محمد أبو نبوت

محمد أبو نبوت، متسلم مدينة يافا ولواء غزة بعد محمد ابو المرق بين سنتي 1807- 1819، كان محمد أبو نبوت أحد مماليك أحمد باشا الجزار حين توفي عام 1804، وحينما عين سليمان باشا خلفاً للجزار، خدم أبو نبوت الوالي الجديد وأصبح أحد أعوانه المقربين.

في سنة 1807 جاءت الأوامر السلطانية إلى سليمان باشا بمحاربة محمد أبو المرق وإخراجه من يافا، فأمر سليمان باشا محمد أبو نبوت بتنفيذ المهمة، وكان يشغل حينها أمين الجمرك في عكا فنفذها بنجاح، ومكافأة له عينه الوالي متسلماً للواء غزة ويافا.

شهدت يافا في عهده ازدهاراً في جميع المجالات، كما قام أبو نبوت بمحاربة العربان الخارجين على القانون وحقق بعض النجاح في ذلك، وثار عليه سليمان الوحيدي، شيخ بدو صف القيسية، فاتفق أبو نبوت مع عثمان أبو غوش من زعماء اليمانية على محاربته، ونصبا له كميناً قرب يافا فقتل وألقيت جثته في البحر.

في سنة 1809 وصل إلى منطقة غزة عرب الهنادي من مصر، وكانوا يعملون على تأمين طريق الحجاج بين القاهرة والحجاز، فلما تعطل الحج بسبب الوهابيين، ضاق العيش عليهم في الصحراء، فتوغلوا من سيناء إلى غزة، وحاول أبو نبوت صدهم، وقاد حملة عسكرية ضدهم، لكن قواته هزمت في المعركة التي تشبت بين الطرفين، ونجا بنفسه بأعجوبة فانسحب وأرسل في طلب النجدة من سليمان باشا، لكنه لم ينجده، فاضطر إلى السكوت عنهم والعودة إلى يافا.

وفي عام 1813 نهب عرب الهنادي قافلة تجارة مصرية تحمل الكثير من الأموال والبضائع، فأثار ذلك حفيظة محمد علي باشا، فطلب من سليمان باشا العمل على القضاء عليهم ولكنه لم يستطع.

أنشأ أبو نبوت جامع يافا الكبير عام 1810، وأنشأ إلى جانبه بئراً وسبيلاً، وأوقف المسجد بيوتاً وأراضي ودكاكين لتوفير الأموال للاستمرار في صيانته.

توفي محمد أبو نبوت ودفن في يافا عام 1833.