البيان الختامي للمجلس الثوري لحركة فتح 28 شباط 2004 رام الله الدورة الثالثة والعشرين
دورة الشهيدين فيصل الحسيني واللواء أحمد مفرج (أبو حميد)
يواصل الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة، تحت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية للسنة الرابعة صموده البطولي في وجه الاحتلال والاستيطان والتوغل والاغتيالات والعقوبات الجماعية والحصار المفروض على الشعب والقيادة؛ ويؤكد المجلس الثوري، وهو يحيي صمود شعبنا العظيم، على أن شعبنا لن يتراجع عن صموده البطولي في وجه الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان وجدار الضم والتوسع والفصل العنصري؛ فشعبنا الفلسطيني البطل يخوض اليوم معركة تحرره الوطني من أجل نيل حريته واستقلاله وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف, ولا يمكن للأمن والاستقرار والسلام والتعايش أن يتحقق إلا بإنهاء الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة والغير قابلة للتصرف، وقيام دولة فلسطين المستقلة، ركيزة السلام الشامل والدائم والعادل، والضمانة الحقيقية لتوفير الأمن الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. إن المجلس الثوري يخاطب الإسرائيليين والأسرة الدولية ليؤكد تمسك شعبنا بخيار السلام وبالمفاوضات وبالوسائل السلمية لحل كافة القضايا بين شعبنا والحكومة الإسرائيلية على أساس الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أرضنا الفلسطينية والعربية إلى خط الرابع من حزيران 1967، وتحقيق السلام الشامل بين إسرائيل والدول العربية على أساس مبادرة السلام السعودية العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت.
إن المجلس الثوري لحركة فتح يعلن تمسك فتح بخيار السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية,1515,1397,425,338,252,242,194؛ والقمم العربية، وقرارات مجلسنا الوطني، وخطة خارطة الطريق، ورؤية الرئيس بوش واللجنة الرباعية للحل على أساس الدولتين. وعلى هذا الأساس، فإن المجلس الثوري يدعو حكومة إسرائيل إلى وقف فوري لإطلاق النار، على أن يكون متبادلاً ومتزامناً وملزماً وتضع حكومة إسرائيل حداً لتوغلاتها واغتيالاتها وحصارها واستخدامها للأسلحة المحرمة دولياً (الغازات واليورانيوم المستنفذ والإلكتروني وغيرها) وأن تعلن مباشرةً انسحاب قواتها المحتلة إلى مواقعها في 28 أيلول 2000 تمهيداً للانسحاب من جميع الأراضي المحتلة عام 1967. إن المجلس الثوري يدعو اللجنة الرباعية إلى التحرك السريع لتنفيذ خطة خارطة الطريق، دون تأخير ويعلن أن السلطة الوطنية الفلسطينية وأجهزة الأمن الفلسطينية على استعداد تام لتحمل مسؤولياتها الأمنية في كافة المناطق دون استثناء واستعدادها كذلك لتنفيذ كافة الاتفاقات الأمنية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ويؤكد المجلس الثوري رفضه المطلق والمبدئي لكافة العمليات التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين. وإن إعادة الاحتلال الإسرائيلي، وعمليات القتل، والاغتيال، والقصف، وتدمير بنيتنا التحتية ومنشآتنا الرسمية والشعبية، وتخريب مساكننا، ومزارعنا، ومصانعنا؛ والمعاناة التي يواجهها أسرانا ومعتقلونا، والاعتداء، واقتحام البنوك العاملة في وطننا، ومصادرة الأموال منها، وحجز أموالنا الجمركية، والضرائبية لأكثر من أربعين شهرًا.
هذا بجانب المس الخطير بمقدساتنا المسيحية والإسلامية مثلما حدث في باب المغاربة، وما حدث أمس ضد المصلين من جماهيرنا في الحرم الشريف، وما يحدث في بيت لحم والخليل وبلدة عابود وغيرها, وضرب السلطة الوطنية، ومحاصرة قيادتها الشرعية، ورمزها الرئيس ياسر عرفات. ويؤكد المجلس الثوري على أن هذه الجرائم الإسرائيلية هي التي تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني في فلسطين، وفي المنطقة كلها. وإن الطريق الصحيح لوقف هذا التدهور إنما يكمن في الانسحاب الإسرائيلي، وفي استئناف المفاوضات على أساس خريطة الطريق، وفي استئناف التنسيق الأمني، وفق الاتفاقات الأمنية المبرمة بين الجانبين.
