عبد الفتاح محمد الحاج مصطفى

ولد المناضل عبد الفتاح محمد الحاج مصطفى في قرية سيلة الظهر في العام 1908، وتعلم في الكتاتيب وحرص على دراسة الكتب الدينية. عمل في مقتبل عمره بالزراعة كمعظم أهالي قريته، ثم انتقل للعمل في مدينة حيفا حيث عمل لعدة سنوات في ورشة ميكانيك، إلى أن تعرض لحادث نتج عنه قطع بعض أصابع يده، فعاد إلى قريته بعد أن اشترى تراكتور زراعي للعمل عليه.

خلال وجوده في حيفا كان يواظب على الصلاة وسماع دروس الشيخ صالح الحيفاوي الذي طاردته السلطات البريطانية حتى لجأ إلى مكة المكرمة وعيُن إماماً في الحرم الشريف.

كما حرص عبد الفتاح على متابعة خطب الشيخ عز الدين القسام في حيفا وتعرف على الشيخ الذي عرض عليه الانضمام إلى حركته السرية فوافق عبد الفتاح على الفور.

عمل عبد الفتاح على تجنيد مجموعة من أبناء قريته، وساهم في جمع التبرعات لشراء السلاح، وتدريب الرجال عليه، استعداداً لبدء الثورة.

مع انطلاق الثورة في العام 1936 قام بعدة عمليات عسكرية ضد القوات البريطانية، وبعد توقف الإضراب الذي استمر ستة شهور توجه عبد الفتاح إلى دمشق وتلقى هناك دورة عسكرية متقدمة، وعاد لمواصلة النشاط العسكري في منطقة صفد مع تفجر الثورة من جديد سنة 1937 حيث تسلم قيادة المنطقة.

وخاض عدة معارك كان أبرزها معركة الليات الأولى في 8/12/1937، ومعركة الليات الكبرى في 19/7/1938.

بعد استشهاد ابن عمه القائد في منطقة نابلس محمد صالح الحمد (أبو خالد)، قرر القائد العام للثورة عبد الرحيم الحاج محمد تعيين عبد الفتاح مصطفى قائداً لمنطقة نابلس، واتخذ عبد الفتاح من بلدة بيت فوريك مركزاً له.

وفي ليلة 15/11/1938 الموافق 23 رمضان 1357 هجرية طوقت قوة بريطانية كبيرة بلدة بيت فوريك، وهاجمت الثوار المتمركزين بالقرية حيث دارت معركة شاركت فيها طائرات بريطانية استشهد خلالها عدد من الثوار ومنهم القائد عبد الفتاح مصطفى (أبو عبد الله).