يمكن القول: إن معظم العمل الإعلامي الفلسطيني بعد النكبة، قد انتقل إلى الخارج؛ ما أدى إلى صقل تجربة عشرات الكتاب والصحفيين الفلسطينيين الذين التحقوا بصفوف الثورة؛ فقد تهدمت الأجهزة والمؤسسات الإنتاجية في فلسطين، بما في ذلك المطبوعات والصحف إلا القلة القليلة التي صمدت واستمرت في الصدور مثل "الاتحاد" الحيفاوية.
وحين وضع قطاع غزة تحت الحكم المصري والضفة الغربية تحت الحكم الأردني، أصبحت الصحف "اللاجئة" في الضفة والقدس تعيش تحت قوانين المطبوعات المختلفة، وتوقف عدد منها، مثل: "الجامعة الإسلامية" التي انتقلت من يافا إلى عمان ثم توقفت عام 1949، وفي 21 آذار 1967 وطبقاً لقانون الصحافة الأردني الذي صدر يوم 21 شباط 1967؛ غابت عن الساحة صحيفتان مهمتان هما صحيفة "فلسطين" وصحيفة "الدفاع".
ومع تطور الحركة الوطنية في لبنان والأردن وسوريا؛ لم تكن الصحافة تمثل الخط الوطني بالمعنى الحرفي، واستمرّ الحال على هذا النحو حتى عام 1965، عدا صحيفة "الحرية" التي أصدرها القوميون العرب في لبنان وكانت ملتزمة بالخط الوطني البحت.
قبل عام 1967 عاشت الصحافة الفلسطينية في مرحلة محاولات للسيطرة عليها؛ فالصحافة التي كانت تصدر في القدس، حاول الأردنيون القيام بعملية احتواء لها سواء عن طريق الدمج أو غيره، وتم دمج أكثر من صحيفة فلسطينية مع أردنية، فعلى سبيل المثال: تم دمج جريدة "الدفاع" مع جريدة "الجهاد"، لتصدر جريدة "الرأي".
وبعد معركة الكرامة؛ بدأت فصائل العمل الوطني بتشكيل تنظيماتها، وصار كل فصيل يصدر مجلة داخلية خاصة به، واحتضن جمال عبد الناصر، حركة "فتح" وقيادتها وفتح لها أبواب العالم على الصعيد الإعلامي من كل الاتجاهات، وعام 1966 حثت قيادة "فتح" على تطوير الجهاز الإعلامي؛ فبدأت تصدر نشرة "فتح" الداخلية وصدرت مجلة "الثورة الفلسطينية" في دمشق، ومجلة عسكرية أخرى اسمها "المسيرة" وكانت تصدر من دمشق وترسل لباقي الأقاليم بشكل سري، وكانت تلك الصحف هي بدايات الإعلام الفلسطيني الملتزم بالحركة الوطنية.
وفي عام 1969 (بعد أن خرجت م.ت.ف. من دائرة السيطرة العربية وأصبحت بقيادة ياسر عرفات)؛ كان لا بد من وجود مؤسسة إعلامية وصحفية مستقلة بالقرار الوطني الفلسطيني؛ فكانت هناك تجربة إصدار جريدة مركزية، وتم الاتفاق بين الفصائل على أن تكون جريدة "فتح" هي الجريدة المركزية لـ م.ت.ف، وعندما انشقت الجبهة الديمقراطية عن الجبهة الشعبية؛ أصدرت "الشرارة"، ثم أصدرت الجبهة الشعبية بجانب "الحرية" جريدة "الهدف" التي ترأس تحريرها غسان كنفاني. وإبان معركة غور الصافي عام 1969؛ اتخذ أبو عمار قراراً بأن تتحول جريدة "فتح" إلى صحيفة يومية، وفي ذلك الوقت أصدر مركز الأبحاث الفلسطيني أحد أهم المجلات وهي "شؤون فلسطينية".
وعام 1973 اتخذت قيادة م.ت.ف قراراً بتشكيل جسم إعلامي موحد لكل فصائل المقاومة، أطلق عليه اسم "الإعلام الفلسطيني الموحد"؛ على أن يكون الإعلام الموحد فيه وكالة أنباء فلسطين أطلق عليها اسم "وفا".
وبدأ هذا الجسم الإعلامي بإصدار مجلة "فلسطين الثورة " الأسبوعية كمجلة مركزية لـ م.ت.ف ترأس تحريرها أحمد عبد الرحمن، وبدأ الإعلاميون الفلسطينيون العمل في تجربة جديدة، فكانت هناك عدة أقلام باتجاهات مختلفة على ورقة واحدة هي "فلسطين الثورة".
