حسين نازك

ولد الموسيقار والمُلحن الفلسطيني حسين نازك في مدينة القدس عام 1942م، هاجر نتيجة حرب 1967 من القدس إلى العاصمة الأردنية عمّان، وفي عام 1969 انتقل إلى سوريا، حيث استقر في دمشق.

كان أستاذه الأول، الذي رعى موهبته منذ بداياته في مدينة القدس الموسيقار "يوسف خاشو" (صاحب سيمفونية القدس الشهيرة). في العام 1962 تعرف على الموسيقار القدير الراحل يحيى السعودي واستقى منه ما يحتاج إليه من علوم الموسيقا الشرقية، واستطاع خلال الشهور القليلة التي قضاها السعودي في إذاعة عمان استكمال ثقافته في الموسيقا الشرقية التي دعم بها علومه في الموسيقا الغربية.

اشتغل حسين نازك حتى عام 1975، عازفاً على مختلف الآلات في مختلف الفرق الموسيقية الغربية والشرقية، وفي الإذاعة والتلفزيون السوري.

أسس "فرقة العاشقين" عام 1976، وكان مديرها منذ التأسيس حتى 1985، وأسّس فرقة زنوبيا القومية الحديثة عام 198. لم يتوقف نشاط حسين نازك عند تأسيس الفرق الموسيقية ووضع برامجها وموسيقاها؛ بل عمل منذ سبعينيات القرن الماضي وأثناء انهماكه بالعمل في تلك الفرق. وضع الموسيقا التصويرية لاثني عشر فيلماً سينمائياً روائياً سورياً وعراقياً، وكذلك وضع الموسيقا لستة أفلام وثائقية، وألف ووزع ونفذ موسيقا حوالي اثنين وثلاثين مسلسلاً سورياً وليبياً ولبنانياً وأردنياً وفلسطينياً، وألف ووزع موسيقا ست وعشرين مسرحية عالمية وعربية، كان نصيب المسرح القومي في سورية منها اثنتي عشرة مسرحية.

اهتم حسين نازك خلال مسيرته الفنية بالأناشيد القومية التي شاعت وانتشرت في ربوع بلاد الشام في الفترة الواقعة بين عام 1932و عام 1947، وساهم في إعادة توزيع وتنفيذ النشيد الوطني الفلسطيني الذي اعتمد رسمياً؛ كما لحن مجموعة أغاني المدن الفلسطينية وعددها (32 أغنية)، التي صاغها شعراً ناهض منير الريس وإبراهيم أبو ناب.

وضع نازك موسيقا وألحان حفلات الافتتاح لأربع دورات رياضية في سوريا وهي: دورة الألعاب العربية 1976، ودورة الشباب العربي عام 1981، والدورة الأولى للقوات المسلحة عام 1983، ولوحة من حفل افتتاح دورة المتوسط 1987.

تولى نازك في عام 2015 مهمة إحياء التراث الفلسطيني الفلكلوري المكتوب والمسموع والمرئي وجمعه وإعادة تأهيله كمدير تنفيذي للمشروع من قبل "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم".

كان حسين نازك عضوًا في العديد من المؤسسات والهيئات الموسيقية العربية والعالمية؛ فهو عضو المكتب التنفيذي لـ"المجمع العربي للموسيقا"، وعضو "مجلس الموسيقا الدولية"، وعضو "الجمعية الأميركية للملحنين والناشرين"، وغيرها.

حصل نازك على عدد من الجوائز، منها الجائزة الأولى لأفضل توزيع أوركسترالي للنشيد الوطني (بلاد العرب أوطاني)، وجائزة أفضل استخدام موسيقي للتراث العربي من مهرجان قرطاج 1980، وجائزتان ذهبيتان من اليابان لأفضل عرض موسيقي ياباني من موسيقي غير ياباني؛ كما منحته وزارة الثقافة الفلسطينية لقب شخصية العام الثقافية لعام 2023.

توفي حسين نازك في دمشق يوم 25 أيار 2023م، ونعاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائلاً: "إن المناضل نازك قامة فنية فلسطينية وعربية، ونموذج وطني إبداعي ومعلم فني حي في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة، وحشد قلوب المحبين عنفوانًا من أجل فلسطين، وإن رحيله خسارة لا تعوض".