الأرمن

الأرمن (بالإنجليزية " Armenians" و بالأرمينية "بالأرمينية") هم شعب ينتمي إلى العرق الآري "الهندو أوروبي"، يعيشون في أرمينيا شرقي هضبة الأناضول، ولكن الكثير منهم يعيشون في بلدان المهجر بسبب المآسي التي حلت بأجدادهم خلال النصف الأول من القرن العشرين دفعتهم للهجرة عن موطنهم الأصلي في آسيا الوسطى. 

سميت الطائفة الأرمينية بهذا الاسم نسبة إلى أرمينا بلدهم الأصلي، ولكن الأرمن في فلسطين يعتبرون أنفسهم فلسطينيين أباً عن جد، مع أنهم يعتزون بوطنهم الأصلي وجذورهم الأرمينية، ويحافظون على لغتهم الأم – الأرمينية، ويتمسكون بعاداتهم وثقافتهم.

يقول الأرمن: "نحن، إثنياً أرمينيون، وقومياً فلسطينيون"، ويؤكد هذا الرأي انخراط الطائفة الأرمينية في المجتمع المحلي الفلسطيني وانتساب الشباب الأرميني للمؤسسات والفصائل الوطنية الفلسطينية، وكذلك مشاركتهم في النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما مواجهة الاستيطان وتهويد مدينة القدس، ولذلك يشعر الأرميني بأنه لا فرق بينه وبين أي مواطن فلسطيني آخر.

 

مهارات الأرمن

الفن الهندسي المعماري الأرميني:

للفن الهندسي المعماري الأرميني في بناء الكنائس طابع متميز، إذ تأتي القبة بشكل مخروط يرتفع نحو السماء، ويكون البناء في معظم الأحيان صغير الحجم وبلا أعمدة في الوسط، أما الهيكل الحجري فيقوم على منصة مرتفعة لا يصعدها إلا خدمة الهيكل بعد خلع نعالهم، ويكون اتجاه الكنيسة دوما نحو الشرق. هذا ويضع البناؤون الجرار الفارغة في القبة والجدران للحد من الصدى. وهناك الصلبان المنقوشة على الحجر، وهي أيضا من سمات الفن الأرميني، وتوجد منها نماذج كثيرة بجوار الكنائس القديمة وفي المقابر، حيث تستخدم كشواهد مسيحية توضع فوق قبور الشهداء، أو تقدم تذكاراً للمتوفين.

المنمنمات الأرمينية "MINIATURES":

تأتي المنمنمات الأرمينية " MINIATURES" في طليعة الفنون التي اختص بها الرهبان في الأديرة، وقد زينوا بها الأناجيل المخطوطة وسائر الكتب الدينية، ولا تزال هذه المنمنمات محطّ بحث العلماء للكشف عن سر ألوانها والمواد المستخدمة فيها وطريقة حفظها.
لقد فقد الكثير من هذه المخطوطات الرائعة، ولكن الموجود منها يكفي للدلالة على الرقي الذي وصل إليه الفن الأرميني.

أيقونات أرمينية

أيقونات أرمينية

تصنيع الذهب والفضة والنحاس عند الأرمن:

اشتهر الأرمن بفن تصنيع الذهب والفضة والنحاس، فجاءت الآنية التي تستخدم في الكنائس آية في الفن اليدوي، مثل المباخر والشمعدانات وأغلفة الإنجيل والصلبان، وقد نقشت على معظمها مشاهد مأخوذة من العهدين القديم والجديد، أضف إلى ذلك أن الأرمن برزوا في الحفر على الخشب وتطعيمه بالفضة.

الحياكة والتطريز وصناعة السجاد:

ازدانت الكنائس أيضا بأنواع أخرى من فنون الأشغال اليدوية التي تجيدها النساء الأرمينيات مثل الحياكة والتطريز وصناعة السجاد، وتختلف النماذج الفنية باختلاف المناطق التي كان يعيش فيها أسلافهم في أرمينيا.

الموسيقى الطقسية الأرمينية:

تعتبر الموسيقى الطقسية الأرمينية من أجمل الألحان الشرقية، وقد هذبها كبار الموسيقيين الذين عاشوا في القرن التاسع عشر ودرسوا فن الموسيقى في الغرب، ولما عادوا إلى بلادهم وضعوها في أشكال النوتة العالمية، ووزعوا فيها الأصوات وأدخلوا عليها المرافقة على الأرغن.

