سامي طه حمران

يعدُّ سامي طه من رواد الحركة العمالية النقابية العربية في فلسطين، والأمين العام لجمعية العمال العربية الفلسطينية في حيفا ما بين أوائل 1944م وخريف 1947م.

ولد سامي طه حمران في بلدة عرابة جنوبي مدينة جنين عام (1913)، ودرس في صفوف مدرسة البلدة حتى الصف الخامس الابتدائي. 

وفي أوائل الثلاثينات انتقل إلى حيفا ليعمل موظفًا صغيرًا في مكتب جمعية العمال العربية الفلسطينية. خلال هذه الفترة درس الأوضاع العمالية وقوانينها وظروفها من خلال عمله واتصالاته بقادة الحركة النقابية، ودرس اللغة الإنجليزية حتى أتقنها إتقانًا تامًا، وتعرض للاعتقال من قبل سلطات الانتداب البريطاني مرتين خلال عامي 1937 و 1938 لمدة زادت عن ستة شهور.

تدرج سامي طه في استلام المسؤوليات في جمعية العمال العربية الفلسطينية حتى أصبح رئيسًا لها؛ ففي مؤتمرها في مدينة يافا في العام 1943، انتخب سامي طه رئيسًا لذلك المؤتمر الذي اتخذ قرارات من أهمها: أن تكون الجمعية الممثل الوحيد للعمال العرب في فلسطين, ودعا إلى إقفال مكاتب التوظيف الخاصة بالهستدروت.

نجحت الجمعية في عهده في الوصول إلى المجال الدولي؛ فشاركت لأول مرة في مؤتمر النقابات الدولي بلندن، الذي عقد في الفترة من 6-22 شباط 1945. وترأس سامي طه وفد الجمعية إلى المؤتمر يرافقه المستشار القانوني (حنا عصفور). وبذل جهده في تفنيد فكرة "الوطن القومي" لليهود في فلسطين، كما فنَّد حجج ممثل الهستدروت الذي حاول التكلم باسم عمال فلسطين العرب واليهود.

 وبعد انتهاء الحرب شاركت الجمعية للمرة الثانية في مؤتمر النقابات الدولي الذي عقد في باريس في شهر أيلول 1945، ومثلها فيه سامي طه وحنا عصفور.

وقف سامي طه بصلابة يدافع عن عمال فلسطين وقضاياهم ومصالحهم ودعى إلى تنظم الإضرابات لتحقيق مطالبهم، ومن ضمنها إضراب عام في فلسطين في 10 نيسان 1946 والذي رضخت بعده حكومة الانتداب لمطالب جمعية العمال العربية الفلسطينية كلها مما اكسبها جماهيرية  واسعة.

في أوائل العام 1947، اعترفت الهيئة العربية العليا بأهمية الجمعية، واختارت سامي طه ضمن وفدها إلى لندن لبحث قضية فلسطين.

 نشر سامي طه بيانًا لعمال العالم وهيئة الأمم المتحدة لتأييد فلسطين بإلغاء الانتداب وإعلان استقلالها، واعتبر بريطانيا الخصم الأول، وحملها مسؤولية دماء الشهداء الفلسطينيين.

بتاريخ 12/9/1947  اغتيل  سامي طه (الأمين العام لجمعية العمال العربية الفلسطينية)، بينما كان متجها نحو بيته في عمارة الحاج خليل طه في  شارع صلاح الدين في منطقة الحليصة بمدينة حيفا؛ حيث  أطلق عليه مجهول ثمان رصاصات إصابته في رأسه؛ ففارق الحياة مباشرة.  

 وقد أدى اغتياله إلى موجة عارمة من السخط والغضب، وأضرب العمال في شتى أنحاء فلسطين، ودفن في قرية "بلد الشيخ" القريبة من حيفا.