قرارات المجلس الوطني الفلسطيني في الدورة الاستثنائية 27/8/1970
1- إن المجلس الوطني الفلسطيني وهو يشير إلى قراراته السابقة في دورات انعقاده الرابعة والخامسة والسادسة، بشأن رفض قرار مجلس الأمن رقم 242 الصادر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1967م.. هذه القرارات التي أعلن فيها المجلس وأكّد رفضه للقرار المشار إليه وبيّن بالتفصيل الأسباب التي تدعو إلى هذا الرفض الذي أعلن فيها المجلس وأكّد أن تحرير فلسطين وباقي الأراضي العربية المحتلة لا يمكن أن يتحقق بغير الكفاح المسلح، وحرب الشعب طويلة الأمد، يعلن اليوم رفضه القاطع ومقاومته الحازمة للمؤامرة الأمريكية المسماة خطة روجرز، مؤكداً بذلك جميع القرارات التي صدرت مؤخراً في هذا الشأن من اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية سواءً في ذلك ما يتعلق برفض قرار مجلس الأمن رقم 242، وما يتعلق بخطة روجرز وما تفرع عنها من وقف إطلاق النار، والشروع في المفاوضات مع العدو الإمبريالي الصهيوني المحتل.
2- ويرى المجلس أن المقترحات الإمبريالية الأمريكية تتضمن:
أ. التنازل عن جزء من الأرض الفلسطينية العربية لمحتل غاصب لأول مرة في التاريخ الإسلامي والعربي.
ب. الاعتراف بشرعية العدو المحتل والتسليم بالقهر الصهيوني الإمبريالي الذي يقع على شعب فلسطين العربي، وتكريس وجود هذا العدو في جسم الوطن العربي.
ت. تصفية الوجود الفلسطيني، ومعالجة قضية شعب فلسطين مرة ثانية كمشكلة لاجئين، ومحاصرة كل تطلع فلسطيني للثورة والتحرير.. وبذلك يصبح كل حديث عن حقوق شعب فلسطين المشروعة بلا معنى وطني أو مدلول قومي.
ث. تثبيت وتوسيع النفوذ الإمبريالي واستغلاله في الوطن العربي كافة وفتح الباب واسعاً أمام الصهيونية العالمية وإسرائيل لتنفيذ برامجها الاستعمارية التوسعية القائمة على أساس- إسرائيل الكبرى- كدولة صناعية كبرى تشكل قاعدة للرأسمالية الصهيونية والأمريكية في البلاد العربية والشرق الأوسط، حيث تجعل من المنطقة سوقاً احتكارياً بما يؤدي إلى قتل كل بدايات التصنيع العربية، والإبقاء على حالة التخلف والتجزئة في المنطقة.
3- إن المجلس الوطني الفلسطيني في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة الحاسمة التي تعمل فيها جميع الجهات والأجهزة المتآمرة والمضادة لشعبنا، وقضيته على إبراز بعض العناصر من ذوي الارتباطات المشبوهة؛ ليدعوا أنهم يمثلون شعب فلسطين تمهيداً لإشراكهم في الاستسلام والتسويات من وراء ظهر حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة، يعلن:
أ. إن حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة ممثلة في المجلس الوطني الفلسطيني واللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية المرتبطة عضوياً بالحركة الوطنية الجماهيرية بالأردن، وذلك على اعتبار أن الساحة الأردنية - الفلسطينية ساحة نضالية واحدة هي الممثل الوحيد لشعب فلسطين استناداً إلى حقها الطبيعي في كونها الثورة المعبرة عن أماني شعبنا وتطلعاته الأصلية في تحرير كامل تراب الوطن.
ب. وانطلاقاً مما تقدم كان كل من ينشط للتكلم باسم شعب فلسطين، وتزييف قيادته وإرادته خارجاً عن إرادة شعب فلسطين، وخائن لقضيته وثورته التحررية يستحق كل قصاص حازم عادل، وذلك ضماناً لوحدة مسيرة ثورتنا التحررية واستمرارها، وحفظاً على قضيتنا من أخطار التلاعب والتصفية.
ت. إن الدعوات الزائفة التي أطلقت مؤخراً بشأن حق شعب فلسطين في تقرير المصير لا تعدو أن تكون محاولة يائسة لدفع نفر من ضعاف النفوس ذوي الارتباطات المعروفة من أجل القيام بشكل أو بآخر بنشاطات أو أعمال تسجل على شعب فلسطين زوراً وتزييفاً بأنه ساهم في التسوية الاستسلامية وأنه مستعد لذلك. إن المفهوم العلمي الوحيد وحق تقرير المصير في هذه المرحلة، والاختيار بين الاستسلام وتصفية القضية وبين استمرار القتال من أجل التحرير الكامل قد اختار شعبنا طريق حرب الشعب الوطنية طريقاً وحيداً لا يمكن بغيره تحقيق الأماني الوطنية والقومية.