 

الأديرة والكنائس الأرمينية

للأرمن في فلسطين أديرة وكنائس خاصة بالطائفة تتوزع بين البلدة القديمة في القدس وخارجها. ويذكر المؤرخ أغازريان أن هذه الأديرة والكنائس الأرمينية تحظى بوجود مخطوطات فريدة من نوعها في العالم ووثائق قديمة مختلفة ذات قيمة عالية. ومن هذه الأديرة والكنائس:

مخطوطات أرمينية

مخطوطات أرمينية


دير القديس يعقوب الكبير:

يقع دير مار يعقوب في حارة الأرمن بالقدس القديمة، حيث توجد بساتين البطريركية الأرمينية ومقر مدير الدير والبطريرك وكنيسة الرسول يعقوب الكبير. وتوجد في هذا الدير عدة أبنية ملحقة به أهمها: مطبعة الدير، منزل لضيافة الغرباء، مدارس للبنين والبنات، مسكن خاص بطلبة اللاهوت، متحف صغير، دير الزيتونة للراهبات الأرمينيات، كنيسة الملائكة القديسين. وفي الدير يوجد دهليز ينتهي إلى أحد أبواب السور الجنوبي للقدس، والمعروف باسم باب النبي داود.

دير الزيتونة:

وهو دير مخصص للراهبات الأرمينيات ويعرف باسم دير مار أركنجيل.

كنيسة حبس المسيح:

يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وهي مبنية في المكان الذي كان يقوم عليه منزل حنّان، والد زوجة قيافا، رئيس الكهنة حيث اقتاد الجنود الرومان السيد المسيح بعدما قبضوا عليه في بستان جتسماني.

كنيسة أوجاع العذراء:

وهي كنيسة الأرمن الكاثوليك وهم طائفة حديثة نسبياً، صدرت أول براءة تتضمن اعتراف الدولة العثمانية بهم سنة 1835م. وفي سنة 1856م تمكنت الطائفة من شراء قطعة الأرض المعروفة باسم "حمام السلطان" في حارة الواد، وفي سنة 1872م بنت الطائفة ديرا وكنيسة في هذا المكان. وهذا الدير هو مقر بطريركية الأرمن الكاثوليك في القدس.

كنيسة مار كريكور لوسكا:

وتدعى أيضا كنيسة القديسة دميانة.

كنيسة مار يوحنا:

مقامة في ساحة كنيسة القيامة.

وللطائفة الأرمينية جزء من كنيسة المهد في بيت لحم، ونصف كنيسة القديسة مريم في وادي قدرون، جنوب شرقي القدس، والنصف الآخر للروم الأرثوذكس، وللطائفة الأرمينية أيضا هيكل بجوار قبر العذراء في الجتسماني، فضلا عن أديرة وكنائس في عكا والناصرة وغزة ويافا وبيت لحم.

 

أهم المناسبات والأعياد الأرمينية

الأعياد الدينية:

الأعياد الدينية التي يحتفل بها أبناء الطائفة الأرمينية تبدأ بعيد الميلاد في ميقاته الأرثوذوكسي الشرقي الذي يصادف 6 كانون  الثاني/ يناير، وعيد القيامة الذي يصادف أول يوم أحد من شهر نيسان/ابريل من كل عام، وكذلك عيد التجلي الذي يصادف يوم 7 تموز/يوليو، وكذلك عيد مريم العذراء الذي يصادف يوم 8 آب/ أغسطس، وأخيرا عيد الصليب الذي يوافق يوم 9 أيلول/سبتمبر من كل عام.

الأعياد القومية:

الأعياد القومية التي تحتفل بها الطائفة الأرمينية تبدأ بعيد القديس فارتان. وثمة عيد خاص للشهداء الأرمن الذي يصادف يوم 24 نيسان/ابريل، وكذلك عيد استقلال أرمينيا الذي يصادف يوم 28 أيار/مايو. كذلك تحتفل الكنيسة الأرمينية بتمجيد الكرسي البطريركي مرتين في السنة، ولا يوجد تاريخ محدد للاحتفال به.