ولد الفنان الكبير عبد السلام النابلسي عام 1913 في إحدى قرى عكار في لبنان وهو من أصول فلسطينية، إذ كان جده قاضي نابلس الأول، وكذلك والده، ونشأ في وسط عائلة متدينة.
وكان قد عاد في صباه مع والده من بيروت حيث كان يعمل والده، إلى مدينة نابلس عندما عين قاضياً في محكمتها.
عندما بلغ عبد السلام العشرين من عمره أرسله والده إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف، فحفظ القرآن الكريم وبرع في اللغة العربية، هذا إضافة إلى إتقانه الفرنسية والإنجليزية اللتين تعلمهما في بيروت، في عام 1925 عمل النابلسي بالصحافة الفنية والأدبية في أكثر من مجلة ومنها مجلة "مصر الجديدة" و"اللطائف المصورة" و"الصباح".
جاءت الفرصة الأولى للنابلسي في السينما على يد السيدة آسيا في فيلم "غادة الصحراء" من إخراج وداد عرفي في عام 1929.
وإن كان فيلم «وخز الضمير» في عام 1931 للمخرج الفلسطيني التلحمي إبراهيم لاما هو الذي فتح له أبواب السينما في الثلاثينيات من القرن العشرين.
حيث التقى في تلك الفترة بعدد من رموز الفن في ذلك الوقت منهم الأخوان لاما وتوجو مزراحي ويوسف وهبي وآسيا وأحمد جلال.
لم يكتف بالتمثيل فقط وإنما عمل كمساعد مخرج في العديد منها، وخاصة أفلام يوسف وهبي.
ولكنه في عام 1947 تفرغ للتمثيل بعد فيلم "القناع الأحمر"، وخاصة بعد ازدياد الطلب عليه بعد انتشار موجة أفلام الكوميديا ذلك الوقت.
وقد كانت بدايات النابلسي في أدوار الشاب المستهتر ابن الذوات ولم يكن مضحكا في أفلام عديدة منها "العزيمة" لكمال سليم 1939 و"ليلى بنت الريف" لتوجو مزراحي 1941 و"الطريق المستقيم" لنفس المخرج 1943 وغيرها.
في عام 1955 ظهر النابلسي مع عبد الحليم حافظ في فيلم "ليالي الحب" ثم "فتى أحلامي" 1957 و"شارع الحب" 1958و"حكاية حب" 1959 و"يوم من عمري" 1961، ولعب البطولة في فيلم "حلاق السيدات"، كما شارك فاتن حمامة وعمر الشريف في فيلم "أرض السلام" للمخرج كمال الشيخ في العام 1957 وقام فيه بتجسيد دور شديد الإنسانية حيث لعب شخصية رجل فلسطيني يعيش مع عشيرته تحت الاحتلال الإسرائيلي ويبدو طوال الفيلم متخاذلا وجبانا، لكن النهاية تكشف أنه أول من ضحى بحياته أثناء مساعدة الفدائي المصري في عملية خلف خطوط العدو.
رحل إلى لبنان بعدما تفاقمت مشاكله مع الضرائب والتي بلغت 13 ألف جنيه في حينه، ولم تفلح محاولاته والتي بدأها في عام 1961 لتخفيضها إلى 9 آلاف وأخذ يرسل لمصلحة الضرائب حوالة شهرية بمبلغ 20 جنيهاً فقط الأمر الذي يعني أن تسديد المبلغ المستحق عليه سيستغرق 37 عاماً، وهو ما اعتبرته مصلحة الضرائب دليلاً على عدم جديته في السداد فقررت بعد ثلاث سنوات من رحيله أي في عام 1965 الحجر على أثاث شقته المستأجرة في الزمالك والتي لم تكن بقيمة المبلغ المطلوب.
وظلت القضية معلقة حتى وفاته في عام 1968 رغم تدخل العديد من رموز الفن في مصر وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم.
في بيروت عاش النابلسي ملكاً وأصبح عام 1963 مديراً للشركة المتحدة للأفلام وساهم في زيادة عدد الأفلام المنتجة كل عام في لبنان ومثل في أفلام "فاتنة الجماهير" و"باريس والحب" و"أفراح الشباب" و"بدوية في باريس" و"أهلاً بالحب" وأهمها مع الفنانة صباح والتي كان شاركها من قبل في أفلام "شارع الحب" و"الرباط المقدس" و"حبيب حياتي" حقق النابلسي رغبته القديمة في الاستقرار الأسري بعد أن ظل متمتعاً بلقب أشهر عازب في الوسط الفني وحتى وصل إلى الستين من عمره وذلك عندما تزوج من جورجيت سبات وقام بإتمام إجراءات الزواج في بيت صديقه فيلمون وهبي.
أما فيما يتعلق بوفاته فتروي المصادر انه مرتبطة بإفلاسه على اثر إفلاس بنك انترا في بيروت حيث كان النابلسي يضع كل أمواله في هذا البنك فزادت شكواه من آلام المعدة حتى أن الفنانة صباح والتي كانت رفيقته إلى تونس لتصوير فيلم "رحلة السعادة" قالت إنها كانت تسمع تأوهات ألمه من الغرفة المجاورة بالفندق رغم أنه كان حريصا على أن يفتح صنابير المياه حتى يعلو صوت توجعاته.
كما أنه كان يشعر بدنو أجله لدرجة أنه كان يترك مفتاح غرفته من الخارج، وبعد عودته أخذت حالته تزداد سوءا إلى أن امتنع عن الطعام تماما قبل أيام من رحيله حتى كانت ليلة 5 تموز/يوليو 1968 حيث لفظ أنفاسه قبل وصوله إلى المستشفى، ولم تجد زوجته مصاريف الجنازة، فتولى صديقه الفنان فريد الأطرش الأمر، وانهار مريضا حزنا على وفاة صديق العمر.
بعد وفاته بأيام قليلة أذاعت الفنانة زمردة، وكانت صديقة له، سرا يتعلق بحقيقة مرضه حيث أكدت أنه لم يكن يعاني من مرض بالمعدة كما أشاع ولكنه كان مريضا بالقلب منذ عشر سنوات وأنه تعمد إخفاء ذلك حتى عن أقرب الناس إليه حتى لا يتهرب منه المخرجون والمنتجون ويبعدوه عن أفلامهم، وأنها عرفت ذلك بالصدفة وذلك عندما أرسل معها بعض التقارير الطبية إلى الطبيب العالمي د. جيبسون والذي كان يشرف على علاج فريد الأطرش وهو الذي أخبرها بحقيقة مرض عبد السلام النابلسي دون أن يدري أن النابلسي يخفي ذلك وعقب عودتها صارحته بما عرفت فبكى أمامها واستحلفها أن تحفظ هذا السر وهو ما فعلته حتى وفاته.
أعماله السينمائية:
• فيلم غادة الصحراء
• فيلم وخز الضمير
• فيلم القناع الأحمر
• فيلم العزيمة
• فيلم ليلى بنت الريف
• فيلم الطريق المستقيم
• فيلم ليالي الحب
• فيلم فتى أحلامي
• فيلم شارع الحب
• فيلم حكاية حب
• فيلم يوم من عمري
• فيلم حلاق السيدات
• فيلم إزاي أنساك
• فيلم أرض السلام
• فيلم معبودة الجماهير
• فيلم فاتنة الجماهير
• فيلم باريس والحب
• فيلم أفراح الشباب
• فيلم بدوية في باريس
• فيلم أهلاً بالحب
• فيلم شارع الحب
• فيلم الرباط المقدس
• فيلم حبيب حياتي