ولد المجاهد الشيخ يوسف سعيد جرادات، والمعروف أكثر باسم يوسف أبو درة في قرية سيلة الحارثية قضاء جنين سنة 1900 وتلقى دراسته الأولية في مدرستها. اشتغل في الزراعة لبعض الوقت، ثم انتقل إلى مدينة حيفا حيث عمل في السكة الحديدية.
تعرف في حيفا إلى الشيخ عز الدين القسام وأعجب به فانضم إلى حلقته واشترك معه في معركة أحراج يعبد، التي استشهد فيها القسام مع نفر من أصحابه. وقد استطاع أبو درة أن يفلت من الطوق الذي ضربته القوات البريطانية حول الأحراج، بعدما رأى استحالة المقاومة واختفى عن الأعين بعض الوقت.
وحين بدأت الثورة الفلسطينية الكبرى التحق أبو درة بها تحت قيادة الشيخ عطية أحمد عوض، قائد منطقة حنين فقام وأصحابه من المقاتلين في المنطقة الممتدة ما بين جنين وحيفا بمهاجمة المستعمرات والقلاع الصهيونية ونسف الجسور ونصب الكمائن للقوات البريطانية والصهيونية. وعندما استشهد الشيخ عطية في معركة اليامون تولى أبو درة قيادة المعركة التي حقق فيها الثوار الانتصار ثم أوكلت إليه قيادة المنطقة خلفا للشيخ عطية، وأصبح واحدا من الخمسة الذين يقودون الثورة في فلسطين. وشارك في الرد على بيان وزير المستعمرات البريطاني المتعلق بسياسة الحكومة البريطانية في فلسطين إثر صدور تقرير لجنة وودهيد. وقد جاء في ختام ذلك الرد بعد تفنيد البيان البريطاني: "هذا وسيظل المجاهدون يكافحون قوى السلطة الغاشمة مستميتين غير متراجعين، إلى أن تنال الأمة العربية في فلسطين حقوقها كاملة غير منقوصة".
نفذ أبو درة ومجموعته عدة عمليات فدائية نوعية كان أبرزها مهاجمة مستعمرة "كفار خاروشت" ليلاً في مطلع 1938 حيث هاجموا سيارة بوليس يهودي وقتلوا عدداً منهم، كما شارك في معركة اليامون الكبيرة والتي تم خلالها التصدي لهجوم يهودي على بلدة يامون.
كما هاجم الشيخ يوسف أبو درة ليلة 18 نوفمبر 1938 ومعه نحو مائتين من الثوار ثكنات الجيش الإنجليزي الموجودة في مدينة جنين وقتل عدداً من الجنود الإنجليز، وجاءت على أثر ذلك نجدات إنجليزية من مدينتي نابلس وحيفا تقدر بألفين وخمسمائة جندي واشتبكوا مع الثوار قرب قرية يعبد في معركة امتدت لتشمل منطقة واسعة، واشترك في المعركة طائرات إنجليزية كانت تلقي القنابل على الثوار، وخسر الإنجليز في هذه المعركة عدداً من الجنود فيما استشهد ستة من الثوار.
وفي 19 يوليو 1938 هاجم نحو مائتين من الثوار بقيادة الشيخ يوسف أبو درة سجن عتليت الواقع إلي الجنوب من مدينة حيفا لتحرير السجناء العرب.
كما نفذت مجموعة الشيخ أبو درة عملية اغتيال لمساعد حاكم لواء منطقة نابلس في جنين "موفي" وذلك في 24 آب/ أغسطس 1938.
ومن كبريات المعارك التي خاضها معركة أم الزينات في منطقة الكرمل. وقد كان عدد مقاتليه فيها بضع عشرات وعدد الجنود البريطانيين يتجاوز الألف تؤازرهم 13 طائرة. وأسفرت المعركة عن استشهاد خمسة من الثوار ومقتل عشرات الجنود البريطانيين. وقد سرت شائعة إثرها عن استشهاد أبو درة، فأصدر بيانا وصف فيه المعركة وختمه بقوله:
"هذا وإني أعلن ألا صحة مطلقة للإشاعة القائلة أني، أنا يوسف سعيد أبو درة، قد أصبت بضرر ما، فأنا لا زلت بحمد الله أتمتع بالصحة والعافية، وأعاهد الله والرسول على مواصلة الكفاح إلى النهاية حتى تصل الأمة إلى ما تصبو إليه، أو يقضي الله أمرا كان مفعولا".
عندما توقفت الثورة في سبتمبر 1939 انسحب إلى دمشق ثم إلى الأردن، فاعتقلته وهو في الطريق دورية من الجيش الأردني واحتجز لفترة في الكرك ثم سلمه الجنرال جلوب إلى سلطة الانتداب البريطاني التي حكمت عليه بالإعدام. ونفذ فيه الحكم في القدس في 30/9/1939.