المخدرات في فلسطين

 

 

تعد ظاهرة انتشار المخدرات من الظواهر الأكثر تعقيداً والأكثر خطورة على الإنسان والمجتمع، وتعتبر هذه الظاهرة إحدى مشكلات العصر؛ إذ تعاني منها الدول الغنية والفقيرة على السواء.

 ولا يخفى على أحد خطورة تعاطي المخدرات والإدمان عليها على المستوى الوطني والفردي؛ فهي من أكبر العقبات التي تقف عثرة أمام جهود التنمية والإعمار والبناء؛ والإدمان عليها يؤدي إلى انتشار الأمراض الاجتماعية والسلوكية؛ بالإضافة إلى آثار الدمار الاقتصادي والصحي والسياسي على الفرد والمجتمع؛ ولذلك أجمعت كل دول العالم -على اختلاف سياساتها ومعتقداتها- على محاربة هذه الظاهرة، وإنشاء المؤسسات المعنية بذلك، وتنظيم البرامج الكفيلة بالتغلب عليها، وعقد المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية.

فلسطين لم تكن بعيدة عن هذه الظاهرة؛ فقد شهدت في السنوات الأخيرة "2016 حتى 2023" ارتفاعًا ملحوظًا في قضايا ضبط المخدرات، سواء على صعيد تعاطيها أو على صعيد الاتجار بها وترويجها؛ أو على صعيد زراعتها أو تصنيعها، حتى أصبحت ظاهرة لا يستهان بها، بعدما استخدمها ضعاف النفوس، وأعداء الإنسانية المحتلون لتحقيق غاياتهم.

ولمعرفة حجم هذه الجريمة في الضفة الغربية يمكن استعراض الجدول الآتي:

 

جرائم المخدرات المبلغ عنها في الضفة الغربية، 1997-2023

المحافظة/ السنة

جنين

طوباس

طولكرم

نابلس

قلقيلية

سلفيت

رام الله

أريحا

القدس

بيت لحم

الخليل

1997

13

*

68

70

33

**

84

4

***

25

8

1998

9

*

99

32

76

**

125

6

***

27

11

1999

5

*

21

16

5

**

6

6

***

10

12

2000

31

*

39

30

70

**

31

12

***

31

20

2001

15

*

21

4

32

**

17

4

***

11

35

2002

8

*

12

1

7

**

8

9

***

8

11

2003

6

*

44

16

33

**

36

11

***

10

11

2004

27

*

34

10

65

**

107

7

***

39

27

2005

20

*

35

22

106

**

142

10

***

44

60

2008

34

9

71

59

51

8

133

37

99

29

55

2009

32

6

59

19

83

15

190

68

***

59

80

2010

32

6

61

40

63

13

79

37

80

40

136

2011

37

2

63

50

60

8

96

38

67

50

122

2012

29

10

50

85

71

17

90

25

43

56

105

2013

63

9

44

111

186

23

127

43

59

68

85

2014

65

20

88

140

174

31

174

52

180

20

100

2015

96

32

120

211

189

63

281

102

118

43

90

2016

134

31

145

60

156

40

217

69

399

144

134

2017

204

34

102

126

206

36

151

192

235

103

55

2018

267

61

135

150

291

35

359

189

369

158

193

2019

154

59

144

167

285

36

264

168

239

318

180

2020

152

49

298

123

281

58

159

111

158

184

164

2021

344

53

404

148

414

63

199

165

379

268

174

2022

106

26

188

115

176

31

265

191

161

220

113

2023

157

23

414

106

129

30

295

234

131

291

186

ملاحظة: البيانات لا تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967

(*): بيانات هذا العام لمحافظة طوباس مدموجة مع محافظة جنين

(**): بيانات هذا العام لمحافظة سلفيت مدموجة مع محافظة نابلس

(***): بيانات هذا العام لمحافظة القدس مدموجة مع محافظة رام الله والبيرة"

المصدر: المديرية العامة للشرطة الفلسطينية

لا يخفى على أحد أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الأول من تفشي هذه الآفة في النسيج المجتمعي الفلسطيني؛ لذا فقد سعى إلى نشرها وترويجها بين أبناء الشعب الفلسطيني مركزًا على فئتي الشباب والأطفال من الجنسين مستخدمًا كافة الوسائل؛ بهدف إحكام السيطرة عليه وتحويله إلى مجتمع بعيد عن قيمه وتعاليم دينه ليكون مجتمعًا ضعيفًا متخلفًا ومتخاذلًا مدجنًا ومروضًا يتقبل الهوان والتحول عن قضيته الأساسية ومشروعه الوطني في التحرر وتحقيق الاستقلال.

