اسحق موسى الحسيني

ولد الدكتور اسحق الحسيني في القدس عام 1904، وهو الكاتب والمفكر والأديب العربي اللامع، ونشا في كنف عائلة أنجبت العديد من أقطاب العمل الوطني الفلسطيني في السياسة والنضال والثقافة.

تلقى اسحق تعليمه الابتدائي في الكتاتيب، وتابع دراسته في المدارس النظامية في مدرسة "نيتر" الزراعية في يافا، ومدرسة السلطان والكلية الصلاحية في القدس التي أنشأتها الدولة العثمانية، وتابع تعليمه الثانوي في مدرستي الفرير والرشيدية، ثم الكلية الانجليزية، حيث أنهى المرحلة الثانوية فيها.

التحق بالجامعة الأمريكية في القاهرة في الفترة الواقعة بين عامي (1923-1926)، حصل على دبلوم في الصحافة.

أثناء إقامته في مصر، سعى لحضور العديد من محاضرات الدكتور طه حسين والدكتور فهمي منصور، وأقام علاقات ودية معهما، وذلك في سياق حرصه على توثيق علاقاته بأعلام الفكر والأدب في القاهرة أمثال احمد زكي وباشا شيخ العروبة ومصطفى عبد الرزاق ومحمد توفيق دياب وآخرين.

بعد عودته الى القدس عمل مدرسا في المدرسة الرشيدية، الا انه عاد الى القاهرة والتحق بكلية الآداب وتخرج منها بامتياز حاصلا على درجة ليسانس وذلك عام 1930.

ثم شد الرحال الى لندن والتحق بمعهد الدراسات الشرقية التابع لجامعة لندن، ومكث فيها أربع سنوات تتوجت بحصوله على درجة الدكتوراه في الآداب وذلك عام 1934، وفي الفترة نفسها التحق بجامعة تونج في ألمانيا حيث تخصص في اللغات السامية.

عاد اسحق الحسيني الى القدس عام 1934، ليعمل مدرسا للأدب العربي بالكلية العربية، التي عرفت آنذاك كأعلى مؤسسة تعليمية في فلسطين حتى عام 1946، حيث كانت تضم نخبة من خيرة الأساتذة.

وخلال تلك الفترة التف حوله الطلبة، ووضع بعض مؤلفاته مثل "رأي في تدريس اللغة العربية" و" علماء المشرقيات في انجلترا" و"العروض السهل" في جزأين بالاشتراك مع الاستاذ فائر الفولي، وترجم عن الفرنسية مع زميله اسطفان سالم كتاب "فن إنشاد الشعر العربي".

جرى تعينيه في عام 1946 مفتشا أعلى للغة العربية في إدارة المعارف في فلسطين حتى عام 1948، ثم غادر فلسطين على اثر النكبة الى بيروت، وعين أستاذا للأدب العربي في الجامعة الأمريكية حتى عام 1949، ورحل الى القاهر حيث استقر به الحال هناك نحو ثمانية عشر عاما، عمل خلالها أستاذا للأدب العربي في الجامعة الأمريكية في القاهرة، الى جانب قيامه بالتدريس في " معهد البحوث والدراسات" التابع لجامعة الدول العربية.

كان اسحق الحسيني موفور الثقافة وعميق الفكر، دقيق البيان، لذلك جرى اختياره عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة عام 1961، ووقع عليه الاختيار عضوا في المجمع العلمي العراقي في بغداد عام 1971، وعضوا في مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الذي يعد أعلى هيئة علمية بالأزهر.

عاد اسحق الحسيني الى القدس عام 1974، وانتخب عضوا في مجلس أمناء كلية العلوم والتكنولوجيا في جامعة القدس، ورئيسا لكلية الآداب للبنات فيها، وذلك عام 1982.

حصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى من مصر عام 1983، ومنح وسام القدس للثقافة والفنون في سنه 1990.

توفي اسحق الحسيني في القدس عام 1990.

قضى اسحق الحسيني معظم أيامه في التأليف والتدريس، حيث اصدر ثلاثة وعشرين كتابا بين تأليف وترجمة وتحقيق في اللغة العربية والأدب والفكر والتاريخ، من بينها:

1- رأي في تدريس اللغة العربية / القدس/ 1937م.

2- علماء المشرقيات في انجلترا/ القدس/ 1940م .

3- مذكرات دجاجة /القاهرة / 1943م .

4- العروض السهل "جزآن" بالاشتراك مع فايز الغول/ القدس/ 1945.

5- ابن قتيبة (رسالة الدكتوراه بالانجليزية) – القدس/ 1950م، ترجمت الى العربية.

6- عروبة بيت المقدس في الإسلام/ القاهرة /1967م

7- المدخل لدراسة الأدب العربي المعاصر/ القاهرة/ 1964م.

8- أبحاث في ماضي المسلمين وحاضرهم/ القاهرة/ 1966م.

9- فهارس الانس الجليل/ القدس/ 1987م.

الى جانب هذه المؤلفات كتب مئات المقالات والبحوث التي نشرها في كبريات الصحف والمجلات مثل "الرسالة" و "الثقافة"، ومجلة "مجمع اللغة العربية بالقاهرة"، ومجلة "الأبحاث" التي صدرت عن الجامعة الأمريكية في بيروت، وله مجموعة من القصائد الشعرية التي لا تزال مخطوطة.