رشاد أبو شاور

رشاد أبو شاور قاصّ وروائيّ من مواليد عام 1942، ولد في قرية ذكرين المهجرة التابعة لمحافظة الخليل، انتقل بعد نكبة العام 1948، برفقة أسرته، إلى مخيمات النويعمة وعين السلطان في أريحا، ثم انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينيّة، وانتقل للعيش في بيروت، وشَغل مناصب عدَّة في مؤسّسات منظّمة التحرير الفلسطينيّة، أبرزها عمله نائباً لرئيس تحرير مجلّة "الكاتب الفلسطيني" الصادرة عن الاتّحاد حتى العام 1982.

انتقلَ أبو شاور بعد رحيل القيادة الفلسطينية عن بيروت إلى دمشق وأقام فيها حتى العام 1988. ثم انتقل للعيش في تونس، وعمل مديراً لدائرة الثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية بتونس حتى عام 1994، ثم عاد إلى العاصمة الأردنية عمّان وأقام فيها.  

في العام 1969 مُنح أبو شاور عضوية "اتحاد الكتّاب الفلسطينيين" في القاهرة، وأسهم في تأسيس "الاتحاد العام للكتّاب والصحافيين الفلسطينيين" في بيروت، وانتُخب عضواً في أمانته العامة لدورات عدة.

حصل أبو شاور على جائزة دولة فلسطين التقديرية عن مجمل الأعمال، وهي أرفع جائزة في فلسطين للإبداع عن العام 2019؛ إذ رأت لجنة التحكيم، وقتذاك، منحه إياها باعتباره أحد أبرز الكتاب والروائيين الفلسطينيين الذين رافقوا الثورة الفلسطينية من بداياتها الأولى، وعايشوا انتصاراتها في كل مراحلها، حيث جعل منها مصدراً للإبداع والثقافة المقاومة، وهو بذلك يرقى إلى مصاف الكتاب الذين تركوا بصمات واضحة على أدب المقاومة والثقافة الوطنية الفلسطينية بشكل عام. وقد حاز أيضًا على جائزة "محمود سيف الدين الإيراني" المرموقة للقصة القصيرة؛ بالإضافة إلى ترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية وإدراجها في أنطولوجيا الأدب الفلسطيني.

يعتبر أبو شاور صاحب فكر وقلم كرسهما لخدمة القضية الفلسطينية سياسياً وإنسانياً وثقافياً من خلال كتاباته ومقابلاته وعلاقاته الواسعة عربياً ودولياً؛ ما جعله واسع التأثير ومتواصل العطاء في هذا المضمار. وقد حصل أيضا على "جائزة القدس" للعام 2015 عن "الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب"، تكريماً لمسيرة تقدر بنصف قرن من الكتابة التي شملت المؤلفات الإبداعية والدراسات الأدبية. وصدرت له عن "الهيئة العامة السورية للكتاب" العام الماضي، طبعة جديدة من رواية "وداعاً يا ذكرين"، التي صدرت طبعتها الأولى عن دار "الآداب" البيروتية في العام 2016.  وتسلّط الرواية الضوء على نكبة فلسطين وما عاناه الشعب الفلسطيني الذي خاض الانتفاضات والإضرابات والثورات من أجل التحرير. كما صدرت له في العام 2019 رواية بعنوان "ترويض النسر"، عن دار الشروق للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنية عمّان، وقال إنه حملها وتنقل بها من دمشق إلى تونس إلى عمّان، وهجس بها سنوات، وعكف على كتابتها طيلة العام الذي سبق نشرها.

وسبق أن قدم للمكتبة العربية أعمالاً قصصية قصيرة من أبرزها: "ذكرى الأيام الماضية" (1970)، و"بيت أخضر ذو سقف قرميدي" (1974)، و"مهر البراري" (1974)، و"الأشجار لا تنمو على الدفاتر" (1975)، و"عطر الياسمين" (1978)، و"بيتزا من أجل ذكرى مريم" (1981)، وغيرها؛ فيما صدر له مجلد الأعمال القصصية في العام 1999 عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت. وكانت "أيام الحرب والموت" (1973)، روايته الأولى، تلتها العديد الروايات، من بينها: "البكاء على صدر الحبيب" (1974)، و"العشاق" (1978)، و"الرب لم يسترح في اليوم السابع" (1986)، و"الموت غناء" (2003)، وغيرها، إضافة إلى مقالات "آه يا بيروت" (1983).

توفي الروائي والقاص الفلسطيني رشاد أبو شاور، في العاصمة الأردنية عمّان، يوم 28/9/2024، بعد صراع مع المرض، حيث نعاه العديد من الأدباء والمبدعين الفلسطينيين والعرب.