وعندما اندلعت حرب تشرين تحولت "فلسطين الثورة" إلى يومية، تتابع أخبار المعارك في الحرب. وعندما أصبحت م.ت.ف عضواً في جامعة الدول العربية، وألقى أبو عمار خطابه التاريخي في الأمم المتحدة؛ شهدت الساحة الفلسطينية أشهر سنواتها الذهبية على الصعيد الإعلامي؛ فانتشرت الكتب الإعلامية والدراسات والأبحاث التي أغرقت الساحة العربية والعالمية بمختلف اللغات، ونشأت عدة مؤسسات، مثل: "مركز التخطيط" و"مركز الأبحاث"، التي أصدرت الكثير من المنشورات والدوريات.
وفي عام 1977؛ انشق تنظيم جديد عن القيادة العامة وهو "جبهة تحرير فلسطين"، الذي أصدر عدداً من المجلات، أبرزها مجلة "القاعدة" الأسبوعية.
وفي حصار 1982 صدرت مجموعة كبيرة من الدوريات المختلفة والمتخصصة بالتنظيمات الشعبية، مثل: "المرأة الفلسطينية" عن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، و"الزيتون" عن اتحاد طلاب فلسطين، و"بلسم" عن الهلال الأحمر.
أما خلال الحصار؛ فقد صدرت جريدة "المعركة" بشكل يومي إلى جانب جريدة "الرصيف"، الذي استشهد رئيس تحريرها "علي فودة" أثناء قيامه بتوزيعها على المقاتلين في مواقعهم، وتحولت فلسطين الثورة إلى جريدة يومية تحت اسم "صدى المعركة".
وخلال الغزو الإسرائيلي لبيروت، فقدت م.ت.ف العمود الفقري للمواد الإعلامية الفلسطينية وللتاريخ الفلسطيني، وهو "مركز الأبحاث الفلسطينية "، الذي استولت عليه إسرائيل. وبعد الحصار، انتقلت "فلسطين الثورة" مع "وفا" إلى قبرص (حيث وجود المال والطباعة في قبرص، وقربها من مكان القيادة في تونس)، وبدأ العمل هناك من داخل فندق بدون مادة أرشيفية.
أما معركة الاستيلاء على م.ت.ف، وشق حركة "فتح"؛ فقد بدأت بعد عام 1983، وكما استولى الإسرائيليون على مركز الأبحاث في لبنان، استولى السوريون على المؤسسات الفلسطينية وأرشيف الشعب الفلسطيني في دمشق. وعلى الرغم من ذلك، استؤنف إصدار جريدة "فتح" تحت القصف في طرابلس.
وفي قبرص أنشأ الإعلام الفلسطيني الموحد مؤسسة عصرية أطلق عليها اسم "بيسان"، التي أخذت تصدر مجلة فلسطين الثورة بمستوى فني ملموس وخطاب إعلامي متميز، وأنيطت بالمؤسسة مسؤولية إصدار كتب ووثائق ومنشورات بمختلف اللغات عن الثورة الفلسطينية والانتفاضة، إلى جانب مجلة Palestine التي كانت تصدر باللغات الإنجليزية والفرنسية واليونانية.
وفي عام 1985 أسس الشهيد ميشيل النمري مجلة "النشرة"، التي تعنى بحركات التحرر وحقوق الإنسان في العالم.