ث. إن الواقع التاريخي - الاقتصادي والاجتماعي والسياسي يؤكد وحدة الشعب في الساحة الفلسطينية الأردنية، وعلى هذا فإن شعبنا يرفض المؤامرة الاستعمارية الرجعية لتمزيق وحدة الشعب والأرض والمصير، ويؤكد على رفضه تقسيم البلاد إلى دويلة فلسطينية، ودويلة أردنية في محاولة للتغرير بشعب فلسطين، وتمرير الحلول التصفوية، وإقامة دويلات عميلة يستخدمها الاستعمار والصهيونية لضرب حركة الثورة الفلسطينية والعربية وصمام أمن لإسرائيل.
4- يؤكد المجلس الوطني الفلسطيني أن واجب شعب فلسطين والشعب العربي عامة في هذه المرحلة النضالية الحاسمة يجب أن لا يقتصر على مجرد الإعلان والرفض للحلول الاستسلامية والمؤامرات التصفوية الإمبريالية الأميركية، بل عليه أن يضع وينفذ الخطط العملية النضالية من أجل إحباط جميع المشاريع والخطط التصفوية وحماية الثورة المسلحة واستمرارها، كما يؤكد على أن الساحة الأردنية بحكم واقعها السياسي والوطني والاجتماعي الساحة الأساسية التي يمكن فيها البدء بعملية إحباط للحلول التصفوية، لذلك يقرر المجلس الوطني الفلسطيني ما يلي:
أ. إن وحدة القيادة ووحدة التحرك النضالي لجميع فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة شرط أساسي هام للنجاح لإحباط المشاريع والخطط التصفوية، لذلك يجب أن تعزز صلاحيات اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكافة القيادات والأجهزة التي تتوحد من خلالها جميع فصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة، وبصفة خاصة القيادة العسكرية التي يجب أن تصبح قادرة على السيطرة والقيادة للقوات المسلحة لكافة المنظمات وتحريكها بشكل مركزي فعال.
ب. على اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية كقيادة ثورية لشعبنا أن تتخذ جميع الوسائل والإجراءات الضرورية من أجل منع الاستمرار في التفاوض القائم الآن مع العدو في نطاق المشاريع والخطط التصفوية، وذلك انطلاقاً من اعتبار الساحة الأردنية - الفلسطينية ساحة نضالية واحدة لا يجوز أن تتصرف فيها سلطة بقضيتنا ومصيرنا خلافاً لرغبات شعبنا وأمانيه الحقيقية، وأن على اللجنة المركزية أن تعمل بكل الوسائل على تحويل الساحة الأردنية- الفلسطينية كاملة إلى معقل الثورة الشعبية المسلحة مع الجنود لتبني الاستمرار في القتال الشعبي لتحرير كامل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة لتعبئة جميع الطاقات العربية حولها من أجل تحقيق هذا الغرض.
ت. على اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تتخذ جميع الوسائل والإجراءات الفعالة محلياً في الأردن، وعلى النطاق العربي لحماية استمرار الكفاح المسلح ضد العدو وحماية قوى الثورة الشعبية ذاتها من المؤامرات والتحركات العسكرية وغير العسكرية الجارية الآن من أجل ضرب وتصفية حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة، وأن من حق اللجنة المركزية وواجبها في هذا الخصوص أن لا تتوانى أو أن تتردد أو أن تتأخر في المبادرة إلى قطع الطريق على جميع المؤامرات والاستعدادات المكشوفة الجارية الآن.
ث. تعني التسوية الاستسلامية- بالنسبة لشعبنا في الضفة الشرقية والقضاء على كافة المكاسب التي انتزعها الشعب بنضاله وتضحياته خلال السنوات الثلاث الماضية فتعني- بالضرورة انتزاع السلاح من أيدي الجماهير، والقضاء على حق الجماهير في حرية الاجتماع، والنشر، والتعبير، والتظاهر، والانتماء السياسي، والعودة إلى عهد الإرهاب الأسود الذي عانت منه طويلاً قبل حزيران1967م وسقط ضحيته المئات منها.
