ولد عيسى البطاط في بلدة الظّاهرية قضاء الخليل في العام 1907، ونشأ على أرضها يبذل كل جهد للدفاع عن فلسطين أمام أطماع الحركة الصهيونية ودعم الانتداب البريطاني لهذه الأطماع. وأخذ يدعو أبناء بلدته والبلدات المجاورة إلى الجهاد فشكّل مجموعة فدائية، وكان أبرز قادة ثورة 1936م.
نفّذ البطّاط عدداً من العمليات الجريئة ضدّ قوّات الانتداب البريطاني وكبّدها خسائر كبيرة، ومن هذه العمليات عملية باب الواد، وعملية عقبة اللبن، وعملية حلحول والتي ألقي فيها القبض على صديقه أحمد العجوريّ وحكم عليه بالإعدام ونفّذ فيه الحكم، وقام الشّهيد بالرد من خلال قتل مدير دائرة الآثار الإنجليزي (ستارس)، وعلى إثر هذه العمليّة كثّفت قوات الانتداب من مطاردتها للبطاط ورفاقه الثّوار في الجبال.
كانت البندقية ملازمة للبطاط في تنقلاته بين الجبال والتلال والأودية، وظلّت القوات البريطانية تطارده، حتى ألقت القبض عليه وصدر بحقّه حكم بالحبس مدى الحياة، ولكنه استطاع الهرب من السجن ليعود إلى نضاله، وظلّ مطارداً إلى أن تمكنوا من قتله في بيت صديق له في قرية بيت جبرين عام 1938م.
بعد اغتياله أصدر المكتب العربيّ القوميّ في دمشق بيان النّعي التّالي: "ننعى إلى العرب المجاهد الكبير عيسى البطاط قائد ثوّار جبل الخليل، إذ قتل غدراً بينما كان نازلاً في بيت صديق له في إحدى ضواحي الخليل، فعلم البوليس البريطاني بالأمر وداهم البيت في منتصف الليل بعد تطويقه وأطلق النّار على المجاهد المذكور، فأصيب بعشر رصاصات في رأسه وجسمه، ووجدت بندقيته ملأى بالرّصاص، ونطاق سلاحه غير ناقص، وهكذا يلحق اليوم هذا المجاهد بمن سبقه من الأبطال الشهداء أمثال فرحان السّعدي، ومحمد عطية، وعبد الله الأصبح، هذا والشهيد البطّاط من قرية الظاهرية كان محكوما بالمؤبّد ففرّ من السجن ليستأنف نضاله ثم ليستشهد".