ولدت المصورة كريمة عبود في الناصرة في 13/11/1893. والدها القس سعيد عبود، وهي تنحدر من عائلة ذات جذور لبنانية تعود إلى بلدة الخيام الجنوبية. وقد نزحت هذه العائلة إلى الناصرة في أواسط القرن التاسع عشر، ونشط بعض أفرادها في التبشير الإنجيلي. تعد رائدة التصوير الفوتوغرافى فى فلسطين
كان والدها كاهناً روحياً عمل في العديد من المدن والقرى الفلسطينية في المجال التقليدي وكان دائم التنقل بحكم عمله، وبطبيعة الحال فقد كانت العائلة برفقته أين ما كان. في هذه الفترة ومع تفتح طفولة كريمة اكتسبت الكثير من التجارب في حداثتها، ففي الناصرة تعلمت المراحل الأولية، وفي القدس المراحل الثانوية، والأكاديمية في بيت لحم مولد المسيح علية السلام
تعلمت كريمة عبود حرفة التصوير لدى أحد المصورين الأرمن في القدس، وشرعت في ممارسة المهنة منذ عام 1913. وكان والدها أهداها آلة تصوير فتعلقت بها وراحت تلتقط الصور للمدن والأماكن الطبيعية والمعالم التاريخية، ولأبناء عائلتها والأصدقاء. ثم افتتحت استوديو لتصوير النساء في بيت لحم، وكان من شأن هذا الاستوديو أن أتاح للعائلات المحافظة تصوير النساء بلا حرج. ثم افتتحت مشغلاً لتلوين الصور وإكسابها لمعاناً وبريقاً.
وفي تلك الأثناء كانت تلتقط الصور المختلفة للمدن الفلسطينية الخمس: بيت لحم وطبرية والناصرة وحيفا وقيسارية. وانتشرت صورها بالتدريج في منازل العائلات المترفة في دمشق والسلط وبيروت والشويفات. وأمكن العثور على مجموعة ثانية لها تعود إلى سنة 1913، وهي تتألف من صور التقطت داخل الاستوديو لنساء بأزيائهن الجميلة.
وقد حرصت كريمة عبود على أن تضع اسم مدينة الناصرة باللغة الانجليزية لكي تعرف مصدرها .. لكن بعد سنوات العشرينيات أصبحت تكتب على ظهر الصورة تحت عنوان ( كريمة عبود مصورة شمسية ) ..
كان لكريمة عبود دور كبير في تلك المهنة التي كانت دخيلة على المجتمع العربي الشرقي، خاصة أن الكثير من العائلات المحافظة لم تكن تقبل بان تظهر على عدسات هذه الاختراع الغريب باستثناء بعض العائلات العريقة التي كانت تتبناها بالتصوير الجماعي وهو ما تثبته الصور القديمة لبعض عائلات القدس ويافا وحيفا وحتى غزة في أيام الانتداب البريطاني.
لم تتزوج كريمة وبقيت عزباء في مدينة بيت لحم مع أختها المربية مثيل عبود أولى المعلمات في مدينة الناصرة.
توفيت في 27/4/1940 ودفنت في بيت لحم حسب سجل الولادة والمعمودية تاركةً مئات الصور التي تجسد مرحلة هامةً في التاريخ الفلسطيني الحديث.
فى عام 2016 أطلقت دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة فى بيت لحم جائزة للتصوير الفوتوغرافى باسم كريمة عبود