ج. في مجال النشاط العربي من أجل إحباط الحلول التصفوية، وحماية حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة واستمرارها يقرر المجلس الوطني الفلسطيني:
• أن تعمل حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة باعتبارها انطلاقة ثورية جديدة تحريرية وحدوية تقدمية لشعبنا العربي في هذا اليوم، ومن خلال هذا المجلس على إقامة صلة تنظيمية عضوية مع جميع الحركات والهيئات الشعبية العربية التي تتبنى رفض الحلول التصفوية ابتداء من الحركات التي تشاركنا حضور هذا المجلس بشكل يصبح معه اجتماع هذا المجلس نقطة تحول هامة، بحيث تكفل هذه الثورة الفلسطينية أن تأخذ عمقها القومي الشعبي الصحيح، ولا يكفي في هذا المجال أن تعتبر الحركات الشعبية العربية التقدمية مجرد حركات مدعمة للثورة الفلسطينية فقط، بل علينا أن نلتحم في جبهة شعبية عربية ثورية واحدة، ولذلك يكلف المجلس اللجنة المركزية بتشكيل هيئة قيادية شعبية عربية تمثل تحرك شعبنا العربي، وتقوده في نضاله ضد الإمبريالية الصهيونية والعملاء
• في سبيل حشد كل طاقاتنا الثورية لضمان إحباط الحلول الاستسلامية، وتصعيد كفاحنا المسلح ضد العدو المحتل، يطلب المجلس الوطني من الدول العربية المعنية إطلاق حرية جيش التحرير الفلسطيني، ووضعه بالفعل تحت تصرف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والتي تقوم بدورها في تحريك هذا الجيش، ونقله إلى الأماكن المناسبة التي يجب أن يكون فيها وخاصة في الأردن ليتمكن من القيام بدوره القتالي اللازم.
• دعوة الأنظمة العربية التي أعلنت رفضها للمبادرة الأمريكية إلى ترجمة هذا الموقف إلى مساندة مباشرة للمقاومة، ودعم حريتها، والعمل في شتى الميادين.
• مطالبة جميع الدول العربية المعادية للاستعمار والصهيونية لتقديم المساندة الفعالة لقوى الثورة الفلسطينية المسلحة، ودفع التزاماتها للصندوق القومي الفلسطيني.
• مطالبة الشعب العربي في كافة أقطاره بالنضال الفعال ضد المصالح والمواقع الاستعمارية، وضد عملاء الاستعمار والإمبريالية لأننا نرى في هذا النضال ضد الإمبريالية في البلاد العربية دعماً للثورة الفلسطينية التي هي جزء من حركة الثورة العربية.
5- بما أن حركة المقاومة الفلسطينية جزء من حركة التحرير الوطني العالمية والثورة العالمية ضد الإمبريالية، فإننا نناشد جميع قوى التحرر الوطني في كل مكان لمساندة صراع شعبنا المشروع من أجل تحرير بلاده.
6- يطلب المجلس الوطني الفلسطيني من اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية بكافة مؤسساتها وأجهزتها أن تقوم بتحرك واسع على المستوى العالمي في المجال الإعلامي والاتصال المباشر مع جميع حركات التحرر الوطني والحركات والأنظمة التقدمية من أجل شرح موقف حركة المقاومة في رفض الحلول الاستسلامية، وضرورة استمرار الثورة وضحد كل الدعايات المضادة التي تحاول تشويه هذا الموقف. لا بد للمجلس أن يؤكد على أهمية الإعلام في هذه المرحلة سواء منها ما كان موجهاً لشعبنا في كل مكان أو الذي كان يستهدف المستوى العالمي. كما وأن أجهزة إعلامية ضخمة لعدد من دول أجنبية وعربية تقوم في الوقت الحاضر بدعاية ضارة للقضية الفلسطينية، ومؤيدة للحلول الاستسلامية وهي تستهدف أول ما تستهدف شعبنا العربي الفلسطيني لتزين له الحلول الاستسلامية، وتشوه صورة العمل الفدائي أمامه وبالتالي بلبلة رأيه، وتمييع موقفه هذا يؤكد أهمية الإعلام الثوري في هذه المرحلة بشكل حاسم. لذلك يرى المجلس أنه من الضروري استئناف البث من إذاعة صوت فلسطين صوت منظمة التحرير الفلسطينية، وتوحيد جميع أجهزة الإعلام، والقيام بكل نشاط إعلامي ممكن.
7- يعهد المجلس إلى لجنة مشتركة من اللجنة المركزية ومجلس التخطيط لوضع الصيغة التفصيلية لمواجهة كافة الاحتمالات الناشئة عن الوضع الراهن.
8- يكلف المجلس الوطني اللجنة المركزية لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتنفيذ توصياته وقراراته.