منير نايفة

ولد عالم الذرة منير حسن نايفة في كانون أول/ ديسيمبر عام 1945 في قرية شويكة بجانب طولكرم. وظهر شغفه بالعلم وإجراء التجارب منذ فترة الطفولة، فبدأ بصناعة أجهزة الراديو وكانت هوايته المفضلة.

غادر إلى الأردن لاستكمال دراسته الثانوية ثم إلى لبنان للحصول على درجة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في بيروت في العام 1968، ثم الماجستير في الفيزياء في عام 1970، حصل بعدها على منحة مقدمة من جامعة ستانفورد الأمريكية، وأثناء عمله بمعامل ستانفورد كاليفورنيا وجهه أستاذه لدراسة ذرة الهيدروجين أبسط العناصر الكيميائية الموجودة في الطبيعة باستخدام أشعة الليزر، أملا في الوصول على المزيد من الأسرار التي ما زالت تستعصي على العلم التجريبي بخصوص هذه الذرة وحصل نايفة بالفعل على درجة الدكتوراه في حقل الفيزياء الذرية وعلوم الليزر.

عمل نايفة في الفترة من عام 1977 وحتى عام 1979 باحثا فيزيائيا بمعامل أوج – رج بجامعة كنتاكي، ثم التحق في نهاية هذه الفترة عام 1979 بجامعة إلينوي، وفي نفس العام حصل على جائزة البحث التصنيعى في الولايات المتحدة.

نشر نايفة ما يزيد عن 130 مقالاً وبحثاً علمياً، وشارك مع آخرين في إعداد وتأليف العديد من الكتب عن علوم الليزر والكهربية والمغناطيسية.

تمكن نايفة من الإجابة على استفهام هام طرحه عالم الفيزياء الشهير ريتشارد فاينمان في العام 1959، عندما تساءل:

ماذا سيحدث لو استطاع الإنسان التحكم في حركة ومسار الذرة ونجح في إعادة ترتيب مواضعها داخل المركبات الكيميائية؟.

في أقل من 20 عاما قدم نايفة إجابته الفائقة، عندما نجح في تحريك الذرات منفردة ذرة ذرة.

وفي التسعينيات تحدثت كبرى المجلات العلمية المتخصصة ووكالات الأنباء العالمية عن العالم العربي الذي رسم صورة لقلب داخله حرف "P" باستخدام الذرات المفردة، في الإشارة إلى فلسطين.

ويرى العلماء أن هذا الكشف من الاكتشافات الثورية التي أتاحت للعلم الدخول إلى منطقة لم يسبق له الدخول فيها من قبل، ويمكن استنتاج تلك القفزة التي سيحققها ذلك العلم من خلال المقارنة بـ"المايكروتكنولوجي" التي أنتجت أجهزة الكمبيوتر والترانزيستور وكل المعدات الإلكترونية الحالية.

في هذا الإطار يشير الكتاب السنوي الصادر عن الموسوعة البريطانية "بريتانيكا" إلى أن تقنية نايفة يمكنها المساهمة في زيادة من كفاءة أداء الآلات ما بين 100 مليون و10 آلاف مليون مرة على الطرق التقليدية.

كما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه يؤسس لفرع جديد في علم الكيمياء يدعى "كيمياء الذرة المنفردة" الذي يمهد بدوره لطفرة طبية تسهم في علاج العديد من الأمراض التي وقف العلم عاجزاً أمامها سنوات طويلة، حيث يتيح هذا الإنجاز بناء أجهزة ومعدات مجهرية لا يزيد حجمها عن عدة ذرات بما يمكنها من الولوج في جسم الإنسان، والسير داخل الشرايين والوصول إلى أعضائه الداخلية.

إضافةً للعديد من تطبيقات هذا الكشف في مجالات الطب والهندسة الصناعية والعسكرية والتكنولوجيات النووية.

يرأس الدكتور نايفة شبكة العلماء والتكنولوجيين العرب في الخارج، وهو أحد التجمعات الشهيرة للعلماء المهاجرين.

وهو عضو في مجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، وهي مؤسسة تهتم بوضع المشاريع العلمية المشتركة التي تسهم في حل المشكلات التي تعاني منها المنطقة العربية، بالإضافة إلى التنسيق بين علماء الداخل والخارج.