* أسماء بعض الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الذين ظهرت أسماؤهم بعد النكبة:
إبتهاج مجلي، إبراهيم الدباغ، إبراهيم الشنطي، إبراهيم العابد، إبراهيم برهوم، إبراهيم عبد الله ناصر، إبراهيم فؤاد عباس، إبراهيم قراعين، إبراهيم مطر، إبراهيم نصر الله، أبو نضال الأشقر، أحمد إبراهيم البطراوي، أحمد أبو إسماعيل، أحمد السرساوي، أحمد الشقيري، أحمد الشيخ، أحمد العقاد، أحمد خليفة، أحمد داوود، أحمد دحبور، أحمد سعيد نجم، أسعد الأسعد، أحمد شاهين، أحمد عبد أحمد، أحمد عبد الحق، أحمد عبد الرحمن، إميل حبيبي، أكرم هنية، أمين شنار، انطوان شلحت، أنور رجا، أنيس الصايغ، أد عبد الخالق، إيهاب يونس، أيوب طه، المتوكل طه، باسل أبو الرب، باسم برهوم، باسم سرحان، باسم سكجها، باسمة برهوم، برهان الدجاني، بسام أبو شريف، بكر عويضة، بلال الحسن، تماضر السوالمة، توفيق زياد، توفيق أبو بكر، توفيق وصفي أبو زعنونة، تيسير رمضان أبو ارشيد، ثريا أنطونيوس، جابر سليمان، جبريل عوض، جمال الأبطح، جمال الحسيني، جاك خزمو، جمال شديد، جمال عبد الهادي، جمعة حماد، جميل أبو صبيح، جميل أحمد شحادة، جميل الجوزي، جميل هلال، جواد البشيتي، جورج قنازع، حافظ البرغوثي، حبيب زيدان، حبيب قهوجي، حسن البطل، حسن الكاشف، حسن خضر، حسن زهران، حسن عباس، حسن عبد الله، حسين أبو أنس، حسين أبو النمل، حسين أبو شنب، حسين اللهواني، سين بلقيس، حسين حجازي (حازم إبراهيم)، حسين حسونة، سعيد حميد، حسين رضوان، حسين شعلان، حسين مطر، حكم بلعاوي، حكم دروزة، حمد سعيد الموعد، حمدي شحادة الكحلوت، حنا أبو حنا، حنة شاهين، حنا مقبل، حيدر قفة، حيدر محمود، خازن عبود، خالد أبو خالد، خالد الحسن، خالد بعنلع، خالد درويش، خالد علي مصطفى، خالد عيسى، خضر البرعي، خليل إبراهيم حسونة، خليل الجنداوي، خليل الزبن، خليل السواحري، خليل المناصرة، خليل الناطور، خليل توما، خليل حيدر، خليل شاهين، خليل عبد الرحمن، خليل عبد ربه، خيري عزيز، خيري منصور، خيرية قاسمية، د. عبد القادر ياسين، دامو محمد، داوود تلحمي، داوود عيد، درويش راضي، دنيا الأمل إسماعيل، ذياب نبهان راجي صهيون، راسم المدهون، راشد حسين، راضي صدوق، ربعي المدهون، رجاء محمد، رجب أبو سرية، رحاب مكحل، رسلان الشريف، رسمي أبو علي، رسمي بيادسة، رشاد أبو شاور، رشاد عبد الحافظ، رشدي ماضي، رشدي ملحس، رشيد الحجة، رشيد الخالدي، رضا سلمان، رمزي حيدر، رمضان العصار، روضة مخول، رياض أبو وردة، رياض الحسن، زكريا شاهين، داوود الزاوي، زلفى شحرور، زهدي جار الله، زهير أبو شايب، زهير دعيم، زياد خداش، زياد عبد الفتاح، سالم يوسف جبران، سامر عبد الله (عماد أبو حطب)، سامي إدريس، سامي سرحان، سعادة سوداح، سعيد المزين، سلمان ناطور، سلمى العموري، سلوى البنا، سلوى العمد، سليم النفار، سليم بركات، سليمان أبو جاموس، سليمان الفيومي، سميح القاسم، سميح سمارة، سميح شبيب، سميح صباغ، سميح ناطور، سمير أيوب، سمير خوري، سمير نايفة، سمير يوسف، سميرة عزام، سهيل الناطور، شحادة موسى، شريف الحسيني، شفيق الحوت، شفيق حبيب، شوقي العمري، صابر العارف، صابر محي الدين، صادق العظم، صالح أبو أصبع، صالح زيتون، صبحي صادق النجار، صبحي طه، صبحي عبد المعطي، صبري جريس، صلاح الدين الحسيني، صلاح عبد الله، طلال حماد، طلال حمدان، طلال عوكل، طلعت موسى، عائدة النجار، عادل أديب الآغا، عادل الأسطة، عارف توفيق عطاري، عبد الباري كحيل، عبد البديع عراق، عبد الجبار أبو غربية، عبد الجبار عدوان، عبد الحفيظ محارب، عبد الحكيم سمارة، عبد الحميد أبو الفتوح، عبد الحميد محارب، عبد الرحمن بسيسو، عبد الرحمن شاهين، عبد الرحمن غنيم، عبد الرحيم عمر، عبد الرحيم غنام، عبد العزيز الكحلوت، عبد العزيز اللبدي، عبد