الأهداف الإسرائيلية من الحرب على غزة
بالرغم من امتناع إسرائيل عن الإفصاح والكشف بصراحة عن أهداف حربها على قطاع غزة، وتضارب تصريحات قيادتها حول هذه الأهداف، إلا أننا يمكن أن نستخلص من هذه التصريحات جملة من الأهداف المعلنة أو المخفية على النحو التالي:
1- تدمير البنى التحتية للمجموعات الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، وشل قدرتها على إطلاق الصواريخ باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية الجنوبية القريبة من القطاع.
2- تدمير الأنفاق المفتوحة بين قطاع غزة من جهة، والأراضي المصرية من جهة أخرى، والتي تستخدم في عمليات تهريب الأسلحة الى داخل قطاع غزة لصالح المجموعات الفلسطينية المسلحة.
3- محاولة الوصول إلى مكان الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز الذي تحتجزه بعض التنظيمات الفلسطينية المسلحة؛ بهدف تحريره.
4- فرض واقع جديد في قطاع غزة يساعد في الوصول إلى تهدئة، تفرضها إسرائيل بالمواصفات والمقاييس التي تراها مناسبة.
5- فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، بحيث تتحول الأراضي الفلسطينية إلى معازل وكنتونات محاصرة تمسيطر إسرائيل عليها، تحول دون إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة، القابلة للحياة، حسب الرؤية الدولية.
6- استعادة الهيبة لقوات الجيش الإسرائيلي، وما يسمى بقوة الردع عقب تقرير فينوغراد الذي بحث إخفاقات الجيش في حرب تموز 2006 في لبنان؛ من خلال تحقيق نصر خاطف في قطاع غزة.
7- محاولة حزبي كاديما والعمل، الحد من تصاعد التأييد الشعبي لحزب الليكود بشن حرب على قطاع غزة يصر ويدعو إليها حزب الليكود، وبذلك يخطفان مكاسب انتخابية على حسابه.
ثانيا: نتائج الحرب على قطاع غزة
كانت نتائج الحرب على غزة مدمرة على مختلف الأصعدة سواء كانت الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية المادية أو البشرية، ويمكن استعراض أهم النتائج على النحو التالي:
أولاً: أسفرت الحرب على غزة عن سقوط (1410) شهيداً، منهم(355) طفلاً و(240) امرأة (134) شرطياً و(1032) من المدنين و(18) نتيجة عمليات اغتيال، وبلغ عدد المصابين (5380)، منهم (1872) طفلاً و)800) امرأة.
ثانياً: ألحقت الحرب دماراً شاملاً بالبنى التحتية في مختلف أنحاء القطاع؛ بسبب عمليات القصف العنيف والمتواصل على مدار الساعة طول فترة الحرب، حيث دمرت 50 % من شبكات المياه، و55 % من شبكات الكهرباء.
ثالثاً: دمرت الحرب (11122) منزلاً، منها (2627) دماراً كلياً و(8495) دماراً جزئياً؛ ما أدى إلى تشريد سكانها وتشتتهم بين منازل الأقرباء أو الأصدقاء، أو اللجوء إلى المدارس، أو إنشاء خيام على أنقاض المنازل.
رابعاً: تدمير(581) مؤسسة عامة، منها (149) دمرت تدميراً كلياً و(432) جزئياً، (31) مقراً لمنظمات غير حكومية، و(53) مؤسسة تابعة للأمم المتحدة، و(60) مؤسسة صحية، بما في ذلك (15) مستشفى طالها القصف، وتدمير 29 سيارة إسعاف.
خامساً: توقفت (3900) منشأة صناعية عن العمل، وفقد أكثر من (40) ألف شخص وظائفهم في القطاع الزراعي، و(90) ألف شخص لوظائفهم في قطاعات مختلفة، مما رفع نسبة الفقر في قطاع غزة إلى (79) في المائة، ووفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة (88) في المائة من مجمل سكان قطاع غزة، قدموا طلبات للحصول على مساعدات غذائية.
سادساً: ألحقت الحرب دماراً واسعاً بالمزروعات، حيث اقتلعت (396599) شجرة مثمرة و(51699) شجرة غير مثمرة، وأتلفت (999.785) دونماً من الخضراوات.
سابعاً: تدمير (695) منشأة تجارية، منها (165) مؤسسة دمرت تدميراً كلياً و(528) جزئياً.
ثامناً: تدمير (650) مركبة، منها (334)مركبة دمرت تدميراً كلياً و(316) جزئياً.
سابعاً: نتيجة الدمار الذي لحق بمختلف القطاعات واستمرار الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.
تفاقمت الأزمة الاقتصادية؛ وبالتالي تحمل السلطة الوطنية الفلسطينية المزيد من الأعباء المالية؛ باعتبارها المسؤولة عن إدارة شؤون الفلسطينيين في جميع محافظات الوطن في الضفة والقطاع.
ثامناً: اتساع دائرة التدخل الإسرائيلي في المنطقة؛ بعد توقيع اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية تعطي إسرائيل إلى جانب الولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي، حرية تفتيش أي قطعة بحرية بذريعة منع وصول الأسلحة إلى قطاع غزة.
تاسعاً: أدت الحرب إلى تعميق الإنقسام الفلسطيني الداخلي، حيث ظهرت مشاكل وتعقيدات جديدة في العلاقات الفلسطينية الفلسطينية، كالمسؤولية عن تسلم أموال إعادة الإعمار والإشراف على العملية، والإشراف على معبر رفح، إضافةً للحملات الإعلامية المتبادلة.
عاشراً: أظهرت الحرب حجم الانقسام العربي، حيث غابت المواقف الموحدة، واختلفت الآراء تجاه كيفية الخروج من الأزمة.