إن المجلس الثوري يوجه نداء وقف إطلاق النار، ونداء السلام إلى الشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية، وإلى الأسرة الدولية، والى اللجنة الرباعية، فالوضع الخطير والمتفجر على الأرض يستدعي التجاوب الفوري مع هذا النداء الصادق من أجل وقف إطلاق النار، واستئناف مفاوضات السلام، وتنفيذ سلام الشجعان، والاتفاقيات، وخارطة الطريق.
وعلى الصعيد الداخلي فقد قرر المجلس الثوري تشكيل لجنة عمل من أعضاء المجلس واللجنة المركزية للقيام بإصلاحات داخلية لتعزيز البناء الحركي في كافة الأطر القيادية والتنظيمية من اللجنة المركزية، وحتى أصغر خلية تنظيمية في الوطن وفي الشتات.
كما قرر المجلس الثوري تشكيل لجنة تحضيرية تقوم فور تشكيلها بالإعداد الجدي لعقد المؤتمر العام السادس. وقد حدد المجلس سقفاً زمنياً لعقد هذا المؤتمر العام خلال عام من تاريخه.
وقد توجه المجلس الثوري إلى القادة الملوك والرؤساء والأمراء والقادة العرب بالعمل على وجه السرعة لرفع الحصار عن شعبنا وعن الرئيس ياسر عرفات حتى يتمكن من المشاركة في أعمال القمة العربية القادمة في تونس الشقيقة.
إن المجلس الثوري يدعو أمتنا العربية قادةً ودولاً وشعوباً إلى مواصلة دعمها ومساندتها لشعبنا الفلسطيني وسلطتنا الوطنية سياسياً ومالياً وأمنياً في مواجهة هذا الاحتلال والعدوان الإسرائيلي الوحشي على أرضنا وشعبنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية. وإن بناء جدار الضم والتوسع والفصل العنصري يمزق أرضنا ومستقبلنا ويحمل أخطاراً حقيقية على الأمن القومي العربي وهو يشكل الخطوة الأساس في مخططات حكومة إسرائيل لسرقة أرضنا بجدار الفصل العنصري ولتقسيمها إلى جيتوات وكانتونات بالإضافة إلى المزيد من الاستيطان لمنع إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف حسب الاتفاقيات والبرامج وآخرها خارطة الطريق.
إن المجلس الثوري يحيي جماهير شعبنا اللاجئ في لبنان وفي العراق وفي كل مناطق المنفى والشتات ويؤكد على الحل العادل لقضية اللاجئين وحقهم في العودة وفق القرار 194 ومبادرة السلام العربية.
كما يحيي المجلس الثوري أبطال الحرية في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي وفي مقدمتهم الأخوة عبد الرحيم ملوح ومروان البرغوثي وحسام خضر وركاد سالم وحسن يوسف وجميع الأخوات والأخوة الأسيرات والأسرى والمعتقلين الأحبة ويعاهدهم على أن حريتهم هي أساس حرية الوطن والمواطنين وإن قضية تحرير الأسرى والمعتقلين هي قضية مركزية وأولوية لدى القيادة ولدى شعبنا. ويحيي المجلس الثوري لجان الحماية الشعبية على المستوى الدولي التي تقف إلى جانب شعبنا ضد جدار الضم والتوسع والفصل العنصري وضد الممارسات الوحشية والعنصرية للمحتلين الإسرائيليين.
ويطالب المجلس بضرورة حل مشكلة الأخوين أحمد سعدات وفؤاد الشوبكي لدى الأطراف المعنية.
