رصدت "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" (98) موقعًا تستخدم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين للتخلص من النفايات؛ منها (34) موقعًا استخدمت للتخلص من النفايات الصلبة الإسرائيلية؛ و(64) موقعًا يتم فيها ضخ النفايات السائلة والمياه العادمة ومخلفات المصانع الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وكان أخطرها:

1- وادي كيدرون (وادي النار)/ القدس:  وهو مجرى وادٍ تاريخي دأبت دولة الاحتلال منذ عام 1948 على التخلص من نفاياتها السائلة فيه؛ ما أدى إلى تلوُّثه وتسميم مياهه، وتدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية؛ ليطال هذا الانتهاك تجمعات في القدس وبيت لحم، وصولًا إلى البحر الميت.

2- مكب نفايات أبو ديس/ القدس: أنشأته إسرائيل عام 1981 لاستخدامه مكبًّا تتخلص فيه من النفايات الصلبة لمستوطنات القدس ومعالي أدوميم؛ فأضحى مكرهة صحية على تماس مع بيوت الفلسطينيين.

3- عين فارس/ بيت لحم: تضخ مستوطنة "بيتار عيليت" كميات كبيرة من النفايات السائلة في مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية المحاذية؛ ما أدى إلى تدميرها؛ كما طال هذا الاعتداء عين الماء التاريخية في المنطقة، المسماة "عين فارس" الواقعة غرب بلدة نحالين، وأدى إلى تلوثها وتدميرها.

4- برك جوبية للنفايات السائلة/ طوباس:  عبارة عن أربع برك ضخمة، أقامها مستوطنو مستوطنة "محولا" للتخلص من نفاياتهم السائلة، وسط أكثر الأراضي خصوبة في فلسطين، تقدر مساحتها بخمسة دونمات؛ الأمر الذي أدى إلى تلف الأراضي الزراعية الفلسطينية المحيطة، وإجبار السكان على هجرها، ليسهل على المستوطنين الاستيلاء عليها.

5- مكب جيوس للنفايات السائلة/ قلقيلية: أقيم هذا المكب في الفترة ما بين 1982م و1984م، على أراضي جيوس، وعزون، وصيرة؛ واستمر حتى عام 2000م؛ وتقدر مساحته بنحو خمسة وعشرين دونمًا. وقد استخدمته دولة الاحتلال للتخلص من النفايات القادمة من مصانع إسرائيلية تقع داخل أراضي عام 1948م، ومن معسكرات الجيش الإسرائيلي والمستوطنات الجاثمة على أراضي مواطني المحافظة.  وقد ترتب على هذا المكبّ مكرهة صحية وبيئية طالت المنطقة ترابها وهوائها، ومياهها الجوفية، خاصة "الحوض الغربي".

6- وادي قانا/ سلفيت:  استهدف الاحتلال الإسرائيلي وادي قانا، الذي يعدُّ أحد أجمل المناطق الفلسطينية؛ بضخّ كميات كبيرة من النفايات السائلة التي تجري في شبكة الصرف الصحي للمستوطنات السبعة المقامة على السفوح الجبلية المحيطة بالوادي، وتوجيهها إلى مسار الوادي التاريخي؛ ملوثة بذلك الأراضي الزراعية المحيطة. ويشار إلى أن الاحتلال عمل على  إنشاء آبار تجميع، وشبكة لضخ مياه الوادي العذبة قبل تلوثها؛ لتغذية المستوطنات بها .

7- مكب مستوطنة شيلو متسيور المزدوج على أراضي الجفتلك: يضم مجمعًا ضخمًا للنفايات الصلبة والسائلة منذ العام 2003؛ حيث تأتي النفايات الصلبة من عموم مستوطنات الضفة، ومن الأراضي المحتلة عام 48.  وتقدر مساحة المكب الخاص بالنفايات الصلبة لوحده بحوالي 253 دونمًا؛ كما ويوجد في المجمع ثلاث برك ضخمة على الأقل، لتجميع النفايات السائلة من المستوطنات المحيطة.

توزيع مواقع  النفايات الصلبة والسائلة الإسرائيلية على محافظات الضفة الغربية

بالنظر إلى التوزيع الجغرافي للاعتداءات البيئية التي تتعلق بإلقاء النفايات (حسب الجدول أعلاه) يتضح أنها تتركز في: محافظة القدس ومحيطها، بواقع (10) مواقع في القدس؛ و(11) موقعًا في بيت لحم؛ و(20) موقعًا في أريحا؛ وموقعًان في الخليل. أما في محافظة طوباس والأغوار الشمالية فقد بلغت (13) موقعًا؛ وفي محور وسط الضفة الغربية الممتد من قلقيلية إلى سلفيت (10) مواقع في قلقيلية؛ و(17) موقعًا في سلفيت.

إن خطورة هذه الاعتداءات لا تكمن فقط في ما تحدثه من دمار على المواقع التي هي فيه؛ بل إن الأضرار التي قد يخلفها موقعًا واحدًا فقط، على الإنسان والأرض والمياه الجوفية الفلسطينية، يمكن أن يكون أقوى وأخطر من كثير من الاعتداءات الأخرى. هذا من ناحية؛ ومن ناحية أخرى فقد أثبتت الدراسة بالوقائع والخرائط والتحليل، أن إسرائيل تتبع في هذا الموضوع سياسة ممنهجة وخطة واضحة ترمي لضرب شرايين الحياة على الأرض الفلسطينية، المتمثل بالمياه الجوفية الفلسطينية ( الأودية)، والأراضي الزراعية.

خارطة التوزيع الجغرافي للمكبات الصلبة والسائلة الإسرائيلية في الضفة الغربية