يعد الأول من تموز عام 1994 يومًا تاريخيًا بالنسبة للشعب الفلسطيني؛ إذ أصدر فيه الشهيد الراحل ياسر عرفات المرسوم الرئاسي بتأسيس أول جهاز للشرطة الفلسطينية؛ فاعتبر هذا اليوم من كل عام يومًا للشرطة الفلسطينية.
عندما عادت القوات الفلسطينية إلى أرض الوطن، وعلى رأسها الشهيد الراحل ياسر عرفات، كان لا بد من تأسيس جهاز شرطة لحفظ النظام العام ومراقبة تطبيق القوانين ومحاربة الجريمة وتحقيق الأمن للمواطنين بحفظ الاستقرار الداخلي من مخاطر الفتن والنزاعات ومن جرائم السرقة والقتل، ولتنظيم حركة السير؛ وكانت الخبرات الفلسطينية في هذا المجال متواضعة؛ فتم الاستعانة بالأشقاء العرب والدول الصديقة للمساعدة في إعداد وتدريب النواة الأساسية لجهاز الشرطة الفلسطينية؛ وكان الطموح يتجه بأن يكون الإنجاز والإعداد فلسطينيًا؛ لذا تم إنشاء "كلية فلسطين للعلوم الشرطية" في مدينة أريحا على مساحة 88 دونمًا عام 1994.
شهد جهاز الشرطة الفلسطينية منذ النشأة تطورًا مستمرًا من حيث الأدوات والأساليب والتخصص؛ فقد تم إضافة العديد من الأقسام والوحدات الجديدة لتلبية الاحتياجات المجتمعية، من أهمها: إنشاء وحدة حماية الأسرة والأحداث، وتأسيس وحدة مكافحة الجريمة الإلكترونية، ووحدة هندسة المتفجرات لمتابعة الأجسام المشبوهة؛ بالإضافة إلى الأقسام الرئيسية، وكانت المرأة الفلسطينية حاضرة ضمن جهاز الشرطة وتتقلد مناصب عليا في الجهاز.
وشهدت الشرطة الفلسطينية منذ نشأتها إنجازات كبيرة؛ بمساندة المواطن الفلسطيني الذي يثق بها وبالمؤسسة الأمنية؛ إذ لا يمكن تحقيق الأمن والكشف عن الجرائم دون مساعدة المواطن وتعاونه.
ومن أهم التطورات التي حصلت بعد مسيرة طويلة وإجراءات من القيادة السياسية، هي قبول عضوية فلسطين في منظمة الشرطة الجنائية الدولية (الانتربول)؛ الأمر الذي سيساهم في ملاحقة الخارجين على القانون، والقبض على مرتكبي الجرائم المالية و جرائم المخدرات وإعادتهم لمحاكمتهم داخل الوطن.
وجرت العادة في هذا اليوم من كل عام أن تحتفل الشرطة الفلسطينية بتنظيم فعاليات احتفالية يصاحبها تكريم عدد من أفراد الشرطة من قبل قيادة الجهاز. وترى الشرطة الفلسطينية أن هذا اليوم هو مناسبة لتكثيف الجهود من أجل حمل الرسالة السامية لرجال الشرطة على طريق الوصول لدولة القانون والمؤسسات.