ولد خبير النفط "محمد فاروق" إبراهيم الحسيني في مدينة القدس عام 1928 وتلقى تعليمه هناك حتى أكمل الثانوية العامة ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت وحصل منها على درجة البكالوريوس في الاقتصاد عام 1950، عاد بعدها إلى فلسطين واشتغل مدرساً للرياضيات في مدرسة الأصدقاء بمدينة رام الله لمدة سنة ثم سافر إلى ليبيا وعمل مدرساً لمدة سنة عاد بعدها إلى الأردن.
سافر للعمل في المملكة العربية السعودية في العام 1956 وعمل في المديرية العامة لشؤون الزيت والمعادن في وزارة المالية السعودية.
واستمر الحسيني في العمل في المديرية التي تحولت لاحقاً إلى وزارة البترول والثروة المعدنية، وسخر علمه وطاقاته في خدمة المملكة التي حصل على جنسيتها، وخدمة قطاعها النفطي طوال عمله في مديرية الزيت والمعادن ثم مديراً للإدارة الاقتصادية في الوزارة ومستشاراً بعد تقاعده أواسط عقد الثمانينات.
ساهم الحسيني في إنشاء منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبيك" وعاصر مسيرتها وكان له دور فاعل في النجاحات التي حققتها سواء من خلال عمله في قطاع النفط السعودي أو من خلال عمله مديراً للإدارة الاقتصادية في الأمانة العامة لـ "أوبيك" أواخر عقد الستينات.
وكان له دور بارز في تعديل مسار العلاقة غير المتكافئة خلال عقد الستينات والسبعينات بين حكومات الدول المنتجة ومنها المملكة العربية السعودية، وشركات البترول العالمية العاملة لديها خصوصاً في ما يتعلق بالأسعار أو الريع على البرميل أو الضرائب أو غيرها من أمور طبعت العلاقات النفطية الدولية لتلك الفترة وتمخضت عن تحقيق مكاسب للدول المنتجة.
إلى جانب عمله الناجح في السعودية والذي أهله ليكون أحد خبراء النفط العرب، لم ينقطع فاروق الحسيني عن خدمة وطنه فلسطين ودعمها سياسياً ومادياً، فقد كان له مشاركات عديدة خاصةً في التواصل مع أهالي القدس، وساهم مع قريبه فيصل الحسيني بالمحافظة على "بيت الشرق" في مدينة القدس كأحد الرموز التي تؤكد على عروبة المدينة.
توفي فاروق الحسيني في العاصمة الأردنية عمّان مطلع العام 2006.