إن المجلس الثوري وانطلاقا من التزامه بخيار السلام وبجانب العلاقة الأخوية القومية مع الأشقاء العرب لابد من تعزيز وتوطيد علاقتها على المستوى الدولي مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية واليابان والصين ودول عدم الانحياز والدول الإسلامية والأمريكية اللاتينية ومع الأمم المتحدة وكافة المجموعات والتكتلات والمؤسسات الدولية وجميع الأحرار والشرفاء في العالم فإن المجلس الثوري يقرر ما يلي:
أولاً: على الصعيد الوطني:
تؤكد حركة فتح على حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حياته الديمقراطية ومبدأ تداول السلطة من خلال إجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية والبلدية, وتدعو حركة فتح الأسرة الدولية إلى بذل كل جهد ممكن لإجبار حكومة إسرائيل على وقف احتلالها والى انسحاب قوات الاحتلال لتهيئة الظروف المناسبة وفي أجواء من الحرية لإجراء الانتخابات الفلسطينية الديموقراطية بحضور ومراقبة ممثلي البرلمانات في العالم للإشراف على هذه الانتخابات وديموقراطيتها وتعدديتها, فالانتخابات وتداول السلطة هي أساس النظام السياسي الفلسطيني.
ثانياً: على الصعيد السياسي:
يؤكد المجلس من جديد التزامه بخيار السلام بين الشعبين وبالمفاوضات وبخطة خارطة الطريق والتزامه بالجهود والمبادرات الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار ووضع الآليات المناسبة لمباشرة تنفيذ خريطة الطريق.
ثالثاً: على الصعيد المالي:
يتوجه المجلس الثوري بالتحية إلى الدول الشقيقة والدول المانحة والبنك الدولي لمساهمتهم ودعمهم المادي المستمر للشعب الفلسطيني ومؤسساته واقتصاده الوطني ويؤكد المجلس ترحيبه بكافة الأفكار والاقتراحات والآليات التي توفر الاطمئنان للمانحين من خلال المزيد من المسائلة والشفافية والمراقبة للكيفية التي تستخدم فيها المساعدات والمعونات العربية والدولية والشعبية.
رابعاً: على الصعيد الأمني:
يؤكد المجلس الثوري على تمسكه بالمبادرات العربية والدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولتنفيذ كافة الاتفاقات الأمنية, وكذلك بالخطة الأمنية التي وافق عليها مجلس الأمن القومي وبالتعاون مع الأخوة في الدول العربية وخاصة الأخوة في مصر والأردن واللجنة الرباعية ويرحب المجلس الثوري بجهود اللجنة الرباعية لاستئناف عملها وتأمين سرعة إرسال المراقبين الدوليين للإشراف على ترتيبات وآليات تنفيذ خطة خارطة الطريق برعاية اللجنة الرباعية وإشرافها لإقامة السلام العادل والدائم والشامل بين دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ودولة إسرائيل وفي المنطقة كلها, وتتوجه حركة فتح إلى الشعب الإسرائيلي بكافة فئاته واتجاهاته السياسية مؤكدة أن السلام الدائم والعادل يجب أن يكون مشتركاً بين الشعبين, وأن الاتفاقات الموقعة بين الجانبين هي الأساس القانوني لمشروع المصالحة التاريخية بين الشعبين, وإن المفاوضات الثنائية والمباشرة هي الطريق الصحيح لاستكمال عملية السلام من خلال الالتزام الكامل بخطة خارطة الطريق, وتوجه حركة فتح التحية لقوى السلام الإسرائيلية لدورها المشهود في تقريب فرصة السلام بين الشعبين. وإن حركة فتح ترفض ما يسمى بالإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب, وهذه الإجراءات لا تهدف إلى السلام والأمن بل إلى ترسيخ الاحتلال وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية من خلال جدار الضم والتوسع الاستيطاني, وتؤكد حركة فتح أن السلام الذي يدوم ويستقر هو الذي يتم عبر المفاوضات والاتفاق بين الجانبين وعلى أساس خطة خريطة الطريق وبرعاية اللجنة الرباعية وبدعم كافة قوى الشرعية الدولية والمبادرة العربية السعودية التي أقرتها قمة بيروت.
خامساً: دعم السلطة الوطنية الفلسطينية والحكومة الفلسطينية:
تؤكد حركة فتح انطلاقا من التزامها بقرارات منظمة التحرير الفلسطينية ومجالسها الوطنية دعمها ومساندتها القوية للسلطة الوطنية الفلسطينية وللحكومة الفلسطينية ولكافة البرامج والسياسات التي اعتمدتها الحكومة لتعزيز الصمود الوطني وتقديم كافة أشكال الدعم لجماهير شعبنا التي تتعرض يومياً للتدمير والتخريب المتعمد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وخاصة أهلنا الذين دمرت أرضهم ومزروعاتهم وسرقت أرضهم نتيجة قيام حكومة إسرائيل ببناء جدار الضم والتوسع في أرضنا الفلسطينية.
