الميلاد والنشأة: الدكتور عبد الوهاب الكيالي، مؤرخ ومفكر سياسي عربي فلسطيني، ولد في مدينة يافا عام 1939. نشأ في أسرة مناضلة ذات أصول سورية، حيث ترعرع على قيم النضال والمقاومة. تلقى تعليمه الابتدائي في يافا قبل أن ينتقل إلى عمان ولبنان لاستكمال دراسته، حيث شهد طفولته العديد من الأحداث السياسية والنضالية التي شكلت وعيه المبكر.
المسيرة الأكاديمية: بدأ دراساته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث تخصص في العلوم السياسية، ثم التحق بجامعة لندن لمتابعة دراساته العليا، وحصل على درجة الدكتوراه عن أطروحته التي تناولت موضوع "المقاومة العربية الفلسطينية".
النشاط السياسي والتنظيمي: انضم الدكتور الكيالي إلى حزب البعث العربي الاشتراكي، وتدرج في صفوفه حتى أصبح:
كما تم انتخابه عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضوًا في المجلسين الوطني والمركزي للمنظمة. شارك في تأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين، وكان له دور بارز في قيادة العمل الوطني الفلسطيني، خاصة في لبنان خلال فترتي 1970 و1975.
الإنتاج الفكري والثقافي: كان للدكتور الكيالي دور واسع في تعزيز الوعي الوطني والثقافي الفلسطيني والعربي من خلال:
العمل النضالي والعسكري: ساهم الدكتور الكيالي في التخطيط والإشراف على العديد من العمليات الفدائية لجبهة التحرير العربية وفصائل المقاومة، التي عُرفت بالعمليات المشتركة (الدوريات)، والتي استهدفت العمق الأمني الصهيوني، مما أثر بشكل كبير على استراتيجية الاحتلال.
الإرث والمساهمات: ترك الدكتور عبد الوهاب الكيالي إرثًا فكريًا ونضاليًا غنيًا. كان مثالًا للمثقف العضوي الذي جمع بين الفكر والعمل الميداني، حيث دافع ببسالة عن قضايا أمته وشعبه. حمل قلمه ليكتب التاريخ وكشف الحقائق، وناضل بسلاحه ليحمي الهوية الوطنية والقومية، مما جعله رمزًا خالدًا في ذاكرة الأجيال.
أبرز المؤلفات:
الاغتيال: اغتيل الدكتور عبد الوهاب الكيالي في 7 ديسمبر 1981 في بيروت وهو في أوج عطائه الفكري والنضالي. شكل رحيله خسارة كبيرة للعالم العربي وللنضال الفلسطيني. فالدكتور عبد الوهاب الكيالي، المفكر والمؤرخ والمناضل، جمع بين الفكر والعمل في مسيرة نضالية استثنائية. كانت حياته مثالًا حيًا للنضال الفلسطيني والعربي في مواجهة الاحتلال والصهيونية، وسيظل إرثه الفكري والنضالي مصدر إلهام للأجيال القادمة.