ولد المهندس إسماعيل حسن محمد أبو شنب "أبو حسن" في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة عام 1950 وذلك بعد عامين من هجرة عائلته من قرية "الجيّة"، قضاء المجدل (عسقلان(، حيث استقرت أسرته في نفس المخيم.
نشأ أبو شنب نشأة السواد الأعظم من أبناء فلسطين الذي هُجّروا من ديارهم في نكبة عام 1948 فالمخيم هو عالمهم، والفقر هو القاسم المشترك الذي يجمعهم. وكان والده "حسن" أمياً ولكنه كان يستطيع قراءة القرآن الكريم، وكان حريصاً على تعليم أبنائه وخاصة القرآن الكريم. قضى معظم دراسته الابتدائية في مدرسة وكالة الغوث في النصيرات، كان ذلك ما بين عامي 1956 و 1961 حيث تأثّر كثيراً حينها بتوجّهات ورعاية الأستاذ حماد الحسنات أحد الدعاة في منطقة النصيرات.
توفيّ الوالد والأطفال لا يزالون صغاراً، أكبرهم كان إسماعيل، والذي كان ما يزال في المدرسة الابتدائية، وتولى رعاية العائلة بعض الأقارب، الذين رؤوا أن تنتقل عائلة إسماعيل إلى مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، حيث يقطن العديد من أقاربهم هناك. بعد أن أكمل أبو شنب المرحلة الإعدادية من دراسته في مدرسة غزة الجديدة التابعة لوكالة الغوث في عام 1965 انتقل إلى مدرسة فلسطين الثانوية، وكان دائماً من الطلاب المتفوّقين في صفه.
في صيف عام 1967، حصل على شهادة الثانوية العامة، والتحق بمعهد المعلمين برام الله ليدرس اللغة الإنجليزية وتأهل بتخرجه ليكون معلماً في مدارس الوكالة، إلا انه قرّر أن يتقدّم لامتحان الثانوية العامة للمرة الثانية في مصر، ثم التحق بالمعهد العالي الفني في "شبين الكوم"، وانتقل في السنة التالية إلى المعهد العالي الفني بالمنصورة والذي تحوّل فيما بعد إلى جامعة المنصورة، وتخرّج من كلية الهندسة بجامعة المنصورة عام 1975 بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف وكان الأول على دفعته.
عرض عليه أحد أساتذته في الجامعة أن يتم تعيينه "معيداً" في الكلية لكنه فضّل أن يعود إلى قطاع غزة ليعمل هناك، وفعلاً عاد واشتغل مهندساً للمشاريع في بلدية غزة لمدة خمس سنوات.
في تلك الفترة اعتزمت جامعة النجاح الوطنية بنابلس أن تفتح كلية الهندسة فيها، فأعلنت عن توفير بعثات دراسية للمهندسين، لاستكمال دراستهم العليا ليعودوا ليعملوا مدرسين في كلية الهندسة، وتقدّم أبو شنب بطلب للانبعاث للدراسة وتم اختياره لهذا الغرض، فاستقال من عمله في بلدية غزة وسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث حصل على درجة الماجستير في هندسة الإنشاءات من جامعة كالورادو عام 1982.
عاد أبو شنب إلى جامعة النجاح ليدرّس فيها، ثم سنحت له فرصة إكمال دراسته مرة أخرى، فرجع إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1983، حيث بدأ الدراسة للحصول على شهادة الدكتوراه، ولكن جامعة النجاح استدعته لحاجتها الماسة لأمثاله للتدريس في الجامعة، فقطع دراسته وعاد إلى الجامعة وعيّن قائماً بأعمال رئيس قسم الهندسة المدنية بين عامي 1983 - 1984 وظلّ يدرس في الجامعة حتى أغلقتها سلطات الاحتلال مع اشتعال الانتفاضة أواخر عام 1987.
كان له دور مهم خلال الأحداث المؤسفة التي وقعت بين التنظيمات الفلسطينية في عام 1986 في قطاع غزة حيث تداعت المؤسسات والهيئات الأهلية في القطاع لوأد الفتنة، وتم اختيار المهندس إسماعيل أبو شنب عضواً في لجنة الإصلاح المنبثقة عن هذا التجمّع وقد أدّت اللجنة دوراً طيباً في تصفية الأجواء وتهدئة الخواطر.
