ولد المناضل فائق وراد في قرية بيتين قضاء رام الله في العام 1926، وتلقى دراسته حتى الصف الرابع الابتدائي في مدرسة القرية، ثم انتقل إلى مدرسة البيرة ودرس فيها حتى الصف السابع الابتدائي، وأكمل دراسته الثانوية في المدرسة الرشيدية الثانوية بالقدس، وتخرج منها في العام 1944 وكان واحداً من طلابها المتفوقين. وقد تأثر وعيه آنذاك بما في المدينة من عصرنة وتقدم، وتركت ثورة الشعب الفلسطيني في الأعوام 1936 – 1939 ضد الانتداب البريطاني والهجرة الصهيونية، أثرها على وعيه الغض وهو يتابع بعض مظاهرها وتجلياتها، ما أسهم في تحديد خياراته الفكرية والسياسية فيما بعد.
عمل مدرساً في إحدى مدارس مدينة الخليل بعد حصوله على شهادة المترك، وداوم أثناء ذلك على قراءة صحيفة "الاتحاد" الأسبوعية الناطقة باسم مؤتمر العمال العرب، ومجلة "الغد" التي كانت تصدرها رابطة المثقفين العرب، وهما اللتان كان يزوده بهما بعض زملائه المعلمين المنتمين إلى عصبة التحرر الوطني في فلسطين، المنظمة الماركسية التي ضمت في عضويتها نخبة من المثقفين الفلسطينيين، ثم توسعت صفوفها في الفترة التي سبقت النكبة الفلسطينية الكبرى، والتحقت بها أعداد كبيرة من العمال والفلاحين.
تنقل فائق وراد في مدن فلسطينية وقرى أخرى وهو يمارس مهنة التدريس، وتعرف على عدد من قادة عصبة التحرر الوطني وأعضائها، وأصبح على صلة بأنشطتها المختلفة دفاعاً عن العمال والكادحين الفلسطينيين، ومن أجل الاستقلال الوطني لفلسطين. ولم يلبث أن أصبح عضواً ناشطاً فيها، وبعد فترة وجيزة، وهو في العشرين من عمره، أصبح عضواً في لجنتها المركزية وواحداً من قادتها البارزين.
بعد النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني، التي نتج عنها تمزيق المجتمع الفلسطيني والاستيلاء على الجزء الأكبر من أرض فلسطين وتشريد شعبها، لعب فائق وراد دوراً بارزاً في تأسيس الحزب الشيوعي الأردني، وكان عضواً في اللجنة المركزية للحزب وفي المكتب السياسي لسنوات طويلة، ثم انتخب وهو في سن الخمسين لكي يشغل موقع الأمين العام للحزب، بعد وفاة قائده التاريخي فؤاد نصار.
ناضل مدافعاً عن كرامة الكادحين ولقمة عيشهم، ومن أجل الحريات الديمقراطية ودفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه، حتى وصل فائق وراد إلى البرلمان الأردني عضواً فيه وممثلاً للحزب الشيوعي عن منطقة رام الله.
وقد جرب أثناء هذه السنوات الاختفاء في بيوت سرية، وتعرض للسجن غير مرة كان أطولها الحكم عليه بالسجن تسعة عشر عاماً، أمضى منها في سجن الجفر الصحراوي ثماني سنوات، وأفرج عنه مع المئات من رفاقه الشيوعيين في العام 1965.
كان فائق وراد (أبو محمد) من أوائل المبعدين الفلسطينيين الذين أبعدتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بعد عدوان حزيران 1967 جراء نشاطه الوطني ضد الاحتلال، وحث الناس على الصمود والبقاء في الوطن رغم الهزيمة، وكذلك إسهامه في تشكيل لجان التوجيه الوطني في الأرض المحتلة وتحمل أعباء النضال السياسي والجماهيري ضد المحتلين.
وهو من أوائل الشيوعيين الفلسطينيين الذين حازوا عضوية المجلس الوطني الفلسطيني وكذلك المجلس المركزي الفلسطيني، ما جعله واحداً من القادة البارزين في الحركة الوطنية الفلسطينية، وفي منظمة التحرير الفلسطينية.
عاد فائق وراد إلى وطنه في العام 1993 بعد خمس وعشرين سنة من النفي والتشريد، مع أول فوج من المبعدين الفلسطينيين العائدين إلى وطنهم واستقر به المقام في قريته بيتين.
وظل مواظباً على أداء دوره النضالي بالقدر الذي كانت تسمح به ظروفه الصحية، ولم يتوقف عن ذلك إلى أن أقعده المرض وشل قدرته على الحركة وألزمه البيت طوال السنوات الثلاث الأخيرة من حياته حيث توفي في رام الله بتاريخ 24/7/2008.