ولد الأديب والتربوي الفلسطيني اللامع خليل السكاكيني في القدس عام 1878، وتلقى تعليمه في المدرسة الأرثوذكسية في القدس، ثم انتقل الى الكلية الجمعية الانجليكانية التبشيرية، ومنها الى كلية صهيون الانجليزية في القدس ودرس فيها الآداب، ثم انتقل بعد تخرجه عام 1908 الى المملكة المتحدة لفترة وجيزة، وبعدها الى الولايات المتحدة الأمريكية.
عمل خليل السكاكيني في مجال التعليم مدرسا اللغة العربية في الولايات المتحدة، وساهم في كثير من المطبوعات الصادرة في ولايات الساحل الشرقي، وقام بترجمة أعمال عديدة، ثم قرر، وقبل مضي عام على إقامته هناك العودة الى الوطن.
فور عودته الى فلسطين عمل السكاكيني صحفيا في جريدة "الأصمعي"، وقام بتدريس اللغة العربية في مدرسة الصلاحية في القدس التي أنشأها جمال باشا، وامتد نشاطه لتدريس الأجانب اللغة نفسها في الـ "أميريكان كولوني" الواقعة في القدس الشرقية، وانشأ مدرسته الخاصة في القدس عام 1909، أطلق عليها اسم "المدرسة الدستورية" وذلك لافتتاحها بمناسبة اعتماد دستور الإمبراطورية العثمانية الجديد.
ذاع صيت المدرسة لخطها الوطني ومنهاجها الرائد والمميز، الذي ركز، إضافة الى التعليم التقليدي المتعارف عليه في حينها، على الموسيقى والفنون.
تمسك خليل السكاكيني بعروبته، ودفعه ذلك الى مطالبة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس الى تعريب لغتها وتعريب الصلوات في كنائسها المنتشرة في فلسطين.
كما طالب بأن لا يصلى باللغة اليونانية والاستعاضة عنها باللغة العربية، ونشر بهذا الخصوص منشورا عام 1913 تحت عنوان "النهضة الأرثوذكسية في فلسطين"، الأمر الذي دعا الكنيسة الى إعلان إبعاده منها.
اعتقل السكاكيني من قبل السلطات التركية في أواخر الحرب العالمية الأولى بتهمة الالتحاق بالثورة العربية، وحكمت عليها بالإعدام، ونقل الى دمشق، ولكن، ونظرا للمساعي التي بذلت من قبل الأصدقاء تم تهريبه من السجن وتيسير فراره الى مضارب الأمير فيصل، ليعود بعد الحرب الى فلسطين مجددا.
جرى تعيينه مفتشا للمعارف، لكنه استقال من وظيفته وسافر الى القاهرة، حيث جرى تعيينه مديرا لمدرسة العبيدية لمدة سنتين، وذلك بين عامي 1921-1923. ثم جرى تعيينه مفتشا في إدارة المعارف حتى عام 1938.
انشأ كلية النهضة الثانوية في القدس مع الأستاذين إبراهيم خوري ولبيب غلمية، واستمر في إدارتها إلى أن وقعت النكبة عام 1948.
توفي خليل السكاكيني في مصر عام 1953، ومنح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون عام 1990.
نشر للسكاكيني اثنا عشر مؤلفا في حياته، منها:
1- فلسطين بعد الحرب الكبرى – القدس1920.
2- مطالعات في اللغة والأدب – القدس 1925.
3- الأصول في تعليم اللغة العربية – الدليل الأول والثاني – القدس 1934-1936.
4- النهضة الأرثوذكسية في فلسطين – القدس 1913.
5- سري - القدس 1934.
6- لذكراك- القدس 1940.
7- ما تيسر – جزأين – القدس 1943.
8- كذا أنا يا دنيا – القاهرة 1955.
9- معالم التاريخ القديم – مع مصطفى عنبتاوي واحمد خليفة 1942.