في مجال العمل النقابي يعتبر أبو شنب رائداً في هذا المجال فهو من مؤسسي جمعية المهندسين الفلسطينيين في قطاع غزة عام 1976، وكان عضواً في مجلس إدارتها من عام 1976 وحتى عام 1980 ثم انتخب رئيساً لمجلس إدارتها ونقيباً للمهندسين في نفس العام، حيث ترك هذا المنصب لسفره للدراسة في أمريكا ومصر، وبعد عودته من هناك تم انتخابه عضواً لدورتين متتاليتين وجرى اعتقاله في عام 1989، وهو يحمِل هذه الصبغة، وبعد الإفراج عنه في عام 1997، أعيد انتخابه رئيساً لمجلس إدارة الجمعية ونقيباً للمهندسين حتى اللحظة.
أثناء عمله في التدريس في جامعة النجاح كان له دور بارز في توجيه الحركة الطلابية والنقابية في الجامعة لتكون في موقع الريادة للمجتمع الفلسطيني في مواجهة المحتلين. بعد عامٍ تقريباً من إغلاق الجامعة مع بداية الانتفاضة استقال من الجامعة في أواخر عام 1988 وعمل مهندساً في وكالة الغوث حيث مارس عمله النقابي هناك حتى اعتقاله في أيار (مايو) لعام 1989.
تأثّر أبو شنب بالشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة "حماس" منذ كان صغيراً، حيث كان يسكن في نفس مخيم الشاطئ الذي يقطن فيه الشيخ ياسين آنذاك حيث كان الأخير، ورغم إعاقته الجسدية دائب الحركة والنشاط وكان له تأثير واضح وكبير في الحياة الاجتماعية والثقافية للمخيم، وفي نهاية الستينيات تعرّف على العمل الإسلامي من خلال الشيخ ياسين، حيث قويت هذه الروابط حينما ساهم أبو شنب بتأسيس الجمعية الإسلامية التي كانت امتداداً للمجتمع الإسلامي الذي كان يرأس إدارته الشيخ أحمد ياسين في ذلك الوقت.
لعب أبو شنب خلال الانتفاضة الأولى دوراً مميزاً في قيادتها منذ الشرارة الأولى لاشتعالها وظلت بصماته واضحة عليها حيث ومنذ اليوم الأول الذي اندلعت فيه الانتفاضة كلّفه الشيخ أحمد ياسين بمسؤولية قطاع غزة في تفعيل أحداث الانتفاضة وكان نائباً للشيخ ياسين، وقد عمل أبو شنب منذ اليوم الأول في الانتفاضة على متابعة كافة الأحداث التي تقوم بها حماس وعمل على تقوية هذه الثورة من خلال عوامل كثيرة وتطوير أساليبها حتى لا تقتصر على الحجر فحسب. أيضاً عمل على تنظيم الأجهزة المتعددة للحركة وترتيبها وتفرّد كلّ جهاز بعمله الخاص.
أخضع للتحقيق من قبل المخابرات الإسرائيلية في سجن الرملة وعذّب عذاباً قاسياً لمدة ثلاثة شهور، وبعد هذه الفترة من التعذيب تم نقله إلى زنازين العزل في نفس السجن ظلّ فيها مدة 17 شهراً لم يرَ النور فيهم، في عام 1990 وبعد انتهاء فترة العزل أصبح ممثلاً للمعتقل في الرملة، وقد شكّل داخل المعتقل قيادة حركة حماس وذلك بعد نقله من سجن الرملة إلى سجن عسقلان، حيث أمضى مدة محكوميته البالغة ثماني سنوات، خاض واخوانه المعتقلون خلال هذه الفترة اضرابين كان لهما أثر بالغ على تحسين حياتهم داخل السجن وحقّقوا من خلالهما إنجازات لافتة وذلك في عام1992، وفي عام1995.
استشهد إسماعيل أبو شنب مع اثنين من مرافقيه في مدينة غزة يوم الخميس 21 آب/أغسطس 2003 في قصف نفذته طائرات الاحتلال استهدف سيارته.