الأبراج التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي بالكامل في عدوانه على قطاع غزة أيار 2021

قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ العديد من الأبراج في مختلف أنحاء قطاع خلال أحد عشر يوماً من العدوان، وتضم هذه الأبراج المستهدفة عدداً من الشقق السكنية، ومكاتب شركات ومؤسسات صحفية، إضافةً إلى العديد من المحال التجارية، خمسة منها تم تدميرها بشكل كامل، وحولتها إلى أكوام من الركام وهي:

1- برج هنادي:

عند حوالي الساعة 19:35 من مساء اليوم 11/5/2021 قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي برج هنادي بالقرب من ميناء غزة للصيادين غرب مدينة غزة بتسعة صواريخ دمرته بالكامل، وألحقت أضراراً مادية جسيمة بالمنازل والمنشآت المجاورة.
وبرج هنادي مكون من 13 طبقة وتقطن فيه حوالي 80 عائلة، وتوجد فيه مكاتب لشركات خاصة وعدة مؤسسات.

2- برج الجوهرة :

عند حوالي الساعة 21:30 من مساء اليوم 11/5/2021 قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي برج الجوهرة الكائن في شارع الجلاء وسط مدينة غزة بستة صواريخ تحذيرية متتالية؛ وعند حوالي الساعة 2:25 من فجر يوم 12/5/2021، عاود الطيران الحربي قصف البرج بخمسة صواريخ متتالية؛ ما أدى إلى تدميره كليًا. وألحق القصف أضراراً مادية في عدد من منازل المواطنين والمحلات التجارية المجاورة. وبرج الجوهرة مكون من 10 طوابق ويحتوي على مكاتب وشركات خاصة وعيادات صحية ومحلات تجارية، ومؤسسات إعلامية.

3- برج الشروق:

عند حوالي الساعة 18:30 من مساء اليوم 12/5/2021 قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي برج الشروق الكائن في حي الرمال وسط مدينة غزة بـ (10) صواريخ دمرته بالكامل، وهو برج مكون من (14) طابقاً، ويحتوي على مكاتب لشركات خاصة ومحال تجارية وشقق سكنية، وعدد من المؤسسات الإعلامية؛ كما لحقت أضرار مادية جسيمة بالمنازل والمحلات المجاورة للبرج.

4- برج الجلاء:

عند حوالي الساعة 15:15 من اليوم 15/5/2021 قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بستة صواريخ برج الجلاء الكائن في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، البرج ومكون من (12) طابقاً، من بينها (6) طوابق عبارة عن شقق سكنية، و (6) طبقات عبارة عن (مكاتب تجارية، ومكاتب محاماة، ومكاتب لوكالات أنباء وقنوات إخبارية وإعلامية، من بينها مكتب قناة الجزيرة ووكالة الأسوشيتد برس (AP)، وغيرها من المؤسسات. وقد دمر البرج بشكل كلي، كما ألحق القصف أضرارًا بالغة في المنازل والمنشآت التجارية المحيطة فيه.

5- برج أنس بن مالك

عند حوالي الساعة 10:20 من يوم 16/5/2021، قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بستة صواريخ مجمع بنايات أنس بن مالك في حي اليرموك شرق مدينة غزة، وهو تجمع مكون من (3) بنايات، وكل بناية تتكون من (7) طوابق؛ وعدد الشقق الموجودة داخل البنايات الثلاثة (63) شقة سكنية، بمساحة بناء كلية تبلغ (1500) مترًا، دمرت بشكل كلي، كما لحقت أضرار بالغة في المكان والمنازل المحيطة.

وقد شهد عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في العام 2014 هجمة شرسة على الأبراج إذ دمرت فيها ثلاثة أبراج ضخمة وحيوية هي: "برج الباشا" الذي يقع غرب مدينة غزة، ويتكون من 13 طابقاً سكنياً كانت تحوي عشرات الأسر، والعديد من المؤسسات الإعلامية والمدنية؛ كما دمر الاحتلال "المجمع الإيطالي" الذي يتكون من 14 طابقاً وضم حوالي 50 شقة سكنية؛ وانتهى العدوان بتدمير "برج الظافر" المكون من 13 طابقاً سكنياً.

وحسب تقرير للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان (ديوان المظالم) في أيار 2021: لا تقتصر الآثار السلبية على التدمير المادي للمنشأة المستهدفة فقط، وإنما تتعداه لبث الذعر والخوف في نفوس المدنيين والخسائر الاقتصادية الفادحة نتيجة لذلك (تقدر الخسائر الاقتصادية الأولية لتدمير الأبراج حوالي "16,860,000" دولار أمريكي)؛ بل إنها أيضاً جعلت مئات العائلات بدون مأوى، وجعلت المئات أيضاً دون عمل؛ إذ إن تدمير الأبراج يعني تدمير أماكن عملهم واسترزاقهم؛ بالإضافة إلى تدمير أماكن الترفيه والثقافة التي ضمتها العديد من الأبراج المستهدفة، فهي أيضاً لها بعد ثقافي مهم؛ كما أن تدمير الأبراج المدنية يكرس سياسة العقاب الجماعي وأعمال الانتقام والثأر التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وفقاً للاتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 وبروتوكولها الأول الإضافي لسنة 1977، فإن الأطراف ملزمة بحماية الأعيان المدنية ("الأعيان المدنية لا تكون محلاً للهجوم أو لهجمات الردع") (مادة 52 من البروتوكول)؛ وتحظر المادة (147) من اتفاقية جنيف الرابعة تدمير واغتصاب الممتلكات على نحو لا تبرره ضرورات حربية وعلى نطاق كبير بطريقة غير مشروعة وتعسفية. ونصّت المادة (25) من لائحة لاهاي المتعلقة بقوانين وأعراف الحرب البرية لعام 1907 على: "تحظر مهاجمة أو قصف المدن والقرى والمساكن والمباني غير المحمية أيًا كانت الوسيلة المستعملة".

إن استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي الأبراج المدنية بشكل متعمد في عدوانها الأخير على قطاع وفي عدوانها في العام 2014، يمثل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني، وهي جريمة حرب مكتملة الأركان وموجبة للمساءلة، بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لسنة 1998.