ولد المطران هيلاريون كابوتشي عام 1922 في مدينة حلب السورية، وعين مطرانًا لكنيسة الروم الكاثوليك في مدينة القدس منذ عام 1965م؛ وعُرف بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
في 8 آب 1974 اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة دعم المقاومة الفلسطينية، ونقل السلاح لخلايا حركة "فتح" في سيارته الخاصة، وحكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية عليه بالسجن مدة 12 عامًا، قضى منها أربع سنوات في الأسر، ثم أطلق سراحه بوساطة من بابا الفاتيكان، ليتم نفيه في شهر تشرين الثاني 1978 إلى مدينة روما الإيطالية.
واصل كابوتشي، بعد إبعاده، مسيرته الداعية لدعم القضية الفلسطينية في كثير من دول العالم؛ ولم يمنعه منفاه القسري من متابعة مناصرته للفلسطينيين؛ فشارك في "أسطول الحرية" في شباط 2009 والذي اعترضته إسرائيل وطردت من كان على متنه إلى لبنان؛ كما كان على متن سفينة "مرمرة" التركية عام 2010، والتي هاجمتها القوات الإسرائيلية، وقتلت 10 نشطاء كانوا على متنها.
قلده الرئيس محمود عباس "وسام نجمة القدس" عام 2013 في روما؛ كما كرمته السودان ومصر وليبيا والعراق وسوريا والكويت بطابع بريد يحمل صورته.
أعلن الفاتيكان مساء يوم الأحد 1 كانون الثاني 2017 وفاة المطران هيلاريون في العاصمة الإيطالية روما عن عمرٍ ناهز 94 عاماً.
ووصفه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان نعيه "بالمناضل الكبير"؛ أما حركة فتح فقد جاء في بيانها: إن المطران كابوتشي كان أحد قيادييها. وأضافت: "ننعى وبكل فخر واعتزاز إلى الشعب الفلسطيني والأمة العربية وأحرار العالم المطران البطل القائد الفتحاوي المطران كابوتشي، الذي أمضي عمره الحافل فدائيًا حقيقيًا ومناضلًا صنديدًا ومدافعًا صلبًا عن الشعب الفلسطيني، وممسكا بكل قوة بعروبة القدس".
كابوتشي مات عاشقًا لفلسطين وترابها؛ وكان يردد دوما بعد نفيه: "أنا الآن في المنفى؛ ولو كنت في روما عاصمة الكاثوليكية؛ فإذا تركت وطني زرعت روحي في القدس، على أمل العودة، كما تزرع حبة الحنطة؛ فإذا لم تدفن حبة الحنطة في الأرض تموت؛ وأنا دفنتها بشرط حياتها وقيامتها. إنني أعيش ألم الغربة والاستعداد لأمل العودة إلى وطني الأكبر، أي دنيا العرب، ومنه إلى الوطن الأصغر، القدس وفلسطين".