مجدي أبو رمضان (1929-1997) كان من أبرز الشخصيات الوطنية والسياسية الفلسطينية التي تركت بصمة عميقة في تاريخ القضية الفلسطينية. وُلد في حي التفاح بمدينة غزة، حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس المدينة. بعد اجتيازه المرحلة الثانوية من مدرسة صهيون في القدس، انطلق في مسيرته الأكاديمية إلى بيروت، حيث التحق بالجامعة الأمريكية وأمضى ثلاث سنوات قبل أن ينتقل إلى الجامعة الأمريكية في القاهرة. هناك، تخصص في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، ليكمل تعليمه الجامعي بنجاح.
عاد أبو رمضان إلى قطاع غزة عام 1956 ليبدأ مسيرته المهنية كمعلم للغة الإنجليزية في مدرسة فلسطين الثانوية. سرعان ما شغل مناصب إدارية مرموقة، بدءاً من تعيينه وكيلاً لمدرسة فلسطين الثانوية، ثم مديراً لمدرسة الزهراء الثانوية للبنات، وانتقل لاحقاً إلى خان يونس ليعمل ناظراً لمدرسة خان يونس للبنين. في عام 1965، تولى إدارة مدرسة يافا الثانوية للبنين، حيث أثبت قدراته الإدارية والتعليمية.
كان لأبو رمضان دور محوري في النضال الوطني الفلسطيني. شارك في أعمال المجلس الوطني الفلسطيني الأول في القدس عام 1964، الذي أعلن تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية. اختاره أحمد الشقيري، رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة، ليكون مديراً لأول مكتب لمنظمة التحرير في غزة، حيث عمل على تنظيم الجهود الوطنية وتوحيد الصفوف.
استمر أبو رمضان في شغل مناصب هامة في منظمة التحرير، حيث انتُخب عضواً في اللجنة التنفيذية للدورة الثالثة (1966-1968)، وتمت إعادة انتخابه في الدورة الثالثة عشرة (1977-1979) والرابعة عشرة (1979-1981) ممثلاً عن المستقلين. نتيجة لاحتلال قطاع غزة في عام 1967، غادر إلى القاهرة ليعمل في مكتب منظمة التحرير هناك، مواصلاً جهوده في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.
ظل أبو رمضان رمزاً بارزاً للوطنية والإخلاص للقضية الفلسطينية طوال حياته. ساهم في بناء مؤسسات وطنية ودعم الحركة التحررية الفلسطينية في مراحلها الحرجة. توفي في القاهرة عام 1997، تاركاً إرثاً من العمل الوطني والنضال الذي سيظل محفوراً في الذاكرة الفلسطينية. ولعل إسهاماته في التعليم والسياسة والتنظيم الوطني جعلت منه شخصية ملهمة عبر الأجيال، حيث جسّد بقوة معاني الصمود والعمل الوطني المخلص.