مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية لأرض الوطن عام 1994؛ انتقل الشعب الفلسطيني إلى مرحلة جديدة من مراحل تاريخه، وإيماناً منها بدور الإعلام والصحافة في معركة التحرير والبقاء، التي بدأت تخوضها من على أرض الوطن؛ عملت السلطة الوطنية على تنظيم قانون المطبوعات والنشر الذي ينظم العلاقة بين السلطة والصحافة، وبدأت تتبلور الحركة الصحفية في ظل السلطة بإعطاء تراخيص لإصدار صحف، وكان أولها صحيفة "فلسطين"، والتي صدرت في 23/9/1994م لصاحبها طاهر شريتح، ولم تدم تلك الصحيفة طويلاً؛ حيث بلغت أعدادها حوالي 14 عدداً، ثم توقفت.
كما صدرت في 10/11/1994م، صحيفة "الحياة الجديدة"، التي كان يرأس تحريرها حافظ البرغوثي، ومديرها نبيل عمرو، وبدأت أسبوعية ثم تحولت يومية.
وفي 8/12/1994م صدرت صحيفة "الوطن" الناطقة باسم حركة "حماس"، وصحيفة "الاستقلال"، الناطقة باسم حركة الجهاد الإسلامي عـام 1995.
وفـي نهـاية عام 1995م؛ صدرت صحيفتي "البلاد والأيام" اليوميتان، ومؤخراً تحولت البلاد إلى أسبوعية، كما صدرت عن أجهزة السلطة عدة صحف ومجلات، منها: "الأقصى، والساحل، والزيتونة، والرأي، والصباح"، وغيرها من الصحف.
وفي 13/2/1997م صدرت صحيفة "الرسالة"، الناطقة باسم حزب الخلاص الوطني الإسلامي، وهي أسبوعية تصدر كل يوم خميس، ويرأس تحريرها صلاح البردويل. كما وصدرت في بداية عام 1997م عن مركز فلسطين للدراسات والبحوث الذي يرأسه الدكتور محمد الهندي مجلة "فلسطين"، وهي غير دورية، ذات ميول إسلامية. وإجمالاً، شهد واقع الصحافة الفلسطينية في هذه الفترة ازدحاماً ونهضة كبيرة، بالرغم من قلة إمكانياتها، إذا ما قورنت بإمكانيات الصحف في البلاد العربية والأجنبية.
ومع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية كان هناك بدايات مطمئنة بإمكانية خلق جيل صحفي قادر على التعامل مع الأحداث وتطوير نفسه. وبالرغم من محدودية الصحف الفلسطينية، إلا أنها بالمقارنة تمثل نهضة كبيرة في الواقع الصحفي الفلسطيني، وسيكون لها أثر إيجابي في المستقبل على توجيه وبلورة الرأي العام الفلسطيني، والتأثير في الرأي العام العالمي.