وُلد المناضل الوطني الكبير فاروق القدومي "أبو اللطف" في 18 أغسطس عام 1931 في الضفة الغربية، ودرس المرحلة الأساسية في مدرستي جينصافوط (قلقيلية) والمنشية في مدينة يافا، والمرحلة الثانوية في مدرسة العامرية في مدينة يافا، وفي عام 1950 سافر إلى السعودية حيث عمل في شركة «ارامكو» حتى عام 1954م، ثم التحق بالجامعة الأميركية بالقاهرة ونال درجة البكالوريوس في الاقتصاد عام 1958. توجه فيما بعد إلى ليبيا للعمل في مجلس الاعمار الليبي لفترة قصيرة ومن ثم انتقل إلى السعودية للعمل في مديرية الزيت والمعادن قبل إنشاء وزارة النفط. ومن هناك انتقل للعمل في الكويت عام 1960
يُعتبر فاروق القدومي أحد أبرز السياسيين الفلسطينيين والقادة الأوائل المؤسسين لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حيث انخرط القدومي في العمل الوطني السياسي في فترة مبكرة من حياته؛ فقد تعرف إلى ياسر عرفات وصلاح خلف أثناء دراسته في مصر، وشارك في تأسيس حركة فتح إلى جانب الرئيس الراحل ياسر عرفات، والرئيس محمود عباس، والشهيدين خليل الوزير وصلاح خلف، وكان أحد كُتّاب مجلتها “فلسطيننا”، وعضو لجنتها المركزية منذ عام 1965، وممثلها في القاهرة، ومسؤول علاقاتها الخارجية، وشغل أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح.
أصبح فاروق القدومي عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، وعضوًا في المجلس الوطني، ورئيسًا للدائرة السياسية لمنظمة التحرير عام 1973، ومسؤول دائرة الشؤون الخارجية لمنظمة التحرير عام 1989، وقد ساهم في تطوير علاقات المنظمة بالدول العربية والاتحاد السوفياتي وغيرها من دول العالم. وقد حاز فاروق القدومي على العديد من الأوسمة والتكريمات ولعل أبرزها وسام نجمة الشرف الفلسطينية عام 2015.
وتدهورت الحالة الصحية للفقيد بشكل تدريجي بعد معاناة مع المرض، إلا ان تُوفي في العاصمة الأردنية عمان في 22 أغسطس 2024 عن عمر ناهز 93 عامًا، شُيع من مسجد أبو عيشة بمراسم عسكرية ودُفن يوم 23 أغسطس 2024 في مقبرة العائلة في سحاب.
نعاه السيد الرئيس محمود عباس، وقال سيادته: أنعى أخا وصديقا ورفيق درب في النضال والعمل الدؤوب من أجل فلسطين التي تفقد بغيابه واحدا من رجالاتها المخلصين المناضلين الأوفياء الذين قدموا الكثير لخدمة فلسطين وقضيتها وشعبها.
وأثنى الرئيس على مناقب المناضل الوطني الكبير، ومسيرته المشرفة، وعطائه وعمله القيادي في صفوف حركة "فتح" والثورة الفلسطينية ومؤسساتها، والذي أفنى حياته في الدفاع عن حقوق شعبنا وقضيته العادلة على طريق الحرية والاستقلال.