ولد صلاح خلف، واسمه الحركي (أبو إياد) عام 1933 في مدينة يافا، حيث أقامت عائلته القادمة من غزة، وكان والده يعمل موظفا في السجل العقاري في يافا.
أنهى صلاح خلف المرحلة الابتدائية والإعدادية في يافا، والتحق، وهو فتى بأشبال النجادة والتي تعتبر تنظيما فلسطينيا كان يعمل على مقاومة الاستعمار البريطاني والأطماع اليهودية في فلسطين، حيث كان هذا التنظيم يقوم بتدريب أعضائه على استخدام البنادق الخشبية نظرا لعدم توفر السلاح.
وتعرض الفتى صلاح للاعتقال على أيدي قوات الانتداب البريطاني عام 1945 ولم يكن قد أتم الثانية عشر من عمره.
انتقل اثر نكبة عام 1948الى غزة وعائلته، وأنهى فيها دراسته الثانوية، ثم التحق في عام 1951 بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر، وحصل على دبلوم تربية وعلم نفس من جامعة عين شمس.
خلال فترة وجوده في مصر تعرف عام 1954على ياسر عرفات الذي كان طالبا آنذاك في مصر، وجرى بينهما تعاون نضالي من خلال رابطة الطلاب الفلسطينيين، ثم من خلال رابطة الخريجين الفلسطينيين، وعكفا، وآخرون على التفكير في تأسيس حركة "فتح".
كما التقى صلاح خلف في مصر أثناء دراسته الزعيم جمال عبد الناصر وطرح عليه مطالب الفلسطينيين.
انتقل الى الكويت في عام 1959 ليعمل فيها مدرسا، فالتقى مرة أخرى ياسر عرفات وخالد الحسن وسليم الزعنون وفاروق القدومي وخليل الوزير، وقام بإجراء اتصالات بوطنيين آخرين أمثال يوسف النجار وكمال عدوان ومحمود عباس (ابومازن) وذلك بهدف بناء الحركة وتعزيز بنيتها.
حيث تمكن المؤسسون من بنائها لتصبح في سنوات معدودات الفصيل السياسي-الكفاحي الأول للفلسطينيين ورائدة النضال الوطني التحرري الفلسطيني.
تفرغ أبو اياد للعمل النضالي من خلال حركة "فتح"، وتسلم مواقع مهمة وقام بانجاز مهام صعبة في كافة مواقع الثورة في القاهرة ودمشق والأردن وبيروت، وشارك في معركة الكرامة عام 1968، كما شارك في قيادة العمليات طيلة سنوات الحرب اللبنانية، وبقي في بيروت أثناء الحصار وغادرها صيف عام 1982 الى تونس مع المقاتلين وبعض القياديين.
تميزت شخصية صلاح خلف ( أبو إياد) بالصلابة والقوة والعزيمة، الى جانب تميزه بالسلاسة والمحبة والمرونة في التعامل مع الكادر التنظيمي، وكان له قدرات خطابية وحوارية بارعة في اسر الجماهير.
تبوأ أبو اياد العديد من المراكز الهامة في حركة "فتح"، إذ كان عضوا في لجنتها المركزية، كما ترأس جهاز الأمن الموحد للثورة الفلسطينية أو ما يعرف بأمن منظمة التحرير الفلسطينية، لذلك تعرض للعديد من محاولات الاغتيال التي نجا منها بفضل يقظته ودرايته.
تعرض أبو إياد لمحاولات اغتيال عديدة على أيدي الموساد الإسرائيلي، باعتباره الرجل الثاني في حركة "فتح"، وباءت محاولاتهم بالفشل، إلا انه المدعو حمزة أبو زيد، احد أعضاء جماعة المنشق عن حركة فتح صبري البنا "أبو نضال" تمكن بتاريخ 14/1/1991 من القيام بما لم تتمكن منه مخابرات معادية أخرى كالموساد، وذلك في قرطاج/ تونس، حيث قام باغتيال صلاح خلف وقتل معه القائد هايل عبد الحميد (أبو الهول)، عضو لجنة مركزية فتح، وفخري العمري، مدير مكتب أبو اياد.