في أعناقنا.
 تاسعا: عملية السلام والمفاوضات.

يؤكد المجلس تمسك حركتنا وشعبنا بخيار السلام القائم على العدل وعلى المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية، وإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي لأرضنا الفلسطينية والعربية، والانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى خط الرابع من حزيران عام 67.

ويعبر المجلس عن إدانته الكاملة للسياسة الإسرائيلية التي تواصل بناء الجدار والاستيطان في أرضنا الفلسطينية وخاصة في القدس الشريف.

ويؤكد المجلس على التمسك الكامل بقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 67، ويرفض المماطلة والتهرب الإسرائيلي من تنفيذ استحقاقات عملية السلام، ولا بد أن يعرف الجميع أن حركة فتح ومعها كل الشعب الفلسطيني والأمة العربية، بل وكل شعوب العالم ترفض رفضا قاطعا الاستيطان في أرضنا، هذا الاستيطان لاغٍ وغير شرعي ولا بد من إزالته فلا يمكن أن يتحقق السلام في ظل الاستيطان والاحتلال.

ويؤكد المجلس أن الشعب الفلسطيني لا يقبل أي وجود للاستيطان والمستوطنين في أرضنا الفلسطينية وفي مقدمتها القدس الشريف.

عاشرا: المجلس الثوري يتمسك بقيام دولة فلسطين المستقلة ويرفض الدولة ذات الحدود المؤقتة. يؤكد المجلس الثوري تمسكه بقرارات الإجماع الوطني الصادرة عن المجلس الوطني وبإعلان الاستقلال الوطني وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، ويرفض مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة والذي يهدف إلى بقاء الاستيطان والمستوطنات والاحتلال والجدار في أرضنا الفلسطينية وفي قدسنا الشريف.

ويؤكد المجلس، أن عدم إحراز تقدم حقيقي في المفاوضات الجارية ووصولها إلى طريق مسدود له انعكاسات خطيرة ستهدد الأمن في المنطقة.

حادي عشر: التحية لأهلنا في المخيمات والشتات.

يتوجه المجلس الثوري بالتحية لأهلنا في المخيمات والشتات ويعاهدهم على مواصلة الصمود والنضال من اجل عودتهم إلى وطنهم التي ضمنها القرار الدولي 194، ويرفض المجلس دعوات التوطين والتهجير، ويصر على عودة اللاجئين إلى وطنهم فلسطين.

ويتوجه المجلس بالتحية لأهلنا في مخيم نهر البارد ويدعو إلى الإسراع في إعادة بناء المخيم، كما يدعو المجلس الحكومة العراقية إلى توفير الحماية للاجئين الفلسطينيين في العراق والذين يتعرضون للاعتداء من عصابات القتل، كما يتوجه المجلس بالتحية للسودان الشقيق لاستضافته اللاجئين من العراق وكذلك جمهورية تشيلي.

ثاني عشر : الترحيب باتفاق الدوحة بين الإخوة اللبنانيين.

يرحب المجلس الثوري باتفاق الدوحة بين الإخوة اللبنانيين، ويعتبر هذا الاتفاق تعبيرا عن حرص اللبنانيين جميعا على وحدة  شعبهم ووحدة وطنهم لبنان الشقيق، ويهنئ المجلس الثوري الشعب اللبناني على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية اللبنانية، ويتمنى المجلس الثوري أن يشهد لبنان في عهده الأمن والتقدم والازدهار والوحدة.

كما يتوجه المجلس بالتحية للجنة العربية ولدولة قطر والجامعة العربية، على هذه الجهود الخيرة التي كان لها الفضل الأكبر في التوصل إلى اتفاق الدوحة بين الأشقاء اللبنانيين.

ثالث عشر: المؤتمر العام السادس للحركة.

اطلع المجلس الثوري على تقرير اللجنة التحضيرية المكلفة بالإعداد لانعقاد المؤتمر العام السادس لحركة فتح، وكذلك اطلع المجلس على تقرير مفوضية التعبئة، والتنظيم الخاص بالمؤتمرات الحركية، وانتخاب المندوبين للمؤتمر بطريقة ديمقراطية خلاقة ومبدعة.

وقد ناقش أعضاء المجلس هذه التقارير على مدى ساعات طويلة، وأكد الأعضاء أن المؤتمر العام السادس يجب أن ينعقد في أقرب وقت ممكن خلال هذا العام.

وفي ضوء التقارير والنقاشات أكد المجلس على ضرورة مواصلة اللجنة التحضيرية لعملها وكذلك الاستمرار في عقد المؤتمرات الحركية، وفي ضوء الأهمية الوطنية والتاريخية لهذا المؤتمر، أكد المجلس على ضرورة انعقاده قبل نهاية هذا العام، ورفع المجلس توصية إلى اللجنة المركزية لإعلان الموعد النهائي ومكان عقد المؤتمر باعتبار أن ذلك من اختصاص اللجنة المركزية حسب القانون الأساسي.

رابع عشر: القضايا الداخلية والإدارية والقانونية قرر المجلس رفع القرارات

والتوصيات بالنسبة للقضايا الداخلية والإدارية والقانونية إلى اللجنة المركزية لاتخاذ المناسبة بصددها، بما يخدم نضالنا الوطني وحركتنا فتح، وشعبنا الفلسطيني ومشروعنا الوطني، وتجنب كل ما من شأنه إحداث خلل من شأنه تهديد الوحدة، والمشروع الوطني.