القادر ياسين، عبد الكريم السبعاوي، عبد اللطيف سليمان، عبد الله الحوراني، عبد الله الشيتي، عبد الهادي الشروف، عبد الوهاب الكيالي، عبد معروف، عدنان الشريف، عدنان جابر، عدنان عمامة، عدوان عدوان، عرفان أبو أحمد، عريب الرنتاوي، عز الدين المناصرة، عز الدين سمارة، عصام حماد، عصام خوري، عصام سخنيني، عفيف سالم، عفيف شليوط، عقيل هاشم، علي إبراهيم، علي إسحق، علي فياض، علي الكردي، علي بدوان، علي حسن خلف، علي حسين، علي زين العابدين الحسيني، علي ظاهر زيداني، علي فودة، علي فياض، علي فيصل، علي محمد عودة، علي هاشم رشيد، عليان عليان، عماد الحوراني، عماد عبد الوهاب، عمر الرحايمة، عمر الكيلاني، عمر بسيسو، عمر حلمي الغول، عمر سعادة، عمر قطيش، عمر كتمتو، عميد الإمام، عودة أبو عودة، عودة بطرس عودة، عوض خليل، عيسى الشعيبي، عيسى عبد الحفيظ، غازي خورشيد، غازي قاسم، غانم البييبي، غسان زقطان، غسان كنفاني، غنام غنام، فؤاد إبراهيم عباس، فارس عبد الرحمن، فاروق النابلسي، فاروق جرار، فاروق وادي، فخري صالح، فريد البرغوثي، فضل شرورو، فكتور سحاب، فواز موراني، فوز الدين البسومي، فوزي الأسمر، فوزي عبد الله، فيصل حوراني، فيصل دراج، فيصل قرقطي، قاسم حميد، قاسم خزعل، قيس مراد، كمال ناصر، كوثر النشاشيبي، لؤي عبدو، ليانة بدر، ليلى الجمال، ليلى السائح، ليلى الصايغ، ماجد أبو شرار، ماجد الزبيدي، ماجد الكيالي، ماجد عبد الهادي، ماجد عدوان، ماجد يونس، خليل عيلبوني، مازن الزغير، مازن بكر، مازن شديد، مازن عبد الهادي، مازن محمود الشوا، مالك حسين صلالحة، ماهر الطاهر، ماهر رجا، مجد الظاهر، محمد إبراهيم لافي، محمد أبو شلباية، محمد إسماعيل، محمد الأسعد، محمد الباز، محمد البطراوي، محمد الشرافي، محمد الظاهر، محمد القيسي، محمد النجار، محمد برهوم، محمد جبر الريفي، محمد حسيب القاضي، محمد حمزة غنايم، محمود خليفة، محمد خليل عز، محمد داوود العلي، محمد زيد، محمد سليمان، محمد عادل، محمد علي (عمر الفرا)، محمد غضية، محمد مصطفى عمر، محمد نعيم العلي، محمد نمر، محمد هواش، محمد وتد، محمد يونس، محمود الخطيب، محمود الريماوي، محمود الزايد، محمود السرساوي، محمود حسين، محمود خزام، محمود داورجي، محمود درويش، محمود شقير، محمود معروف، محي الدين قطينة، مرشد خلايلة، مروان الدراج، مروان العلان، مصباح أحمد، مصطفى أبو لبدة، مصطفى صالح، مصطفى مراد، معاوية محمدين، معتصم حمادة، معين بسيسو، مليح نصرة، منذر عامر، منى الخالدي، منى السعودي، منيب فهد الحاج، منية سمارة، منير حسني الهور، مهند عبد الحميد، موسى الخوري، ميشيل حداد، ناجي العلي، ناجي علوش، نادرة جميل السراج، ناصر الدين النشاشيبي، ناصر دغش، ناصر عليوة، نبيل خاروف، نبيل خالد الآغا، نبيل خوري، نبيل شعت، نبيل عمرو، نبيل عودة، نبيه القاسم، نجلاء شهوان، نجلاء صهيون، نصري حجاج، نظام بركات، نعيم ناصر، نمر خلوف، نمر ديب سلطان، نهاد محمد، هارون هاشم رشيد، هاني العبد الله، هاني المصري، هاني حبيب، هاني حوراني، هاني منوس، هبه منصور، هدى حمودة، هدى خشفي، هشام شرابي، هشام عبد الله، هيثم الأيوبي، واصف منصور، وافد نصر الله، وديع أمين، وليد أبو بكر، وليد بصل، وليد ياسين، ياسر عبد ربه، يحيى رباح، يحيى عبد الرؤوف جبر، يحيى يخلف، يعقوب شاهين، يوسف أبو لوز، يوسف الخطيب، يوسف المحمود، يوسف بشير، يوسف شبل، يوسف عبد الحميد، يونس السيد، يونس الكتري.
ملاحظات:
نتيجة للظروف التي مر بها الشعب الفلسطيني، برزت ظاهرة تعدد الوظائف؛ فالشخص الواحد، مثلاً، يعمل صحفياً وناقداً، أو شاعراً وإذاعياً، أو كاتباً ويعمل رئيس تحرير لمجلة…الخ؛ لذا تم وضع ما أمكن من أسماء الشخصيات التي عملت في مجال الصحافة، بغض النظر عن المهن الأخرى التي يعملون بها.