تعريف المخدرات: كل مادة مسكرة أو مفترة، طبيعية أو محضرة كيميائياً، من شأنها أن تعطل العقل جزئياً أو كلياً، وتناولها يؤدي إلى الإدمان؛ بما ينتج عنه تسمم في الجهاز العصبي، فتضر الفرد والمجتمع، ويحظر تداولها أو زراعتها، أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون.

ولقد عُرِّفَت أيضا بأنها: كل مَادَةٍ طبيعية وصناعية وتخليقية، مسكنة أو منبهة أو مهلوسة بأي أشكال ونسب وطرق تعاط كانت؛ يؤدي الإدمان عليها إلى تأثيرات سيئة على بنية الكائن الحي، وحالته النفسية ونشاطه الذهني.

أنواع المخدرات: تقسم المخدرات حسب تأثيرها على دماغ الإنسان إلى نوعين رئيسيين:

أولا: مسكنات ومهدئات (الأفيون، المورفين، الكودايين، الهيروين، الحشيش، الكحول، عقاقير الهلوسة، العقاقير المنومة).

ثانيا: منشطات ومنبهات (الكوكايين، الامفيتامينات، الكافيين، القات، النيكوتين).

ويمكن تقسيم المخدرات من حيث مصادرها إلى ثلاثة أنواع:

 

1-   مخدرات طبيعية: وهي المخدرات التي تستعمل على طبيعتها وهيئتها بدون تغيير في صفاتها الأساسية وأهمها وأكثرها انتشاراً (الحشيش والأفيون والقات والتبغ والكوك).

2- المخدرات المصنعة: وهي التي تصنع وتستخرج من مصادر طبيعية حيث يتم التعديل على صفاتها الأساسية، وتكتسب بذلك تأثيراً ومفعولاً أقوى من ذي قبل، وأهمها: (المورفين والهيروين والكودايين والسيدول والديوكامفين والكوكايين والكراك).

3- المخدرات التخليقية صناعية: وهذه المواد المخدرة يتم صناعتها وتحضيرها في المختبرات والمعامل الكيمائية، ومعظمها يكون على هيئة حقن أو سوائل أو أقراص، ومن أهمها: (عقاقير الهلوسة والعقاقير المنشطة والمنبهات والعقاقير المهدئة).

انتشار وتعاطي المخدرات في فلسطين خلال 2023:

سجلت النيابة العامة خلال العام 2023 نحو (1419) قضية مخدرات، فصلت منها (1350) قضية، أي ما نسبته (96%) من إجمالي وارد قضايا المخدرات، صنفت هذه القضايا حسب التكييف القانوني كالاتي:

- قضايا حيازة المخدرات وتعاطيها: بلغ مجموع قضايا حيازة المخدرات وتعاطيها (1284) قضية أي بنسبة (90%) من مجموع الوارد.

- قضايا الاتجار بالمخدرات: بلغ مجموع قضايا الاتجار بالمخدرات (126) قضية بنسبة (9%) من الوارد.

- قضايا تنمية وزراعة المخدرات: بلغ مجموع قضايا تنمية وزراعة المخدرات (9) قضايا بنسبة (1%) من الوارد.

 

قضايا المخدرات في فلسطين حسب النيابة العامة والجريمة، 2023

النيابة العامة

حيازة وتعاطي المخدرات

الاتجار بالمخدرات

تنمية وزراعة المخدرات

المجموع

عدد القضايا المفصولة

رام الله

345

33

2

380

361

نابلس

100

15

0

115

111

جنين

79

9

1

89

81

طولكرم

201

10

2

213

213

قلقيلية

78

3

0

81

81

سلفيت

24

0

0

24

24

الخليل

121

16

0

137

134

حلحول

24

4

2

30

30

بيت لحم

90

5

0

95

91

طوباس

23

0

0

23

23

أريحا

163

18

0

181

170

يطا

11

0

1

12

11

دورا

25

13

1

39

32

المجموع

1284

126

9

1419

1362

ملاحظة: البيانات لا تشمل قطاع غزة وذلك الجزء من محافظة القدس والذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية عام 1967

المصدر: التقرير السنوي الرابع عشر للنيابة العامة 2023 الصادر بتاريخ 10/9/2024

للحد من انتشار جريمة المخدرات وما يتعلق بها من جرائم أخرى في المجتمع الفلسطيني، تعمل الادارة العامة لمكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية منذ اليوم الأول لتأسيها في عام 1994م، على مكافحة هذه الجريمة، باعتبارها الإدارة ذات الاختصاص في مكافحة جريمة المخدرات حسب القرار بقانون رقم 18 لعام 2015م بشأن المخدرات والمؤثرات العقلية.

