سعيد حمامي

وُلد المناضل والمفكر سعيد حمامي في يافا عام 1941 وهاجر مع أسرته إلى الأردن عام 1948 إبان النكبة. تلقّى تعليمه الابتدائي والثانوي في عمّان ثم انتقل إلى دمشق لمتابعة دراسته الجامعية. انضمّ لحزب البعث العربي أثناء دراسته، وبعد تخرجه انتقل للسعودية حيث عمل مدرساً، إلا أنه سرعان ما عاد لدمشق حيث عمل في الصحافة وترأس تحرير إحدى المطبوعات الصادرة هناك. وانضم لحركة فتح، وبدأ نجمه بالصعود سريعاً لما تحلى به من جرأة وطلاقة تعبير وتخطيط استراتيجي.

أصبح عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني وهو في بداية الثلاثينات من عمره. ثم وقع عليه الاختيار لترؤس أول مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في لندن، بالإضافة لبضعة مكاتب مماثلة في عواصم أوروبية أخرى، وهو ما أحدث نقلة نوعية في العمل الوطني الفلسطيني، إذ أتاح وجود تلك المكاتب التواصل الفلسطيني المباشر مع وسائل الإعلام والفعاليات الشعبية والمؤسسات السياسية الغربية. وقد نشط سعيد حمّامي في لندن بمقالاته الصحفية ومقابلاته الإعلامية والسياسية، واشتهر بخطاباته العامة في مختلف المنابر، بما فيها حديقة هايد بارك الشهيرة.

وكان لأنشطته وقع مؤثر في الرأي العام البريطاني والدولي، بسبب طروحاته الداعية للتعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين المشروط بإعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني. وقد كان لطروحاته الجريئة أكبر الأثر في المساهمة في وضع القضية السياسية على الساحة الدولية بمنظار جديد، أربك الخطط الدبلوماسية وآلة الدعاية السياسية الإسرائيلية القائمة على تصوير العرب والفلسطينيين على أنهم دعاة حرب ودمار رافضون للسلام.

اغتيل في مكتبه في لندن يوم 4 كانون ثاني/ يناير 1978م برصاصات أطلقها عليه مجهول، وأشير بإصبع الاتهام حينئذ لإسرائيل على اعتبارها المستفيد الأكبر من موته.

ألّف عنه داعية السلام الإسرائيلي المعروف "أوري أفنيري" كتاباً أسماه "صديقي العدو".