ولد الأديب خليل بيدس في مدينة الناصرة عام 1874، وكان كاتبا وأديبا ومترجما، حيث تميز بترجمته البليغة من الروسية الى العربية، فضلا عن كونه واحدا من الأسماء اللامعة في مجال القصة الفلسطينية.
وأسرته هي "الصباغ"، أما "بيدس" فانه لقب كني به عمه يوسف بسبب مشابهته بالقوة والبأس لرجل قوي في زمنه اسمه "بيدس"، ثم غلب اللقب على الأسرة كلها.
ينتمي خليل الى حمولة خليف، كبرى الحمائل النصراوية، وكان أبوه تاجر أقمشة، معروفا بتاريخه النضالي في سبيل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وتيتم خليل وهو في الخامسة إذ مات والده، وتزوجت أمه، وتركته مع أخته في حضانة جدته التي ألحقته بالمدرسة الأرثوذكسية في الناصرة، ليتلقى مبادئ القراءة والكتابة على يد المعلم يوسف نصر؛ وكان معلماً قاسياً، لا تأخذه رحمة بالأطفال.
أنهى دراسته الابتدائية وهو في سن الثانية عشرة والتحق بالمدرسة الروسية في الناصرة ذات النظام الداخلي، فقضى فيها ست سنوات، من 1886 – 1892 وتخرج مؤهلاً ليكون مديراً لمدرسة ابتدائية من المدارس الروسية المنتشرة في فلسطين وسوريا ولبنان؛ فعُيَّن، أولاً، في حمص، حيث قضى سنتين مديراً لمدرستها الابتدائية، حتى 1894، ثم نقل مديراً لمدرسة بسكنتا الابتدائية، وهناك أُعجب بإحدى المدرسات، وهي أدال أبى الروس، فتزوجها.
ثم نُقل بعد ذلك إلى سوق الغرب، ثم مرجعيون مديراً لمدارس ابتدائية مختلفة، حتى استقر به المطاف في حيفا سنة 1908 ليقضي فيها ثلاث سنوات، ويؤسس فيها مجلة "النفائس" والتي كان لها صيتا واسعا بين الأوساط الثقافية والعلمية في البلدان العربية.
ثم يترك التعليم، وينتقل الى القدس سنة 1911 ليكون عضواً في المجلس المختلط للطائفة الأرثوذكسية الفلسطينية ممثلاً لمدينة الناصرة، مسقط رأسه. نتيجة لنشاطه في الحركات القومية السياسية ومطالبته لتركيا بإنصاف العرب.
وإبان الانتداب البريطاني على فلسطين أخذ خليل بيدس يدعو العرب الى عدم الانسياق لتنفيذ أوامر الحكومة البريطانية المنتدبة على البلاد، وقاد أول مظاهرة عربية تقوم في القدس عام 1920 وكانت خطبه ومقالاته تعمل على تحفيز الشعب لإلغاء وعد بلفور.
وبسبب أنشطته حكمت عليه سلطات الانتداب بالإعدام، وبسبب تدخل رجال الدين الارثوذوكس تم تخفيض الحكم الى 15 سنة سجن قضى منها أربعة اشهر في سجن عكا، وأفرج عنه في عهد هربرت صموئيل، ورفض العمل الذي عرض عليه في وزارة المعارف.
بعدها إطلاق سراحه، كتب خليل عن تجربته في السجن سلسلة من المقالات ونشرها في مجلته "النفائس العصرية". بدأت نهاية خليل بيدس حينما دخل اليهود الى الحي الذي كان يقيم فيه حي "البقعة الفوقا" في القدس، وأخذوا ينكلون فيمن يجدوه من الأهالي العرب، فما كان من خليل إلا أن اخذ طريق البر والوادي الى حي سلوان، على قدميه، وهو الشيخ المنهك.
وأغمي عليه وهو في طريقه، لكن سرعان ما اكتشف أهل القرية هوية ذلك الشيخ، فاعتنوا به، وبعد أن عاد الى وعيه دبروا أمر انتقاله الى عمان، فبلغها منهوك القوى، وبعد أيام توجه الى بيروت ملتحقا بأولاده.
وفي التاسع من شهر شباط/فبراير من عام 1949 توفي خليل بيدس، تاركا وراءه أعمالا وأثار قلمية متعددة الجوانب والمجالات، خلدته واحدا من رواد النهضة الفكرية، الثقافية والأدبية في فلسطين.
ترجم خليل بيدس خلال عمره المديد وألـَّف حوالي 44 كتابا ً، خمسة عشر منها ترجمها عن الروسية، وبينها تسع روايات منها "ابنة القبطان" لـ الكسندر بوشكين، إضافة الى ثلاثة كتب نثرية في التاريخ الروسي، ومجموعتين قصصيتين، وله تسعة كتب في التاريخ وأدب الرحلة، منها كتاب عن تاريخ القدس، كما ألف بيدس في مجال الكتب المدرسية ثمانية كتب منها "الكسور العشرية" و"الكافي في الصرف".
من مؤلفاته:
كتب حوالي 44 كتاباً بين مؤلف ومترجم منها:
• الطبيب الحاذق- ترجمة1898 م.
• تاريخ روسيا القديم - ترجمة 1898م.
• حفلات التتويج 1898م.
• الكسور الدارجة 1898م.
• مرآة المعلمين 1898م.
• ابنة القبطان لألكسندر بوشكين – ترجمة 1898م.
• العقد الثمين في تربية البنين 1898م.
• القوزاقي الولهان- ترجمة 1899م.
• شقاء الملوك - ترجمة 1908م لماري كوريللي.
• أهوال الاستبداد – لتولستوي- ترجمة 1909م.
• الدول الإسلامية 1912م.
• تاريخ الطيران- القاهرة 1912م.
• ملوك الروس- القدس 1913م.
• درجات الحساب - جزان1913م.
• درجات القراءة - عدة أجزاء من1913م-1921م
• هنري الثامن وزوجته السادسة - ترجمة - القدس 1920م.
• العرش والحب - ترجمة 1921م. الوارث- رواية 1920م.