ولد وليد القمحاوي في نابلس عام 1923م درس في كلية النجاح الوطنية وتتلمذ على يد العديد من أعلام نابلس ومنهم المرحومان قدري طوقان والشاعر عبد الرحيم محمود وتخرج من كلية النجاح الوطنية بتفوق في عام 1941، والتحق بكلية الطب في الجامعة الامريكية في بيروت وتخرج منها عام 1947 ليكمل تدريبه في مستشفى القصر العيني في القاهرة حيث ارسله والده الحاج محمد زكي.
وعاد ليقوم بواجبه كطبيب والتحق بمستشفى الهلال العراقي لمعالجة افراد الكتيبة العراقية المقاتلة في فلسطين عام 1948، وعمل متطوعا في دار توليد اللاجئات التابعة لجمعية الإتحاد النسائي العربي في نابلس والتي جرى تطويرها فيما بعد لتصبح مستشفى الاتحاد النسائي العربي للتوليد في نابلس، واصبح الدكتور وليد اول مدير لذلك المستشفى.
شارك في تأسيس عدة هيئات ونواد ثقافية واجتماعية منها جمعية "كل مواطن خفير" و"المنتدى التعاوني الثقافي" والذي كان أمين سره منذ تأسيسه عام 1956 حتى صدر القرار العرفي بحله عام 1957 حيث اعتقل المرحوم للمرة الاولى وان لم تكن الاخيرة.
لقد رافق نشاطه الطبي، اهتمام رائد بتنظيم الأسرة بإعتباره مدخلا للتنمية الاجتماعية والاهتمام بالنوعية على حساب الكمية، واسس وترأس "جمعية تنظيم وحماية الأسرة في نابلس" وافتتح في مستشفاه عيادة لتنظيم الأسرة كانت الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي.
وانعكس هذا الإهتمام فكريا حين كتب أول كتاب رائد في العالم العربي بعنوان "تنظيم النسل" والذي نشر عام 1954 واحدث ضجة في حينه، وفي عام 1956 صدرت الطبعة الاولى من كتابه المرجع "النكبة والبناء في الوطن العربي" والذي اعيد طبعه ثلاث مرات.
وفي عام 1957 انتخب عضوا في مجلس نقابة الاطباء ثم اصبح نقيبا لأطباء الاردن في الفترة 1963 – 1969 كما انتخب في نفس الحقبة أمينا عاما مساعدا لإتحاد الأطباء العرب والذي ساهم الراحل في تأسيسه.
كان عضواً في أول لجنة تنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية 1964-1966، و كذلك عضواً في اللجنة التنفيذية عن المستقلين ورئيساً للصندوق القومي الفلسطيني 1974-1981.
وفي عام 1985 تم تكليفه من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة مشروع تأسيس جامعة مفتوحة لتعليم الفلسطينيين عن بعد، هذا المشروع الذي عمل الراحل على التمهيد له لمدة تزيد عن عشر سنوات لقناعته الكاملة بأن الشعب الفلسطيني المشتت والمحاصر يتعرض لعملية تجهيل وخصوصا في الداخل المحتل وان تعليم الفلسطينيين وهم محاصرون في بيوتهم هو اولوية قصوى.
وتدريجيا ظهرت "جامعة القدس المفتوحة" الى الوجود وكان الراحل مؤسسها وأول رئيس لها.
من مؤلفاته:
تنظيم النسل، 1954
النكبة والبناء، 1956.