جورج حبش

ولد الدكتور جورج حبش (الحكيم) في 2ا آب/أغسطس/1926 في مدينه اللد الفلسطينية. ابن لعائلة مسيحية ميسورة الحال مؤلفة من سبعة أفراد. كان والده تاجرا مشهورا في فلسطين. تعرض الدكتور حبش للتهجير عام 1948 كبقية أبناء الشعب الفلسطيني، وذلك اثر النكبة.

أنهى دراسته الابتدائية في مدينه اللد، وتابع دراسته الثانوية في مدينتي يافا والقدس. تخرج من مدرسة ترسنطا في القدس، وعاد إلى يافا مدرساً قبل التحاقه بالجامعة. انتقل إلى بيروت عام 1944 للالتحاق بكلية الطب في الجامعة الأمريكية، وتخرج فيها طبيباً عام 1951.

كرس الدكتور جورج حبش حياته للقضية الفلسطينية، وخلال مرحلة دراسته الجامعية، تبلورت أفكاره وتعزز انتماؤه القومي، فساهم في إعادة صياغة جمعية "العروة الوثقى" وتحويلها إلى منتدى سياسي وفكري، لتناول الحالة السياسية الفلسطينية، وتعزيز العلاقات بين الشباب العرب.

وكان مؤمنا بأن الكفاح المسلح هو الطريق المركزي لتحرير فلسطين.

قام بتشكيل "كتائب الفداء العربي"، حيث التف حولها جمع من الشباب العرب ونفذت عدة عمليات عسكرية ضد أهداف صهيونية في الأرض المحتلة.

هجر الدكتور جورج حبش الطب واتجه الى ميدان السياسة والمقاومة، فأسس، ومجموعه من رفاقه عام 1951 "حركة القومين العرب"، وكان من بين المؤسسين وديع حداد وهاني الهندي، وكانت الحركة تسعى لخلق حالة نهوض عربي شامل.

انتقل إلى الساحة الأردنية ليكون مع رفاقه في ساحة النضال الميداني، وواصل حراكه السياسي في الأردن دون أن يغفل متابعة ساحات العمل الأخرى في المنطقة العربية.

غادر الأردن إلى سوريا، ثم الى بيروت بهدف تشكيل خلايا لحركة القومين العرب في الدول العربية.

وتعرض للمطاردة والملاحقة والاختفاء ومحاولات الاعتقال من قبل بعض الأنظمة العربية.

قام الدكتور حبش بتأسيس "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وأعلن عن انطلاقتها في 11/12/1967، وتشكلت الجبهة كنواة لحزب ماركسي لينيني، مع التركيز على البعد القومي العربي كميدان ورابطة للعمل الجبهوي.

جرى اعتقال جورج حبش عام 1968 في سوريا لمدة عام، نفذت بعدها عملية اختطاف لتهريبه من السجن خطط لها ونفذها الدكتور وديع حداد.

وعندما أصبح حبش خارج السجن عام 1969 وجد نفسه أمام انشقاق سياسي تنظيمي، قام به نايف حواتمة، أحد رفاقه التاريخيين الذي شكل تشكيلا سياسيا جديدا هو "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين".

توجه "الحكيم" سرا إلى الأردن عام 1969، وهي الفترة التي شهدت المد الشعبي للمقاومة الفلسطينية في الأردن، وشهدت، أيضا الكثير من المصادمات مع الجيش الأردني، والتي أدت إلى معارك ضارية في أيلول عام 1970 وخروج المقاومة الفلسطينية من عمان إلى أحراش جرش.

في عام 1971، وبعد عام من الحياة القاسية وسط الأحراش تغلب الجيش على المقاومة وخرج المقاتلون والقيادة الفلسطينية إلى لبنان.

تعرض الدكتور حبش عام 1973، و1983، لمحاولاتي اختطاف من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي.

واصل الدكتور جورج حبش قيادته للجبهة الشعبية، أمينا عاما حتى العام 1999، وترك موقعه طوعا وخلفه مصطفى الزبري ( أبو على مصطفى)، الذي اغتيل ظهر يوم 27/8/2001 في مكتبه برام الله بصاروخ موجه أطلقته طائرة أباتشي إسرائيلية.

عاش الدكتور جورج حبش بعد استقالته في العاصمة الأردنية عمان متفرغا للإشراف على مركز للدراسات والأبحاث الى أن توفي يوم 26 كانون الثاني/ يناير/ 2008، في عمّان ودفن فيها.