حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 13 تموز 1992 جامعة النجاح الوطنية، والتي كانت تجري فيها عملية اقتراع لمجلس اتحاد طلبتها. واستمرت عملية حصار الجامعة من عصر يوم الثلاثاء (13 تموز) حتى مساء يوم الجمعة 1992، لمدة 72 ساعة، دون أن يسمح لهم بالخروج أو الحصول على المواد الغذائية؛ بحجة وجود مطلوبين مسلحين بداخل الجامعة.

الحاكم العسكري الإسرائيلي لمدينة نابلس اتصل بعدد من الشخصيات المعروفة داخل المدينة، وأبلغها أن قوات من الجيش تحاصر جامعة النجاح، وأنها لن تسمح للطلبة، البالغ عددهم حوالي خمسة آلاف، بمغادرتها، إلا إذا سلم المطلوبون أنفسهم مع أسلحتهم الفردية التي أدخلوها إلى الجامعة.

 وفرضت سلطات الاحتلال حظرًا للتجول على مدينة نابلس، واعتلى الجنود أسطح المنازل المحيطة بالجامعة، وأقاموا الحواجز وأطلقوا الأعيرة النارية، بين الحين والآخر، والقنابل المضيئة لإرهاب الطلبة المحاصرين.

قدم منسق الشؤون العربية في الأراضي المحتلة (داني روتشيلد) للوفد الفلسطيني قائمة بالشروط الإسرائيلية لفك الحصار، على رأسها أن هناك 19 اسمًا تريد إسرائيل اعتقالهم؛ بحجة وجودهم بداخل الجامعة، وبأنهم مسلحون ومطلوبون لأجهزتها الأمنية، (اتضح فيما بعد أن 13 منهم ليسوا بداخل الجامعة) وتفتيش كل الموجودين داخل الجامعة من خلال إجبارهم على المرور عبر جهاز تفتيش آلي.

رفض الطلبة الشروط الإسرائيلية بتسليم المطلوبين حسب أدعاء سلطات الاحتلال، واعتبرها وفد المفاوضين الفلسطينيين غير منطقية.

أعضاء الوفد الفلسطيني استعانوا بمقر الصليب الأحمر الدولي لإدارة عملية التفاوض.  وصباح يوم الجمعة، اتصل روتشيلد بمقر الصليب الأحمر الدولي، وأبلغ أعضاء الوفد الفلسطيني أنه يوافق على عدم التعرض للمطلوبين الستة، مقابل توقيعهم على طلبات لإبعادهم لمدة ثلاث سنوات؛ وعلى أن تتمكن السلطات الإسرائيلية من طرح أسئلة عليهم قبل رحيلهم.

بعد ظهر يوم الجمعة، في حوالي الثانية، طرح الموضوع من قبل أعضاء الوفد الفلسطيني على الطلبة الذين ادعت سلطات الاحتلال بأنهم مطلوبون لأجهزتها الأمنية وتريد أبعادهم.

 وعلى الرغم أن الاتهامات الموجهة إليهم لا تعنيهم؛ إلا أنهم فضلوا التضامن مع الآخرين والموافقة على الرحيل إلى الأردن، نفذ الاتفاق في ساعات المساء بمواكبة من الصليب الأحمر الدولي.
 والمبعدون هم: