ولد الفنان إسماعيل شمّوط عام 1930 في مدينة اللد، بدأ بالرسم منذ صغره وكانت رسومه الأولى للطبيعة الجميلة وقد لاقى التشجيع والتوجيه من معلم الفنون في مدرسته داود زلاطيمو، الذي علمه أصول الرسم بأقلام الرصاص والأحبار الصينية والألوان المائية والطباشير، ومزاولة هواية النحت على أحجار الحوّار الكلسي، في الوقت الذي لم تلق مواهبه أي اهتمام من والده لاعتبارات تحريم ديني.
لجأ إسماعيل مع عائلته إلى مخيم للاجئين في خان يونس بقطاع غزة وقد توفي أخوه الصغير توفيق عطشاً أثناء الهجرة مما جعله يرسم لوحة العطش في الخمسينيات؛ وقد قال إسماعيل شموط في إحدى المقابلات أن للنكبة كان التأثير الأكبر على مجرى حياته وعلى توجهه الفني.
في المخيم عمل بائعا للحلويات لمدة عام، ثم مدرّسا متطوعا في مدارس اللاجئين.
وفي عام 1950 أقام معرضا ارتجاليا في مدرسة خانيونس باع خلالها لوحة واحدة، الأمر الذي شجعه على الالتحاق بكلية الفنون الجميلة في القاهرة وأثناء تعليمه هناك عمل في رسم الإعلانات للأفلام السينمائية.
بادر إسماعيل في سنة 1969 مع عدد من الفنانين الفلسطينيين، إلى تأسيس أول اتحاد عام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين وبقي أمينه العام حتى سنة 1984، كما أسهم في تأسيس اتحاد عام للفنانين التشكيليين العرب في سنة 1971، وكان أمينه العام الأول حتى سنة 1984. بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، 1982، وخروج قوات وقيادات المقاومة الفلسطينية، وإقفال مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية، اضطر إسماعيل الذي بدأت تشتد عليه متاعب قلبه الصحية، إلى النزوح وأفراد عائلته إلى الكويت في سنة 1983 حيث عاشوا احتلال الكويت (1991)، وحرب الخليج. بعد تحرير الكويت، اضطرت العائلة في سنة 1992 إلى النزوح مجدداً، هذه المرة إلى ألمانيا. وفي سنة 1994 استقر إسماعيل وتمام في العاصمة الأردنية، عمّان.
يعتبر إسماعيل شموط، عموماً، رائد حركة الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصرة. وعرف فناناً ملتزماً امتاز بأسلوب واقعي تعبيري مع بعض الرمزية، وقد طغى موضوع القضية الفلسطينية على أعماله التي انتشر بعضها على نطاق واسع في المخيمات والبيوت وأنشطة التضامن في البلدان العربية والعالم، ويمكن اعتبار بعضها من "أيقونات" الشعب الفلسطيني.
حاز "درع الثورة للفنون والآداب"، و"وسام القدس للثقافة والفنون والآداب"، و"جائزة فلسطين للفنون" من منظمة التحرير الفلسطينية، و"جائزة الإبداع للفن التشكيلي العربي" من مؤسسة الفكر العربي. وهناك جائزة سنوية باسمه للإبداع في الفنون التشكيلية الفلسطينية. واقتنت أعماله متاحف عربية وعالمية عدة.
أجبرته مشكلات قلبه على إجراء ثلاث عمليات جراحية حرجة، كانت الثالثة بينها في مدينة لايبزيغ الألمانية والتي توفي في إثرها، يوم 3 تموز/ يوليو 2006. ودفن في عمّان.