من عائلة النشاشيبي المقدسية، كان من نشطاء المُنتدى الأدبي في القدس والذي خاض حملة للدفاع عن عروبة المدينة، وكان يصدر النداءات لتنبيه عرب فلسطين من خطر التفريط بالأرض.
كان التنافس على قيادة الشعب الفلسطيني خلال عهد الاحتلال البريطاني محتدماً بين آل الحسيني وآل النشاشيبي. وكان آل النشاشيبي يرون أن مهادنة الإنجليز هو أقل الخيارات سوءاً. بينما كان آل الحسني بزعامة الحاج أمين الحسيني يتخذون خط المزج بين مفاوضة الإنجليز والمقاومة الشعبية، إلى أن اندلعت الثورة الكبرى بين عامي 1936 - 1939 حيث تبنى الحسيني خيار المقاومة المسلحة مع الثوار.
لعب فخري النشاشيبي دوراً رئيسياً في تأسيس "فرق السلام" التي عملت على ضرب مؤيدي المفتي الحاج أمين الحسيني، وتعاونت مع الإنجليز لمحاربتهم. وتم عقد اتفاق مع الإنجليز على أن يقوم فخري عبد الهادي بمحاربة فصائل الثورة والتعاون مع البريطانيين على قمعها، في حين يقوم فخري النشاشيبي بالتعبئة الشعبية لهذه الفصائل.
وصدر بيان من ديوان الثورة العربية الكبرى بأنه يبيح دم ومال كل مشايع لفخري النشاشيبي واتهامه بالخيانة الكبرى.
امتدت ظاهرة "فصائل السلام" لتشمل مناطق نابلس والخليل وجنين والروحة ومرج ابن عامر ومنطقة عكا والجليل الغربي.
وبعدما عملت بريطانيا على إقامة وتسليح هذه الفصائل واستطاعت من خلالها تصفية قادة الثورة ومن ثم إجهاض الثورة وقمعها، سارعت في منتصف عام 1939 إلى حلها وقطع علاقاتها مع قادة هذه الفصائل خاصة فخري النشاشيبي وفخري عبد الهادي اللذين طالبتهما بجمع الأسلحة التي تسلماها منها وتجميد كل نشاط لهما في هذا المجال.
وقد عبر المندوب السامي مكمايكل عن هذا الانعطاف بالسياسة البريطانية، في رسالة بعثها لوزير المستعمرات في لندن جاء فيها:" في هذه الأيام هناك مصالحة بيننا وبين قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية ومن المؤسف أن تشوش هذه العملية الصحية من قبل حملة غير مسؤولة يثيرها رجال حزب الدفاع وعلى رأسهم فخري النشاشيبي. مما لا شك فيه أن" الجنتلمان" ساعدنا بشكل معين وذلك عندما شجع تسليم المعلومات والسلاح للسلطات. ولكن هذا جعل النشاشيبيين يبتلعون اليد كلها بعد أن أعطتهم السلطات إصبعاً واحداً، وذلك عندما استغلوا أفضلية وضعهم لخدمة مصالحهم الشخصية أكثر من خدمة مصالح الحكومة، وبذلك أصابوا بالضرر سمعتهم وشعبيتهم كزعماء وطنيين وسمعة الحكومة التي اعتبرت المسؤولة الوحيدة عن أعمالهم".
تم اغتيال فخري النشاشيبي في شارع الرشيد ببغداد بتاريخ 10 تشرين ثاني/ أكتوبر 1941، واتُهم عبد القادر الحسيني حينها بتدبير خطة الاغتيال هذه.