ولد الدكتور هشام شرابي في مدينه يافا عام 1927، وهو واحد من كبار المفكرين والمثقفين والمؤرخين الفلسطينيين والعرب الذين تمتعوا بحضور قوي في العالم العربي والعالم بشكل عام. أمضى طفولته في عكا، ودرس في مدرسة "الفرندز" احد أشهر مدارس رام الله في حينه، وانتقل الى مدرسة (الاستعدادية) في بيروت عام 1938، وتخرج منها عام 1943، ثم تابع دراسته في الجامعة الأمريكية حيث نال شهادة البكالوريوس عام 1947. في بيروت بدا نشاطه السياسي مبكرا منضما الى الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه في لبنان انطون سعادة، وكان عضوا في الحركة العربية السرية بقيادة قسطنطين زريق وشفيق حجا وكاظم الصلح.
غادر بيروت عام 1947 الى شيكاغو حيث التحق بجامعتها ونال شهادة الماجسيترعام 1948، ثم شهادة الدكتوراه من الجامعة نفسها عام 1953، وكانت أطروحته بعنوان " التاريخ الحضاري"، لكنه عاد الى بيروت قاطعا دراسته وذلك تلبية لطلب الحزب، حيث تسلم منصب عمدة الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي. بدأ حياته الأكاديمية أستاذا للتاريخ الأوروبي في جامعة جورج تاون، وترأس تحرير مجلة "الدراسات الفلسطينية" باللغة الانجليزية في واشنطن وذلك في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، واستمر بذلك حتى منتصف التسعينيات.
ساهم في انشاء عدد من المؤسسات العربية في الولايات المتحدة، من أبرزها "مركز الدراسات العربية المعاصرة" في جامعة جورج تاون عام 1975، وهو المركز الأكاديمي الوحيد المخصص لدراسات العالم العربي في الولايات المتحدة، كما شارك في تأسيس "مركز التحليلات السياسية حول فلسطين" في واشنطن عام 1990، ثم "صندوق القدس"، وهو منظمة فلسطينية تقدم منحا للطلاب الفلسطينيين، وما إن اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في سنة 2000 حتى تحول الصندوق الى تأمين المساعدات الطبية والمالية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
احتفظ بعلاقات جيدة مع الأوساط السياسية والأكاديمية والعربية والفلسطينية. وتوقف عن عمله في جامعة جورج تاون عام 1998 لينتقل للإقامة في بيروت. كان من المتحمسين لاتفاق أوسلو لعام 1993، وزار في أعقاب توقيع الاتفاق الأراضي الفلسطينية بعد 50 عاما من الغياب، وقام بتأسيس إحدى الهيئات البارزة في الدفاع عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين. توفي هشام شرابي في بيروت يوم 13 كانون الثاني 2005بمرض السرطان، ودفن في بيروت.
كتب هشام شرابي العديد من الكتب والمقالات في الصحف والمجلات الفكرية، ومن بين مؤلفاته:
1- النظام الأيوبي وإشكالية تخلف المجتمع العربي- صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية – عام 1990.
2- النقد الحضاري للمجتمع العربي نهاية القرن العشرين.
3- الشرق الأوسط المعاصر (بالإنجليزية)، 1957.
4- حكومات وسياسات الشرق الأوسط في القرن العشرين، (بالإنجليزية)، 1962.
5- الثورة والقومية في العالم العربي، (بالإنجليزية)، 1966.
6- المأزق المميت، فلسطين وإسرائيل، (بالإنجليزية)، 1969.
7- فلسطين والمقاومة، (بالإنجليزية)، 1970
8- المقاومة الفلسطينية في وجه إسرائيل وأمريكا، 1970
9- المثقفون العرب والغرب. (بالانجليزية)، 1970، (ترجم إلى العربية) 1971 المؤسسة العربية، بيروت، 1991.