وتؤكد حركة فتح حرصها وسهرها على سيادة القانون وتوفير كل إمكانات الحياة والتطور لمؤسسات المجتمع, داعمةً بكل قواها جهود السلطة الوطنية والحكومة الفلسطينية لتطوير الجهاز القضائي والمحاكم, وفي نفس الوقت تدعم الجهود المستمرة لاستكمال منظومة القوانين الفلسطينية من خلال المجلس التشريعي.
إن المجلس الثوري يتطلع إلى محكمة العدل الدولية بالتحية والتقدير وكله أمل وثقه أن تنتصر للحق والعدل والشرعية الدولية واتفاقية جنيف الرابعة وأن تنصف الشعب الفلسطيني في وجه هذا الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي وجدار الضم والتوسع والفصل العنصري الذي يحول مدننا إلى كانتونات وأهلنا إلى سجناء في مدنهم وقراهم ومخيماتهم .وهنا لابد أن نؤكد على أهمية الاستمرار بالتعاون والحوار مع جميع القوى والفصائل والمنظمات الفلسطينية وتعزيز الوحدة الوطنية وشكر الأخوة في مصر والرئيس المبارك حسني مبارك على احتضانهم للحوار.
ويؤكد المجلس الثوري على أهمية استعادة الشعب العراقي لحريته واستقلاله الوطني والمحافظة على سيادته ووحدة أراضيه.
ويوجه المجلس الثوري التحية للأخوة العرب واللجنة الرباعية ولكافة حكومات وشعوب العالم التي تساند حقوقنا في الجمعية العمومية ومجلس الأمن وتقف شعوبها إلى جانبنا في اللجنة الرباعية وآسيا وأوروبا وافريقيا والصين واليابان وأمريكيا اللاتينية ودول عدم الانحياز والدول الإسلامية من أجل توفير الدعم المادي والسياسي الذي يساهم في تحقيق أهداف السلام على أرض السلام بما يخدم السلام بيننا وبين إسرائيل وفي المنطقة كلها بشكل عام, ويوجه المجلس تحية خاصة للجامعة العربية وأمينها العام السيد عمرو موسى لدورهم وجهدهم في خدمة الحق الفلسطيني.
تحية إلى شعبنا الصامد المرابط وألف رحمة على شهدائنا الأبرار في سبيل الحرية والاستقلال والشفاء العاجل لجرحانا البواسل
البيان الختامي للمجلس الثوري لحركة فتح 27 تشرين الثاني 2004 رام الله الدورة الرابعة والعشرين
دورة تجسيد حلم الرئيس الخالد ياسر عرفات
بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره ووسط أجواءٍ من الحزن والأسى على رحيل القائد والزعيم الخالد الرئيس ياسر عرفات، عقد المجلس الثوري لحركة فتح دورة اجتماعاته الرابعة والعشرين في مدينة رام الله، وفي مقر المقاطعة، رمز صمود القائد في وجه الاحتلال الإسرائيلي وغطرسته على مدى ثلاث سنوات. إن الدورة الرابعة والعشرين للمجلس الثوري لحركة فتح، هي دورة تجسيد حلم الرئيس الخالد ياسر عرفات، العهد هو العهد والقسم هو القسم. وقد بدأ المجلس الثوري أعماله بجلسةٍ خاصّة لتأبين القائد والزعيم الخالد الرئيس ياسر عرفات؛ حيث وقف أعضاء المجلس الثوري بكلّ إجلالٍ وخشوعٍ، وقرأوا الفاتحة على روح قائد شعبنا الخالد الرئيس ياسر عرفات. وبدأت جلسة التأبين بكلمةٍ مؤثّرةٍ من الأخ سليم الزعنون "أبو الأديب"، رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، وتلاه الأخ أبو مازن، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي أكّد التمسّك بمبادئ فتح وأهدافها وبالثوابت الوطنية التي صمد الرئيس من أجلها في وجه العدوان الإسرائيلي، وارتقى شهيداً في سبيلها، وقال: إنّ الخطاب الأخير للرئيس أبو عمار هو وصيّة واجبة التنفيذ والتطبيق. وقد تحدّث في الجلسة الأخ رئيس السلطة الوطنية، روحي فتوح، الذي أكد أنّ هذا الانتقال الهادئ والسلمي والديمقراطي للسلطة، إنّما تحقّق بفضل حرص الزعيم الخالد على إرساء دعائم دولة القانون