خديجة عبدالرؤوف عرفات القدوة، شقيقة الرئيس الشهيد القائد الراحل ياسر عرفات، ولدت في مدينة القدس عام 1926م، بعد وفاة والدتها (زهوة أبو السعود) عام 1933م. تولى خالها (سليم أبو السعود) رعايتها وشقيقيها (ياسر عرفات، وفتحي عرفات) حتى عام 1936م؛ حيث اعتقلته قوات الانتداب البريطاني آنذاك وأودع السجن، فرحلت مع شقيقيها من القدس إلى مصر؛ لوجود والدهم وباقي أفراد العائلة هناك؛ وكان عمرها عشر سنوات.
خديجة عرفات من أبرز رائدات العمل النسوي، بدأت مسيرتها في خمسينيات القرن الماضي في العمل الإنساني والمجتمعي بالقاهرة. بعد انطلاقة الثورة الفلسطينية كانت من أوائل اللاتي التحقن بها، لذا أطلق الناس عليها لاحقًا لقب "عجوز الثورة".
بعد عام 1967م، كانت من المشاركين والمؤسسين في "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني"، وأسست "جمعية القدس للتنمية الاجتماعية" في القاهرة؛ وكانت نشيطة في مساعدة العائلات الفلسطينية المستورة، وتدريب ربات البيوت على إنتاج بعض المشغولات المطرزة والمشغولات الصوفية، وبعض الأكلات الفلسطينية.
تطوعت خديجة عرفات بالمشاركة في كل معارك الثورة؛ وكانت تعمل ممرضه تساعد جرحى، وأسست "بيت الصمود الذي يرعى الأيتام من أبناء الشهداء الذين تبناهم القائد الراحل ياسر عرفات، خاصة ممن تركوا بين أنقاض المجزرة بمخيم صبرا وشاتيلا؛ فكانت تعتني بهم وتزورهم باستمرار.
وبعد العودة إلى الوطن، منحها الرئيس الراحل ياسر عرفات قطعة أرض أقامت عليها مبنى لـ"جمعية القدس للتنمية الاجتماعية" وكانت من المؤسسات الرائدة والفاعلة في قطاع غزه.
وافتها المنية، صباح اليوم السبت الحادي عشر من آب 2018، في العاصمة المصرية (القاهرة)، ودفنت في مدافن الهلال الأحمر الفلسطيني.
نعاها الرئيس محمود عباس قائلًا: "كان لها دورٌ نضاليٌ بارزٌ في مسيرة الثورة الفلسطينية".