سلطانة دانيل فرنسيس عيسى غطاس
ولدت الراهبة ماري ألفونسين )بحسب اسمها في الرهبنة(، واسمها في عائلتها"سلطانة دانيل غطاس"، في مدينة القدس، في 4 تشرين الأول عام 1843 في العهد العثماني؛ وانخرطت في سلك الرهبانية في الثلاثين من حزيران عام 1860م. ووفقا للعادة المتبعة، أعطيت الراهبة اسماً جديداً، وأصبحت تعرف بـ"الأخت ماري الفونسين"، وأبرزت نذورها الابتدائية عام1863. وبعد إبرازها النذور قامت بتعليم اللغة العربية لمدة سنتين في القدس، أسست خلالها "أخوية الحبل بلا دنس"، و"أخوية الأمهات المسيحيات".
انتقلت من القدس إلى بيت لحم؛ وخلال تواجدها هناك أرادت تأسيس رهبنة خاصة بها، ووافق بطريرك القدس اللاتيني على طلبها؛ فتأسست على يدها"راهبات الوردية المقدسة" عام 1883م، برفقة ثمانية فتيات أخريات. وقد تمت الموافقة على قوانين الرهبنة عام 1897م، ونمت بسرعة؛ وازداد عدد المنتسبات لها؛ ثم أصبحت عام 1959 رهبنة حبريّة أي تتبع مباشرة للكرسي الرسولي.
جالت الأم ماري ألفونسين في مناطق عدة، ضمن مهمة التدريس والإرشاد في الناصرة والسلط وغيرها من الأماكن؛ وأخيرًا في عين كارم، حيث توفيت في25 آذار 1927 في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين.
تم إعلانها طوباوية للكنيسة الكاثوليكية في 22 نوفمبر2009م، بعد موافقة البابا بندكت السادس عشر على أنها عاشت "الفضائل المسيحية"وهي: المحبة، والإيمان، والرجاء. وقد تم حفل التطويب في الناصرة.
وبتاريخ 17 أيار2015م، تم إعلان تقديس الراهبتين الفلسطينيتين ماري ألفونسين ومريم بواردي حداد، من قبل البابا فرنسيس، في القداس الديني الذي أقامه الفاتيكان في ساحة القديس بطرس، وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفود فلسطينية ودولية.
وقال الرئيس محمود عباس في كلمة له عن تقديس الراهبتين حداد وغطاس: هاتان المرأتان الفاضلتان، هاتان القديستان، من بنات شعبنا، هما سند لنا؛ صوت فريد وقوي وصارخ يقول لنا: إن قوة الروح هي أيضًا قوة فينا، ويجب أن نسير بها إلى الدولة التي نسعى إليها، وعاصمتها القدس.