يعد البروفيسور نصير العاروري من رعيل الأكاديميين الفلسطينيين الأول، الذي تصدى للرواية الصهيونية في الولايات المتحدة، مع المرحومين (إدوارد سعيد، وهشام شرابي، وإبراهيم أبو لغد)؛ وهو من الرواد الكبار في خدمة القضية الفلسطينية عالمياً.
ولد العاروري في القدس عام 1934، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1954، وحصل على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة ماساتشوستس- أمهرست؛ وعمل كأستاذ في جامعة ماساتشوستس- دارتموث في الفترة بين 1965-1998، وتقاعد بمرتبة "أستاذ مستشار في العلوم السياسية" من نفس الجامعة.
كان العاروري أحد مؤسسي "رابطة الخريجين العرب الأميركيين" في عام 1968؛ وهي أول مؤسسة عربية أنشئت في أميركا الشمالية، ضمت أكبر تجمع للأكاديميين العرب خارج الوطن العربي، وأدت دوراً مهماً في الدفاع عن القضايا العربية، وفي مقدمتها "القضية الفلسطينية"؛ وقد ترأسها لدورتين متتاليتين.
وفي عام 1998، شارك في تأسيس معهد الدراسات العربية "تاري" في بوسطن، وتولى رئاسة مجلس إدارتها حتى عام 2006.
أما في المجال الحقوقي، فقد كان عاروري عضوًا في "الهيئة الفلسطينية المستقلة لحماية حقوق المواطن"، في رام الله، منذ تأسيسها عام 1994؛ وعضوًا مؤسسًا في الجمعية العربية لحقوق الإنسان في عام 1982؛ ومشاركًا رئيسيًا في صياغة "الميثاق العربي لحقوق الإنسان" سنة 1986؛ وعضوًا في مجلس إدارة منظمة "هيومن رايتس ووتش/ الشرق الأوسط"، بين العامين 1990 و1992؛ وعضوًا في مجلس إدارة منظمة العفو الدولية/ أميركا "آمنستي إنترناشيونال"، لثلاث دورات بين 1984 و1990. كما شمل نشاطه عضوية مجلس إدارة "فصلية العالم الثالث" (لندن)، وصندوق القدس- مركز فلسطين (واشنطن العاصمة). وكان أيضًا عضوًا في مجلس إدارة المعهد الدولي للتحقيقات الجنائية التابع ل"المحكمة الجنائية الدولية" في لاهاي حتى عام 2004.
وتشمل مسيرة عاروري الحافلة أيضًا عضويته بمجلس إدارة صندوق القدس- مركز فلسطين (واشنطن)؛ كما كان عضوًا في "المجلس الوطني الفلسطيني"، و"المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية".
توفي العاروري في 10 فبراير 2015 م عن عمر يناهز 81 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا علميًا ضخمًا. ومن أبرز مؤلفاته: "المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي" 1970، "عدو الشمس: قصائد المقاومة الفلسطينية" مع إدموند غريب، "الاحتلال: احتلال إسرائيل لفلسطين" 1983، "عرقلة السلام: الولايات المتحدة، إسرائيل، والفلسطينيين" 1995، "اللاجئون الفلسطينيون: حق العودة" 2001، "الوسيط غير النزيه: دور الولايات المتحدة في إسرائيل وفلسطين" 2003، "فلسطين والفلسطينيون: تاريخ اجتماعي وسياسي" 2006 مع سميح فرسون، وأخيرا "الإرث المر: الولايات المتحدة في الشرق الأوسط" 2014.