والنظام والديمقراطية. كما تحدّث في جلسة التأبين رئيس الوزراء الأخ أبو علاء، الذي أشاد بمناقب الرئيس القائد في قيادة شعبنا على مدى أربعين عاماً، وأقام السلطة الوطنية القاعدة والنواة الصلبة لدولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وكان أمين سر المجلس الثوري الأخ حمدان عاشور، قد افتتح الجلسة بكلمةٍ حارّة، أبّن فيها الرئيس القائد ياسر عرفات، مؤكّداً أنّ حركة فتح ستظل دائماً وأبداً وفيّة لثوابت الرئيس أبو عمار في الحرية والاستقلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ووجّه الأخ أمين السر التحية للأسرى والمعتقلين وإلى عضوي المجلس الثوري مروان البرغوثي وفؤاد الشوبكي وعضو المجلس التشريعي حسام خضر، وقد تحدث أعضاء المجلس الثوري في جلسة التأبين، مؤكّدين التمسّك المطلق بنهج الرئيس والزعيم القائد ياسر عرفات. هذا وقام أعضاء المجلس الثوري بزيارة إلى ضريح الزعيم الخالد؛ حيث وضعوا أكاليل الزهور وقرأوا فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة.
وبعد جلسة التأبين، بدأ المجلس الثوري لحركة فتح دورة اجتماعاته الرابعة والعشرين والتي استمرت يومين؛ حيث جرى التثبّت من العضوية والنصاب بقراءة أسماء الأعضاء، وقد حضر الجلسة 107 أعضاء، وغاب عن الجلسة لأسباب قاهرة 21 عضواً من بينهم 7 أعضاء منعتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مغادرة قطاع غزة إلى رام الله.
وتلا أمين سر المجلس حمدان عاشور جدول الأعمال على النحو التالي:
1- تقرير اللجنة المركزية.
2- الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية وقانون الانتخابات.
3- تنفيذ قرارات المجلس الثوري حول الإصلاح الداخلي في دورتيه 17 و23.
4- المؤتمر السادس للحركة.
5-ما يستجد.
وبعد تلاوة تقرير اللجنة المركزية، بدأ أعضاء المجلس بمناقشة البند الثاني المتعلق بانتخاب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، وبالانتخابات التشريعية والمحلية؛ حيث تلا الأخ أبو الأديب قرار اللجنة المركزية بترشيح الأخ محمود عباس (أبو مازن) لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية، وقد تناوب أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء المجلس الثوري على الحديث مؤكّدين ثقتهم المطلقة بالأخ أبو مازن رفيق الدرب والنضال مع الزعيم الخالد ياسر عرفات.
وبعد ذلك طلب أمين سر المجلس الثوري إجراء التصويت على اختيار أبو مازن، مرشحاً لحركة فتح لرئاسة السلطة الوطنية في انتخابات الرئاسة المقرّرة يوم 9 كانون الثاني 2005م، وقد صوّت إلى جانب القرار 105 أعضاء، وامتنع عضوان عن التصويت، وبعد التصويت ألقى الأخ أبو مازن كلمة قصيرة أكد فيها التمسك الكامل بالثوابت الوطنية وبمواصلة السير على طريق الحرية والاستقلال، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتأمين الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، وإطلاق الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال الإسرائيلي وتعزيز الديمقراطية وإقامة دولة القانون والنظام. وأشاد المجلس الثوري بانتقال السلطات وفق القانون الأساسي وبقرار حركة فتح المضي قدماً في ترسيخ مبدأ الديمقراطية وتفعيل منظمة التحرير وأطرها.
وقد تليت أمام المجلس الثوري تقارير لجنة التعبئة والتنظيم ولجنة الرقابة الحركية ولجنة الانتخابات العامة، وبعد تلاوة التقارير بدأت جلسة النقاش العام؛ حيث تحدث أعضاء المجلس في مختلف المواضيع والقضايا الوطنية.