وفي مجال التصدي لمشكلة انتشار المواد المخدرة عملت الإدارة ضمن مجموعة من الاستراتيجيات أهمها :

- استراتيجية خفض الطلب على المواد المخدرة: من خلال نشر الوعي في المجتمع بالشراكة مع كافة الجهات المعنية أو ذات الاختصاص؛ كذلك من خلال التحويل للعلاج لحالات تعاطي وإدمان المخدرات وتفضيل العلاج على العقوبة في هذا الجانب.

- استراتيجية خفض العرض للمواد المخدرة: من خلال العمليات الأمنية المتعلقة بذلك مثل جمع المعلومات والمتابعة ومحاولة ضبط المواد المخدرة والقائمين عليها من تجار وزراع ومهربين وغيرهم، كذلك العمل على إنفاذ القوانين المتعلقة بذلك من خلال اتخاذ الإجراءات القانونية الدقية وتنظيم الملفات القضائية الخاصة بذلك، أيضا من خلال العمل على الحد من إساءة استخدام الأدوية والعقاقير المخدرة والسلائف الكيميائية.

- استراتيجية بناء الشراكات: من باب أن مسؤولية التصدي لمشكلة انتشار المخدرات هي مسؤولية مجتمعية ومسؤولية الجميع وكل في مجاله وحسب اختصاصه وقدراته، وهذه الشراكة تبدأ مع المواطن أولا، ثم تمتد لتشمل المؤسسات، الأهلية منها والحكومية؛ الشراكة ما بين الإدارة وباقي الأجهزة الأمنية، والهدف الأسمى هو الحفاظ على المجتمع الفلسطيني من انتشار المواد المخدرة فيه؛ كذلك الشراكة مع المنظومة القضائية من قضاء ونيابة في سبيل تحقيق العدالة وإنفاذ القوانين واتخاذ العقوبات الرادعة بحق مرتكبي جرائم المخدرات، وتفعيل المواد القانونية الخاصة بالعلاج الواردة في القرار بقانون رقم 18 لعام 2015م.

مراكز العلاج في فلسطين:

المركز الوطني الفلسطيني لعلاج حالات تعاطي وإدمان المخدرات. يقع هذا المركز في مدينة بيت لحم، وهو تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، بدأ عمله منذ بداية العام 2019م؛ وهو مجاني ولا يترتب على المنتفع أكثر من الموافقة على العلاج والالتزام بالبرنامج العلاجي المقترح المناسب لحالته؛ والتوجه للمركز يتطلب الحجز المسبق من خلال الاتصال على الأرقام (022751723/022771866).

مركز العلاج بالبدائل الأفيونية (الميثادون).

يعتبر هذا المركز أحد ثلاث مراكز موجودة في الوطن العربي فقط، وهو مركز مجاني تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، يقع في مدينة رام الله في منطقة عين مصباح، يستقبل هذا المركز حالات إدمان مادة الهيروين المخدرة، ولا يتضمن المبيت، ويطلب من المنتفع الالتزام بالبرنامج العلاجي، والالتزام بقوانين المركز للاستفادة من الخدمات المقدمة.

جمعية الهدى (الطهارة والنور).

مركز خاص يتطلب من المنتفع أو ذويه دفع مبلغ مالي مقابل العلاج، وهو موزع على فرعين: الأول في بلدة شعفاط القدس، والثاني في بلدة جبع قضاء محافظة رام الله.

جمعية الصديق الطيب.

مركز خاص يدفع فيه المنتفع أو ذويه مبلغًا مقابل العلاج، وهو موجود في بلدة العيزرية قضاء محافظة القدس.

 

 قصة مصورة عن عالم المخدرات على الرابط:

http://www.wafa.ps/Videos/Details/314