خليل أنيس رعد

ولد رائد التصوير الفلسطيني وعميد المصورين الفوتوغرافيين الفلسطينيين )خليل أنيس رعد( عام 1854م لعائلة فلسطينية أورثوذكسية.  ترعرع في مدينة القدس، وتتلمذ على يد مصور أرمني وهو جاربيد كريكوريان، قبل أن يدرس فن التصوير في بازل بسويسرا.  وعندما أنهى دراسته عاد إلى فلسطين، وأقام في حيّ الطالبية ثم الحي اليوناني في مدينة القدس.

ابتدأ رعد مسيرة التصوير عام 1891 من داخل أستوديو أقامه في شارع يافا في القدس، خارج السور عام 1895م.  وانشغل خلال عمله بالحياة الفلسطينية؛ بما فيها من مبانٍ وصورٍ عائلية ومشاهد حياتية يومية مِن المدينة وأحيائها وسائر فلسطين؛ وبعد أن اختير كمصور رسمي للعثمانيين، صار يهتم أيضًا بتوثيق الحرب العالمية الأولى؛ فوثّق الحياة الاجتماعية والثقافية والتجارية في المدن والقرى الفلسطينية؛ إضافة إلى الاحداث والشخصيات السياسية.  وفي تلك الفترة كان مقربًا من الحاكم العسكري العثماني

(جمال باشا)؛ ما مكّنه من التنقل بسهولة بين مصر، وسوريا، ولبنان، وفلسطين؛ فصوّر ما يقارب 1230 صورة زجاجية، عكست جوانب مختلفة من حياة الناس؛ إضافة إلى صورٍ أخرى عادية، تصل إلى ألفي صورة، باللونين الأبيض والأسود.

في أوائل شهر أيار عام 1948، عندما بدأت الحرب تبسط قسوتها على فلسطين؛ قرّر خليل رعد وزوجته الهروب إلى أريحا، ثم رحلوا إلى لبنان وبقي فيها حتى وافته المنية عام 1957م.

خلال النكبة عام 1948، تعرّض استوديو التصوير التابع لخليل رعد للهدم.  وقد نجحت ابنته روز رعد وزوجها روبرت بالعثور على أرشيف النيجاتيف من الغرفة المظلمة؛ وقيل في حينه أنّ إنقاذ الارشيف تمّ بمساعدة صديق والدها الإيطالي الجنسية، الذي كان يعمل لدى بولس سعيد، في دكان كتب قريبة من استوديو رعد بالقدس؛ حيث نجح هذا الصديق، عدة مرات عند توقف إطلاق النار، بدخول المنطقة، ونَقَلَ الأرشيف إلى روز.  وقد تبرعت ابنته بهذا الأرشيف، وما يزال محفوظاً حتى اليوم في مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت، وتشمل المحفوظات التاريخية 3000 نيجاتيف.