وقد قرّر المجلس توجيه التحية، تحية الوفاء والإكبار إلى الأخ أبو اللطف وإخوانه أعضاء اللجنة المركزية في الخارج، وإلى قادة حركة فتح وكوادرها في الخارج وإلى أبناء شعبنا الفلسطيني وإلى اللاجئين في مخيّمات لبنان وسوريا والأردن، مؤكّداً على وحدة شعبنا ووحدة حركتنا فتح ومواصلة النضال والكفاح حتى تجسيد حلم الزعيم الخالد ياسر عرفات وحلم شعبنا وحلم حركة فتح فالعهد هو العهد والقسم هو القسم.
وعبّر المجلس الثوري عن شكره وامتنانه للرئيس الفرنسي جاك شيراك والشعب الفرنسي الصديق، على التكريم والحفاوة التي لقيها الرئيس القائد أثناء مرضه وبعد رحيله إلى الرفيق الأعلى، كما عبّر المجلس عن شكره للحكومة الفرنسية التي سلّمت التقرير الطبّي حول حالة الرئيس للسلطة الوطنية الفلسطينية التي قرّرت دراسة التقرير من قبل الهيئات الطبيّة الفلسطينية والأردنية والمصرية والتونسية، وبرئاسة وزير الصحة الدكتور جواد الطيبي، لإطلاع شعبنا وأمتنا العربية والعالم كلّه على ملابسات مرض الرئيس القائد واستشهاده. هذا وقرّر المجلس الثوري في إطار تخليد ذكرى القائد الزعيم الخالد والأب القائد ياسر عرفات، بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيله تشكيل لجنة حركيّة ولجنة وطنيّة، وإقامة الندوات والمهرجانات تحت عنوان (القدس على مرمى حجر) التي ردّدها الزعيم الخالد طوال حياته، وقرّر المجلس الثوري أن تتقدّم حركة فتح لانتخابات الرئاسة الفلسطينية يوم 9 كانون الثاني 2005م، ببرنامج عمل وطني يؤكّد على الثوابت الوطنية والحقوق الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرّف وعلى سيادة القانون والنظام والنهج الديمقراطي وحرية الرأي والعقيدة، والتأكيد على حقوق الإنسان ومبدأ فصل السلطات، وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع وتوفير الأمن للوطن والمواطن.
ووجّه المجلس الثوري الدعوة إلى جماهير شعبنا إلى الإسراع في التسجيل في السجل الانتخابي لضمان أوسع مشاركة جماهيرية في انتخاب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأكّد المجلس الثوري على تمسّك حركة فتح بالوحدة الوطنية الفلسطينية، ودعا إلى مواصلة الحوار الوطني دون إبطاء بين فصائل وقوى شعبنا بما يعزّز وحدتنا الوطنية الراسخة على أساس برنامج الإجماع الوطني الذي أقرّه المجلس الوطني الفلسطيني، وإعلان الاستقلال الوطني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194 الصادر عن الأمم المتحدة.
وعبّر المجلس الثوري عن شكره وامتنانه للرئيس حسني مبارك ولشعب مصر العظيم على إقامة مراسيم جنازة الرئيس الخالد في القاهرة، وبحضور الرئيس مبارك وقادة ورؤساء ومسؤولون عن مختلف دول العالم، وإن الشعب الفلسطيني سيظل يحفظ على الدوام للرئيس مبارك ولمصر الشقيقة كل المودّة والامتنان والوفاء.
ويشكر المجلس الثوري قادة العالم والرؤساء والمسؤولين والشخصيّات العامّة التي شاركت في الجنازة، وقدّمت العزاء للقيادة الفلسطينية في القاهرة وفي رام الله، ويؤكّد المجلس الثوري أنّ الشعب الفلسطيني الذي يغمره الحزن والأسى ويعتصره الألم لرحيل قائده ومؤسّس ثورته وكيانه الوطني، يعتز كل الاعتزاز ويقدّر كل التقدير هذا الالتفاف والتضامن العربي والعالمي مع شعبنا الفلسطيني في هذه اللحظة الحزينة من تاريخ شعبنا، ويؤكّد في الوقت ذاته أنّ طريق ياسر عرفات هو طريق فتح وشعبنا، فالعهد هو العهد والقسم هو القسم.
