ولد صبحي أبو كرش في مدينة غزة بتاريخ 16/7/1936م لعائلة غزية من منطقة الشجاعية، وغادر غزة عام (1953 م) إلى السعودية بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة من مدرسة فلسطين، وعمل مدرسًا في قرية ثادق، وشارك في العمل السري منذ العام 1959 في الدمام بالمنطقة الشرقية، ومهد لتأسيس وانطلاق حركة فتح.
أتم دراسته الجامعية عام 1964، وتخرج من جامعة الرياض، ونال شهادة البكالوريوس في التجارة، وكان يعمل محاسبا في وزارة الزراعة آنذاك؛ وساهم الأمير سلمان بن عبد العزيز معه ومع إخوته الناشطين في تأسيس لجنة مساعدة أسر مجاهدي فلسطين ردًا على الشعارات الصهيونية في تلك الفترة والتي كانت تقول: "ادفع دولارا تقتل عربيًا" ؛ غادر السعودية عام 1968 إلى الأردن متفرغًا للعمل النضالي.
واضطلع بمهام ومسؤوليات عسكرية وتنظيمية عديدة منها: مهام الرقابة المالية من1968 إلى1969 في الأردن؛ الإدارة العسكرية في درعا بسوريا من عام 1969- 1971؛ وتولى مالية حركة فتح خلال عامي 1971 و1972 في لبنان؛ وهو مسؤول الإدارة المالية في جهاز الأرض المحتلة ما بين 1972-1974 في لبنان.
وانتخب أبو كرش عضوًا في المجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الرابع في أيار/ مايو عام 1980 بدمشق؛ فيما قاد قبلها لجنة غزة في قطاع الأرض المحتلة (القطاع الغربي) ما بين 1974 إلى1986، وقاوم الانشقاق الذي وقع في أيار/ مايو عام 1983، واعتقل عدة مرات في سوريا.
انتخب عضوًا في اللجنة المركزية لحركة فتح بغالبية عظمى في آب عام 1989 بتونس، وتولى مهام مفوض تنظيم جهاز الأراضي المحتلة.
عمل سفيرًا مفوضًا فوق العادة لدولة فلسطين في السعودية من عام 1990 إلى 1994؛ وكان له الدور الأبرز في إعادة العلاقات الفلسطينية الخليجية إبان أزمة حرب الخليج الثانية، وعمل مندوبا دائما لدولة فلسطين في منظمة المؤتمر الإٍسلامي ورابطة العالم الإٍسلامي، ومثل فلسطين في العديد من المؤتمرات الإٍسلامية ولجنة القدس؛ وكان عضوًا في المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وتولى مهام رئاسة لجنة تقصي الحقائق المالية لحركة فتح عندما انتخب لهذا المنصب عام 1993م؛ لما عرف عنه من الصدق والأمانة، وشارك في معظم مؤتمرات الحركة؛ وكان مشهودًا له بالجراءة والوضوح وطرح كافة القضايا التي تهم العمل الثوري. وللشهيد أبو المنذر العديد من الدراسات وأوراق العمل والمقالات.
استشهد بتاريخ 4-1-1994 في المستشفى العسكري بالرياض إثر مرض عضال، وصلي على جثمانه في المسجد النبوي الشريف ودفن في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة، وله ثلاثة أبناء وثلاث بنات.
وبتاريخ 12/12/2013 قام الرئيس محمود عباس بمنح الفقيد الراحل صبحي أبو كرش "أبو المنذر" وسام "نجمة الشرف من الدرجة العليا"؛ تقديرًا لدوره الوطني في الدفاع عن وطنه وشعبه، وتثمينًا عاليًا لسيرته ومسيرته الوطنية، وتسلم الوسام نجلاه (منذر ومحمد) في مقر إقامة الرئيس بالعاصمة الأردنية عمان.