الوضع قبل الحرب والعوامل التي أدت إلى نشوبها 2008-2009

كل المؤشرات كانت تؤكد أن هناك خطة أعدها الجيش الإسرائيلي لاجتياح قطاع غزة، وبأن الأمر يتوقف على أخذ الضوء الأخضر، وتحديد ساعة الصفر من جانب القيادة السياسية الإسرائيلية، وتقف في مقدمة هذه المؤشرات:

1- التصريحات المتوالية من قبل القيادات الإسرائيلية السياسية والعسكرية، وخاصة من قبل إيهود أولمرت (رئيس الوزراء)، إيهود باراك (وزير الجيش)، تسيفي ليفني (وزيرة الخارجية)، آفي ديختر (وزير الأمن الداخلي)، وجابي اشكنازي (رئيس هيئة الأركان)، التي تهدد باجتياح قطاع غزة للقضاء على البنى التحتية للمجموعات الفلسطينية المسلحة.

2- حملة العلاقات العامة والواسعة التي قامت بها إسرائيل على المستوى الدولي؛ للتحضير لحربها على قطاع غزة، بزعمها أن العملية خيار لا بد منه للدفاع عن مواطنيها ضد الصواريخ التي تنطلق من غزة.

3- التحضيرات الإسرائيلية على صعيد الجبهة الداخلية مثل، توزيع الكمامات الواقية من الغازات السامة وتحضير الملاجئ.

4- الحرب النفسية التي مارستها إسرائيل ضد الفلسطينيين، وتحديداً سكان قطاع غزة، كمقدمة للحرب الميدانية.

أما العوامل التي شجعت إسرائيل على الإقدام على حربها فكانت على النحو التالي:

1- حالة الانقسام الداخلي، وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة بقوة السلاح، وغياب الدور الفعلي للسلطة الوطنية على أرض الواقع في القطاع.

2- انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بأوضاعها الداخلية، واستغلال إسرائيل حالة التأييد المطلق لأي خطوة تتخذها من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي قاربت ولايته على الانتهاء.

3- حالة الانقسام في المواقف العربية.

4- بحث إسرائيل عن هدف للمهاجمة لاستعادة هيبة جيشها في المنطقة؛ بعد الإخفاق في حربها على لبنان.

5- كانت إسرائيل تقف على أبواب انتخابات الكنيست، والقادة السياسيين بحاجة الى ما يعزز موقفهم أمام الرأي العام الإسرائيلي الضاغط باتجاه ضرورة إنهاء إطلاق الصواريخ من قطاع غزة.