ويؤكّد المجلس الثوري تمسّك شعبنا المطلق بحق الدفاع المشروع عن وجوده وأرضه ووطنه ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي واستيطانه، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وانسحاب قوات الاحتلال من جميع الأراضي الفلسطينية وحتى حدود عام 1967.
وعلى الصعيد السياسي يؤكّد المجلس الثوري تمسّكنا بالشرعيّة الدوليّة وقراراتها، ويطالب الأسرة الدولية بالتحرّك الفوري لإلزام حكومة إسرائيل بتطبيق هذه القرارات دون تأخير، وبوقف الاستيطان وهدم جدار الفصل والتمييز العنصري، وبانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مواقعها في 28 أيلول 2000، وبالاعتراف بحق شعبنا في القدس الشريف، بالمشاركة الكاملة في الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية، وأنّ إزالة الحواجز وانسحاب القوات الإسرائيلية هو أمر ضروري لإجراء الانتخابات الفلسطينية بعيداً عن اعتداءات جيش الاحتلال واغتيالاته وجرائمه، وإنّها لمسؤولية أساسية على الأسرة الدولية ومجلس الأمن واللجنة الرباعية لتوفير المناخ الصحيح لإجراء الانتخابات الرئاسية.
إنّ المجلس الثوري يؤكّد أنّ خيار السلام واعتماد المفاوضات هو خيار رئيسنا العظيم ياسر عرفات، وخيار أطرنا الشرعية وخيار شعبنا في مسيرته الظافرة نحو الاستقلال والحرية والدولة المستقلة، وعلى هذا الأساس فإنّ حركة فتح تتمسّك بقرارات الشرعية الوطنية التي أقرّتها مجالسنا الوطنية، وبالثوابت الوطنية التي ضحّى في سبيلها الرئيس أبو عمار، وفي نفس الوقت تتمسك حركة فتح بقرارات الشرعية الدولية، وبخطة خارطة الطريق، التي أقرّها مجلس الأمن الدولي في قراره 1515، وبصدد فك الارتباط من قطاع غزة، فإنّه يجب أن يكون جزءاً لا يتجزأ من خطة خارطة الطريق، وأن يتم وفق جدول زمني كجزء من خارطة الطريق وتحت إشراف اللجنة الرباعية الدولية.
وتؤكّد حركة فتح استعداد السلطة الوطنية وأجهزتها الأمنية لتسلّم أيّة أرض فلسطينية ينسحب منها المحتلون الإسرائيليون، ويحيي المجلس الثوري الأمم المتحدة ودول العالم وشعوبه التي تحيي مع شعبنا اليوم العالمي للتضامن مع شعبنا والذي يصادف 29تشرين ثاني من كل عام.
قرارات المجلس الثوري وتوصياته:
أولاً: يقرر المجلس الثوري عقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح يوم 4آب 2005م، والذي يصادف عيد ميلاد الرئيس والقائد والأب الخالد ياسر عرفات، ويوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية بتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس على وجه السرعة، وعقد المؤتمرات القاعدية في الوطن والشتات لاختيار أعضاء المؤتمر العام.
ثانياً: يوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية لحركة فتح بإجراء الانتخابات التشريعية يوم 15أيار 2005م، والطلب إلى رئيس السلطة الوطنية لإصدار مرسوم بذلك، ودراسة قانون الانتخابات التشريعية بما يضمن تعزيز الديمقراطية ومشاركة القوى والأحزاب بهذه الانتخابات التشريعية، واعتماد النظام المختلط ( الدائرة، والنسبي ) وبما يعزّز وحدتنا الوطنية.
ثالثاً: يوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية بتشكيل لجنة مركزية للإشراف على الانتخابات الرئاسية، وقيادة الحملة الانتخابية برئاسة الأخ الطيّب عبد الرحيم عضو اللجنة المركزية للحركة، وتضم أعضاء من المجلس الثوري والأقاليم والمكاتب الحركية، كما يوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية بتأمين الاعتمادات المالية اللازمة لذلك.
