جورج منصور

ولد القائد النقابي الفلسطيني جورج منصور في الناصرة سنة 1905، أنهى دراسته الابتدائية في مدارس الناصرة، ثم التحق بمدرسة صهيون بالقدس وعاد إلى الناصرة ليلتحق بإحدى مدارسها العالية، إلا أن اندلاع الحرب العالمية الأولى وإغلاق المدارس منعاه من إكمال الدراسة، فعمل معلماً بمدينة الناصرة.

انتقل مع أسرته إلى يافا سنة 1927 وبدأ مزاولة الأعمال الحرة في مجالي التجارة والصناعة، الأمر الذي وطد علاقته بالعمال والعناية بأمورهم ومحاولة تنظيمهم ضمن نقابات خاصة بهم.

يعتبر جورج منصور من رواد الحركة العمالية الفلسطينية، وهو ممن المؤسسين لأول نقابة عمالية في فلسطين. وقد ساهمت هذه النقابة بالعمل الوطني الفلسطيني وأصبح جورج منصور سكرتير جمعية العمال العرب بيافا. اعتقل جورج في عوجا الحفير، ثم نقل إلى معتقل الصرفند، ولم يفرج عنه إلا بعد انتهاء الإضراب العام في فلسطين في خريف سنة 1936.

أدلى بشهادته أمام اللجنة الملكية البريطانية التي جاءت إلى فلسطين عام 1937، فأكد من خلالها أن حكومة الانتداب الإنكليزية هي المسؤولة عن الاضطرابات التي تعم فلسطين، بسبب دعمها للهجرة الصهيونية إلى فلسطين. وما ينتج عن ذلك من أضرار بالحقوق الوطنية والاجتماعية والاقتصادية للشعب العربي الفلسطيني. اختاره الحاج أمين الحسيني مديراً للمكتب العربي الفلسطيني في لندن سنة 1937، ويعود اختياره لهذا المنصب بسبب سعة إطلاعه، ولصلاته الكثيرة بأعضاء حزب العمال البريطاني ولا جادته التامة للغة الإنكليزية.

سافر قبل الحرب العالمية الثانية إلى العراق حيث عمل معلماً في مدارسها، كما ساهم بإنشاء اللجان والجمعيات العراقية لدعم الثورة الفلسطينية. عاد بعد ذلك إلى فلسطين، ثم اتجه إلى مصر لشرح القضية الفلسطينية من خلال لقاءاته بالقيادات الشعبية والعمالية المصرية، كما كتب عدة مقالات في الصحف المصرية (كصحيفة المصري) مبيناً خطر الهجرة اليهودية وما ستؤدي إليه من كوارث، ودور الانتداب البريطاني المعادي للأمة العربية.

عام 1959 انتقل إلى بيروت، ليعمل لقضيته الفلسطينية من خلال علمه بالهيئة العربية العليا. ألف كتاباً باللغة الانكليزية حول العمال العرب زمن الانتداب الإنكليزي على فلسطين اسماه "العمال زمن الانتداب في فلسطين" وصدر في القدس عام 1936 توفي في بيروت عام 1963 ودفن فيها.