موسى العلمي

تلقى المحامي والسياسي موسى فيضي العلمي دراسته الأساسية في القدس حيث التحق بالمدرسة الدستورية بالمدينة وأمضى فيها سنتين، ومنها انتقل إلى كلية الفرير وقضى فيها ثلاث سنوات، وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى دخل الجندية وتنقل بين دمشق وإسطنبول. وبعد أن وضعت الحرب أوزارها قصد جامعة كمبردج في بريطانيا طلبا للعلم ودرس فيها أربع سنوات بين عامي 1919-1922، ثم تخرج من معهد حقوق أنرتمبل في العام 1923، وعاد لفلسطين حاملاً شهادة الماجستير في الحقوق سنة 1925.

فتم تعيينه عام 1925 في دائرة النيابات العامة بالقدس، وبعدها شغل وظيفة محامي الحكومة وهي أعلى وظيفة أسندت لعربي في فلسطين.

التحق بخدمة حكومة الانتداب وكان سكرتيراً للمندوب السامي البريطاني، تعاون مع الحاج أمين الحسيني أثناء ثورة 1936 فأقيل في العام 1937 من الحكومة ولجأ إلى سوريا والعراق، ثم عاد إلى فلسطين عام 1940، وسمح له بمزاولة المحاماة.

اختير لتمثيل فلسطين في مؤتمر الإسكندرية الذي عقد عام 1944 لتأسيس جامعة الدول العربية.

وفي هذا المؤتمر  بحثت لأول مرة فكرة إنقاذ أراضي فلسطين عن طريق تمكين الفلاّح فيها وذلك بتحسين حالة الأراضي وزيادة إنتاجها ورفع مستوى الفلاّح اقتصاديا وثقافياً وصحيا.

وما لبثت هذه الفكرة أن تبلورت في اللجنة الاقتصادية التابعة ل (الجامعة العربية) في شهر تموز 1945، وأخيرا في دستور المشروع الإنشائي العربي الذي تبناه مجلس الجامعة.

وفي عام 1945 على أثر قرار الجامعة العربية إنشاء مكاتب عربية في لندن وواشنطون للدعاية للقضايا العربية، أنشأ العلمي مكتباً في نيويورك وآخر في لندن، وثالثاً في القدس.

 ساهم في تأسيس جمعية المشروع الإنشائي العربي في القدس وتطلع العلمي إلى تأسيس معاهد لأيتام اللاجئين والمعوزين. وفي شهر مارس 1952 افتتح مركز التدريب الزراعي الصناعي.

كتب موسى العلمي كتاباً قيّماً عن نكبة فلسطين عام 1948 أسماه (عبرة فلسطين). وعاش متنقلاً بين لندن وعمّان، وكان يتردد في زيارات إلى الضفة الغربية حتى توفي في العام 1984.

وقد رد في كتاب (من أعلام الفكر والأدب في فلسطين) لمؤلفه يعقوب العودات عن موسى العلمي: "الحكمة التي آمن بها موسى العلمي وبشر بها في ندواته ومجالسه واتخذها شعاراً قبل وقوع النكبتين المروعتين في فلسطين قوله: "إننا لن ننتصر على إسرائيل النصر النهائي حتى ننتصر على أنفسنا". كما أن من التكريم الذي لاقاه العلمي بعد وفاته هو الكتاب الذي كتبه ناصر الدين النشاشيبي عنه تحت عنوان (آخر العمالقة في فلسطين/ موسى العلمي).