رابعاً: يوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية بتشكيل اللجنة المركزية العليا لانتخابات المجلس التشريعي المقررة يوم 15آيار 2005م، لتحديد البرنامج الانتخابي لممثلي حركة فتح واختيار المرشحين وإقرارهم من اللجنة المركزية والمجلس الثوري والأطر التنظيمية.
خامساً: يوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية ولجنة المتابعة للمجلس الثوري للاجتماع الفوري من أجل تنفيذ قرارات المجلس الثوري، خاصة في دورتيه رقم 17، 23، ووضع هذه القرارات موضع التنفيذ.
سادساً: يوصي المجلس الثوري أن تقدم اللجنة المركزية تقريراً مكتوباً عن أعمالها خلال دورة المجلس القادمة، ويوصي أمانة سر المجلس بتقديم تقرير مكتوب يتناول مختلف المسائل وأن يوزّع التقريران على أعضاء المجلس قبل الدورة.
سابعاً: يوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية بتعيين ناطق رسمي باسم حركة فتح لإعلان مواقف الحركة وسياستها من مختلف القضايا الوطنية والحركية.
ثامناً: يوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية بتشكيل لجنة مختصّة لكتابة تاريخ حركة فتح وحياة وكفاح الرئيس الخالد ياسر عرفات على طريق الحرية والاستقلال الوطني.
تاسعاً: يوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية للاتصال بالسلطة الوطنية لتأمين حق الانتخاب للمواطنين الفلسطينيين الذين يتواجدون في الخارج لأسباب مختلفة ويحملون الهوية الوطنية ولهم حق المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
عاشراً: يوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية بالطلب إلى كتلة فتح في المجلس التشريعي باعتماد كوتة للمرأة في الانتخابات المحلية والتشريعية واعتماد مبدأ التمييز الإيجابي لصالح المرأة في الانتخابات المحلية والتشريعية وفي أطر حركة فتح والسلطة الوطنية.
حادي عشر: يوجّه المجلس الثوري التحيّة الحارّة لأسرانا ومعتقلينا في سجون الاحتلال ومعتقلاته، وينحني المجلس الثوري إجلالاً واحتراماً لصمود أسرانا وكفاحهم، ويقدّر عالياً وحدتهم والتفافهم حول حركتهم الرائدة حركة فتح وتأييدهم لمرشّح الحركة الأخ أبو مازن لرئاسة السلطة الوطنية، ويؤكّد المجلس الثوري أنّ حرية الأسرى وعودتهم إلى أسرهم ووطنهم هي على رأس أولويات القيادة على كافة المستويات الدولية، ولن يهدأ لنا بال حتى يعود أبناؤنا الأحرار والمناضلون في سبيل الحرية والاستقلال إلى أرض الوطن المستقل الذي ناضلوا في سبيله، وكما يترحّم المجلس الثوري على أرواح شهدائنا الذين قدّموا أرواحهم في سبيل حرية الوطن واستقلاله ويدعو لجرحانا بالشفاء العاجل.
ثاني عشر: يوصي المجلس الثوري اللجنة المركزية وانطلاقاً من الالتزام الكامل بمواقف الحركة وبرامجها بإيلاء كل الاهتمام والعناية بالكادر الحركي والميداني المناضل في كافة الساحات والمناطق والأطر والمواقع، بما يعزّز وحدة الحركة وتلاحم أبنائها وقواعدها ويوفر لأبناء فتح الحماية والعناية والرعاية والمشاركة الديمقراطية في حياتها الداخلية وصون حقوقهم الحركية.
وأشاد المجلس الثوري بالأطر الحركيّة المسؤولة في التعبئة والتنظيم والمكاتب الحركيّة للمنظّمات الشعبية وأمانات سر الأقاليم ولجانها ومناطقها ومنظمة الشبيبة الفتحاوية ولجان المرأة للعمل الاجتماعي والاتحادات والمنظمات الشعبية، وذلك للدور الذي قامت وتقوم به في معركة الاستقلال الوطني وتحرير أرضنا، ودعوة هذه الأطر لأخذ دورها الوطني في تجسيد حلم الرئيس ياسر عرفات، ودعا المجلس هذه الأطر إلى العمل على استكمال السجل الانتخابي ووضع الآليّات والبرامج التي تكفل فوز مرشّح الحركة للرئاسة الأخ المناضل أبو مازن ومرشّحي الحركة للانتخابات التشريعية.